ناشطون من النقب: غزة تسطر التاريخ من جديد

أبدعت غزة في العمل النضالي في الأسبوعين الماضيين من جديد، والذي كان أبرز عناوينه "جمعة الكاوشوك"، التي جاءت لتصعيد الاحتجاج، وكمحاولة لتشتيت نيران قناصة الجيش الإسرائيلي ومدفعيته،

ناشطون من النقب: غزة تسطر التاريخ من جديد

أطفال غزة يرفعون الأعلام الفلسطينية (أرشيفية)

أبدعت غزة في العمل النضالي في الأسبوعين الماضيين من جديد، والذي كان أبرز عناوينه "جمعة الكاوشوك"، التي جاءت لتصعيد الاحتجاج، وكمحاولة لتشتيت نيران قناصة الجيش الإسرائيلي ومدفعيته، الذي قدمت غزة بسببها عشرات الشهداء من المدنيين العزل حتى اللحظة، المعبرين عن رفضهم للحصار الفاشي الذي ينفذه الاحتلال على غزة واضطهاد حقوق الإنسان الأساسية لسنوات مما أدى إلى أزمة إنسانية يعايشها أهل غزة يوميا بسبب انعدام شروط الحياة الأساسية.

وفِي هذا السياق، قدمت مجموعة من الناشطين السياسيين، من النقب الفلسطيني المُلاحق، رسالتهم ضد العدوان على غزة.

أمير أبو قويدر

وقال الناشط السياسي، أمير بو قويدر، حامل لقب في العلوم الذهنية، لـ"عرب 48" إن "جمعة الكاوشوك في غزة هي فصل جديد في إبداع أهل غزة في خلق أساليب النضال الشعبية، تنحني له الهامات وتنزل القبعات، ولكن كل ما تقدمه غزه لا يجب أن نسمح له أن ينسينا الجانب الإنساني لغزة".

وأضاف أن "مسؤوليتنا تجاه غزة تكبر يوما بعد يوم، كلنا شركاء في مسؤولية إنقاذ غزة التي تعاني من أزمة إنسانية حقيقية، كما تقدم الشهداء، شهيدا بعد الآخر".

وختم أبو قويدر بالقول إن "غزة هي المسؤولة عن التضحية عن الشعب الفلسطيني كاملا، والمسؤولة عن دفع الثمن عن القضية ولاستمرارها. علينا جميعاً التجند والاحتجاج ضد ممارسات الاحتلال في غزة ودعم الإرادة العربية المُحاصرة والانتقال من حيّز المشاهدة والتصفيق إلى حيّز العمل والنضال والمؤازرة".

وقال الناشط الاجتماعي، محمد أبو قويدر، من قرية الزرنوق، لـ"عرب 48" إن "الكل يخشى من الحديث عن ما يدور لأهلنا في القطاع، لكن كلمة لا بد منها، إن ما يعانيه هؤلاء الناس فقد فاق قدراتهم على التحمل والصبر. أهل غزة يعيدون صياغة التاريخ من جديد، إنهم يحيون الأمل بأن الخير قادم، وأن أمتنا سيعود لها مجدها وعزها بعز عزيز أو بذل ذليل".

محمد أبو قويدر

وأضاف أن "الجميع يعلم أننا في الداخل وخاصة في النقب، لا نستطيع أن نتحدث بأريحية عما يدور في أعماقنا وقلوبنا، لكن من المسلمات بأنه لا حياة لنا إلا في ظل السلام الحقيقي، العادل والشامل، وإعادة الحقوق لأصحابها وأهلها".

وقالت طالبة علم الاجتماع، ميرفت أبو طه، من بلدة تل السبع، لـ"عرب 48"، إنه "قد نستغرب قوّة أبناء غزة التي لا تخور ولا تنحني ومواجهتهم المستمرة للاحتلال القامع رغم المخاطر التي تتربص بهم في كلّ حين. وعلى الرغم من المجزرة التي ينفذها الاحتلال بحقّهم، فإنّ عزيمتهم في المواجهة تزداد وتتعاظم. شعبنا يعاني الأمرّين من الحصار المادّي والنّفسي".

وأضافت أن "التمسك بالثوابت لأصحاب القضية عند انتهاك أبسط حقوقهم وتعرضهم للممارسات الوحشيّة والقمع المسمترَين من قِبل المُحتل هو درس للعالم في النضال والتضحية، وعليها تعتمد بوصلتنا الوطنية. أبناء غزة يعانون بشكلٍ يوميٍّ صراعا مع أزمتهم في الوجود التي يصحبها الكثير من الصدمات النفسيّة والاكتئاب والغضب والاغتراب والكبت والألم، ولا سبيل لهم للخلاص إلا بخوض حرب بقاءٍ أو فناء".

وختمت أبو طه بالقول إنه "حين لا يبقى للشعب ما يخسره أكثر مما خسره، لا عجب بأن نراه يفرّغ هذا الكبت الذي يعيشه لسنوات في مواجهة قناصي العدو بكل قوة دون كلل أو ملل، حتى تصبح هذه المواجهة بمثابة مسكّن ألم غير آبهين بالخسارات التي قد يصحبها".

أحمد أبو بدر

وقال المهندس والمصمم المعماري من اللقية، أحمد أبو بدر، لـ"عرب 48" إن "غزة الصامدة تواصل تعليمنا دروسا عن العطاء والكرامة، والمجد والخلود لشهداء الرأي والحريّة. يقوم الاحتلال باغتيال أبناء غزة في اللحظة، هذا بالإضافة إلى حصارهم المستمر منذ ما لا نستطيع التذكر. لن توجد حرية في العالم دون حرية شعبنا وبالذات أهل غزة".

وأضاف أن "أكثر من 30 شهيدا، منهم المدني والصحافي والفنان، الذين منهم من لم يعرفوا شيئا آخر سوى الحصار ومن ثم الموت. هذه هي الديمقراطية المزعومة التي تمارسها دولة إسرائيل".

وختم أبو بدر بالقول إن "غزة تنادينا جميعا، وهي بوصلتنا في المواقف العصيبة والموجهة لنا".

التعليقات