غياب المهنية والأخلاق عن سياسة نشر الشرطة لأسماء الضحايا

مع ارتفاع حوادث العنف وحوادث الطرق في المجتمع العربي، التي راح ضحيتها عشرات المواطنين، يثار الجدل في كثير من الأحيان حول مدى أخلاقية ومهنية نشر أسماء وصور الضحايا وحول آلية اتخاذ قرار النشر في وسائل الإعلام.

غياب المهنية والأخلاق عن سياسة نشر الشرطة لأسماء الضحايا

سامر غطاس

مع ارتفاع حوادث العنف وحوادث الطرق في المجتمع العربي، التي راح ضحيتها عشرات المواطنين، يثار الجدل في كثير من الأحيان حول مدى أخلاقية ومهنية نشر أسماء وصور الضحايا وحول آلية اتخاذ قرار النشر في وسائل الإعلام.

ولعل نشر اسم ضحية حادث الطرق يوم الأول من أمس في مدينة حيفا، سامر غطاس، من قبل الناطقة باسم شرطة إسرائيل، قبل إعلام كافة أبناء العائلة، التي من المفروض أن تكون المصدر الأكثر مهنية وترويًّا، أظهر مدى الحاجة إلى اللجوء إلى قوانين وأخلاق الصحافة المهنية.

وعممت الناطقة بلسان شرطة إسرائيل، لوبا السمري، نبأ مصرع سامر غطاس في حادث طرق قبيل إعلام كافة أبناء العائلة، إذ علم بعضهم بخبر الوفاة من وسائل الإعلام، الأمر الذي أثار استياء العائلة من آلية نشر الاسم بسرعة فائقة، دون التروي بذلك.

وقال شقيق المرحوم، إبراهيم غطاس، لـ"عرب 48" إنه "مستاء جدا من تعامل الشرطة مع نشر اسم شقيقه بهذه السرعة. لم نمتلك الوقت الكافي لإخبار العائلة، على الأقل العائلة المصغرة من الإخوة والأخوات، في هذه الحالة، لم تتروى الشرطة بالنشر، حتى علمت شقيقتاي بمصرع شقيقهما من وسائل الإعلام".

وتابع أنه "كان في المنزل شرطي، هو الذي أخبرني بوقوع الحادث ووفاة شقيقي، سألني وأخذ موافقتي بنشر الاسم، لكن بعد أقل من دقيقة كنت سأخبر شقيقتي وأنا على علم أنى الوحيد الذي يعلم الخبر، إلا أني تفاجأت بأنها قد علمت من وسائل الإعلام".

وانتقد غطاس آلية النشر في الشرطة، وقال إنه "يجب على الشرطة التروي في النشر، صحيح أني وافقت على نشر الاسم والشرطي طلب الموافقة، إلا أنه من الواجب أن تكون فترة زمنية محددة، لنشر الأسماء، كي يتسنى لأفراد العائلة إعلام ذويهم من القرابة الأولى على الأقل".

وأشار إلى أنه "من الواجب اتخاذ إجراءات صارمة، والتعامل مع هذه الأمور بتروي ومسؤولية، وليس التسابق على من سينشر أولا، وعلى الشرطة أن تكون المصدر الأكثر مهنية في التعامل مع هذه القضايا".

واعتبر غطاس أن "آلية النشر لدى الشرطة خاطئة، يجب تغيير الآلية واتخاذ إجراءات أخرى حازمة لمراعاة مشاعر الناس، النشر المتسرع كاد أن يتسبب بمصيبة أخرى لا سمح الله، وهذا أمر يجب الوقوف عنده واستخلاص العبر لمنع تلابس آخر، فلو حصل لشقيقتي شيء لكان ذلك من مسؤولية الشرطة".

حدثنا عن شقيقك سامر؟

سامر أعزب وعمره 43 عاما، معروف ومحبوب لدى الجميع، من حضر جنازته وكل من يعرفه، يعرف إنسانا خدوما، كنت أرى الدمع في عيون المعزين.

تفاجأت من كثرة معارفه، كان شقيقي يتعامل مع الناس بطيبة، والناس حزنت جدا لفراقه مثلنا. كان عمله كأنه رسالة، يساعد الناس بلا مقابل، والكل يشهد له بذلك، كان يتقن العديد من الأعمال، وتفاجأت من عدد الناس الذين ساعدهم من خلال تعزيتهم لنا، لا شيء لدي أقوله غير أنه كان انسانا خدوما ومعطاء بكل معنى الكلمة.

متى تحدثتم آخر مرة

قال لي حين كنا في الشارع آخر مرة رأيته فيها باليوم ذاته، كنت مستعجلا، وسألني إبراهيم إلى أين؟ قلت له "حبيبي بشوفك"، ولكن لم يتحقق ذلك، ولن أراه على الأقل في هذه الدنيا. إضافة إلى ذلك بدا كأنه كان يودعنا، إذ حضن شقيقي الآخر، وليس من عادته فعل ذلك، لأننا دائما نرى بعضنا. فقدنا شقيقًا وأبًا ورفيق درب، كان سامر أكثر من مجرد شقيق بالنسبة لنا.

رد الشرطة

وعقبت الشرطة على التقرير بالقول إن "البيانات الصادرة عن مكتب المتحدث باسم الشرطة ترتكز ضمنيا على إملاءات القانون والأعراف ذات الصلة والتي تشتمل بدورها على الموازنة ما بين حق العامة في المعرفة ومن الجهة الأخرى حق الفرد في الخصوصية".

 

التعليقات