شلحت لـ"عرب 48": نتنياهو يرى في الانتخابات طوق نجاة

وصف المحلل السياسي، أنطوان شلحت، الأجواء السياسية في إسرائيل بأنها "متقلبة" وأنها قد تحمل في كل ساعة أمرا جديدا يغير الصورة تماما، مؤكدا أن "الملاحظ أن نتنياهو يرى في الانتخابات المبكرة طوق نجاة".

شلحت لـ

المحلل السياسي أنطوان شلحت

وصف المحلل السياسي، أنطوان شلحت، الأجواء السياسية في إسرائيل بأنها "متقلبة" وأنها قد تحمل في كل ساعة أمرا جديدا يغير الصورة تماما، مؤكدا أن "الملاحظ أن نتنياهو يرى في الانتخابات المبكرة طوق نجاة".

*هل تعتقد أن الأزمة الحالية حقيقية أم أنها مفتعلة؟

شلحت: هناك قدر كبير من الافتعال، لأنه من الواضح أن من يسعى إلى تقديم موعد الانتخابات يريد ضرب "عدة عصافير في حجر واحد"، والحديث يتركز حول رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، فالانتخابات يمكن أن تمهد له الطريق للهروب إلى الامام في كل ملفات التحقيق وشبهات الفساد، لأنها يمكن أن تُرجئ التحقيقات وتقديم لائحة اتهام ضده. ثانيا، يمكن أن تكون نتائجها في حال صدقت استطلاعات الرأي التي تمنحه تأييدا واسعا قوة ردع لكل ما يسمى سلطات سيادة القانون (الشرطة، المحكمة وحتى لمؤسسة المستشار القضائي).

*يعني من الممكن أن تكون الانتخابات طوق نجاة لنتنياهو؟

شلحت: نعم، لأن الانتخابات المبكرة لم ترتبط أصلا في قانون التجنيد، وإنما قبل ذلك ويتم تداوله بتواتر، وهي مطروحة كطوق نجاة لنتنياهو للهروب من التحقيقات.

*بعض الوزراء في حكومة نتنياهو ألغوا برامج مخططة في حزيران المقبل، وهذا يعني لربما وجود قرار داخلي في حزب "الليكود" للذهاب إلى انتخابات مبكرة؟

شلحت: نعم، كل هذه مؤشرات قوية أن هناك قرارا قد يكون استراتيجيا لتقديم موعد الانتخابات.

*وفقا للاستطلاعات ربما لن يعبر ليبرمان نسبة الحسم، فما الذي يدفعه أن يكون جزءا من الأزمة المفتعلة؟

شلحت: أعتقد أن ليبرمان أيضا يبحث عن منصة جديدة لاستعادة الصبغة العلمانية الخاصة به، ولا ننسى أن الانتخابات فيها جانب مغامر وليبرمان يراهن على استعادة الأجندة العلمانية، والتي تراجع عنها خلال الفترة السابقة بشكل مستمر، ولذلك يعتقد أن إعادة التمسك في هذه الأجندة يمكن أن تخطب ود كل الناخبين اليمينيين الذين يتبنون العلمانية وبالأساس قواعده بين أوساط المهاجرين من الاتحاد السوفياتي السابق، ولذلك يعتبر أن أزمة على خلفية موضوع علماني صفقة رابحة، ودعونا نتذكر أن مسألة الاستطلاعات ليست نهاية المطاف بالنسبة للأحزاب، خاصة مع تاريخ الاستطلاعات وبشكل خاص في الانتخابات الماضية، فهو تاريخ غير مشرف ولم تستطع الاستطلاعات أن تتنبأ بالنتائج الحقيقية بل كانت بعيدة عنها، وهناك تيارات دائمة لا يمكن التنبؤ فيها.

*ماذا عن "كحلون"؟ لماذا يوافق على انتخابات مبكرة رغم تراجع شعبيته؟

شلحت: كحلون يعتبر نفسه أنجز خلال الفترة السابقة بعض الأمور. وأعتقد أن الحزب الوحيد في الحكومة الذي يسعى إلى انتخابات مبكرة هو الليكود، وحتى في المعارضة ليس هناك رغبة في إجراء انتخابات مبكرة.

*بناء على هذه الصورة، من الصعب أن يصادق على قانون انتخابات مبكرة؟

شلحت: السيناريو مفتوح على كل الاحتمالات. هذه الانتخابات قد تحسن صنعا مع قوتين أساسيتين، إذا استندنا إلى الاستطلاعات مع كل التحفظات، وهما حزبا "الليكود" و"يش عتيد"، وسائر القوى قد لا تحسن وضعها بناء على الاستطلاعات.

يضاف إلى ذلك، في حال اتخاذ القرار سيكون المشهد السياسي تغييرات، وقد لا يكون المشهد الحالي هو الصورة النهائية. نحن نتحدث عن تشكيل أحزاب جديدة وربما تحالفات جديدة، ومن السابق لأوانه الحديث عن كيف ستبدو الخارطة السياسية في إسرائيل في حال الذهاب إلى انتخابات مبكرة.

التعليقات