اللد: أطفال في مهب الاقتلاع والترحيل

تمر عائلة أبو كشك في اللد بمرحلة عصيبة، وتواجه خطر الاقتلاع والتهجير إثر إصدار السلطات الإسرائيلية أوامر هدم وإخلاء فورية لمنازلها التي تأوي أكثر من 100 شخص يعيشون فيها منذ العام 1968.

اللد: أطفال في مهب الاقتلاع والترحيل

توفيق أبو كشك وأطفاله باللد (تصوير "عرب 48")

تمر عائلة أبو كشك في اللد بمرحلة عصيبة، وتواجه خطر الاقتلاع والتهجير إثر إصدار السلطات الإسرائيلية أوامر هدم وإخلاء فورية لمنازلها التي تأوي أكثر من 100 شخص يعيشون فيها منذ العام 1968.

وتتصدى العائلة لمخططات الهدم والإخلاء منذ نحو 10 أعوام، وتخوض نضالا شعبيا وقضائيا، بهدف منع هدم منازلها واستصدار تراخيص البناء. وتقطن 7 أُسر في حي أبو كشك، غالبيتها من الأطفال والنساء، في منازل ورثوها عن والدهم.

الظروف المعيشية والأوضاع الراهنة صعبة للغاية هنا، "لا أريد سوى أن يتركونا نلعب ونلهو، أنا وأولاد عمي، في هذا المكان كما اعتدنا"- قالت الطفلة ألين أبو كشك.

هدم وإخلاء

وفي سياق متصل، تواجه المئات من البيوت العربية باللد خطر الهدم والإخلاء، وبضمنها عشرات البيوت في حي شنير حيث أصدرت السلطات أوامر هدم بحقها في الفترة الأخيرة، إضافة إلى منازل أخرى في أحياء متفرقة بالمدينة.

تقول اللجنة الشعبية التي تضم القوى الوطنية باللد، إن قضية منازل أبو كشك ستوقد شرارة احتجاجات غاضبة تصديا لهدم المنازل العربية ومخططات التشريد والاقتلاع.

وقال عضو اللجنة الشعبية، أحمد إبراهيم بدوية، لـ"عرب 48" إن "الأهالي يترقبون صدور قرار المحكمة في الأيام المقبلة، ونحن باللجنة الشعبية أطلقنا سلسلة خطوات احتجاجية مختلفة، والترحيل لن يمر".

أطفال في حي أبو كشك

وقال أحد أصحاب المنازل المهددة بالهدم، توفيق أبو كشك، لـ"عرب 48" إن "معاناتنا مستمرة منذ 9 أعوام. أوكلنا القضية لثلاثة محامين من أجل الدفاع عن منازلنا ومنع الهدم، وهي الآن قيد التداول في المحاكم. لا نريد التأجيل والتجميد والحلول المؤقتة، نريد حلا جذريا، لأن هذه القضية تعود بين الحين والآخر لتؤرقنا من جديد".

وأكد أن "السلطات لا تملك أي حق لتنفيذ إخلاء وهدم منازلنا. لم نبنِ منازلنا في الشارع أو على حساب المُلك العام، وعلى الرغم من كل هذا تريد السلطات أن تطردنا من منازلنا دون أن توجد لنا بديلا أو مساكن تأوينا'.

"لأننا عرب..."!

وتساءل أبو كشك: "أين أذهب بهؤلاء الأطفال الصغار؟ هل أتركهم بالشارع؟ هل يرضي هذا أحدا؟ هذه ليست المرة الأولى التي نواجه فيها مخططات هدم منازلنا إذ سبق وأن هدمت السلطات منزلا لوالدي حين كنت صغيرا".

"الترحيل لن يمر"- أطفال باللد

وأضاف: "لماذا لا يمنحوننا التراخيص اللازمة لمنازلنا؟ نحن نرغب بالعيش بكرامة وهم يريدون تشريدنا دون توفير البديل في المسكن والتعويض لنا. يدعون أن هذه الأرض أملاك غائبين! لماذا فقط الآن وبعد مرور أكثر من 51 عاما أثارت السلطات هذه القضية بعد أن تحولنا إلى حي؟ لا يوجد أي تقدم ملموس في القضية على أرض الواقع لغاية الآن رغم أننا اضطررنا إلى إنفاق مبالغ طائلة منذ بداية إثارة القضية، على المحامين والغرامات وتكاليف المحاكم. نحن أناس نريد العيش بهدوء والقضية استنفدت منا الغالي والنفيس. ما يحدث ظلم يمارس بحقنا ويمسنا ويمس كل المواطنين العرب باللد خصوصا والبلاد عموما. يريدون إلقاء الأطفال بالشارع دون رحمة فقط لأننا عرب. محاولة اقتلاعنا من منازلنا بالقوة قد تحدث كارثة. المواطنون العرب باللد والقوى الوطنية واللجنة الشعبية وأعضاء الكنيست العرب يقفون معنا وقفة مشرفة وهم من يعطينا القوة لكي نكمل مسيرة النضال دفاعا عن منازلنا ووجودنا".

وختم أبو كشك بالقول إنه "منذ بداية هذه القضية والأمراض تلازمني، مكثت بالمستشفى بسبب وعكة صحية بسبب القلق والخوف من المستقبل المجهول. نعيش كأننا في بيت أشباح، ونشعر بحالة نفسية صعبة لأن كل صوت خلال الليل يرعبنا ونعتقد أنهم أتوا ليهدموا منزلنا".

ألين أبو كشك

وقالت الطفلة، ألين أبو كشك، لـ"عرب 48" إن "كل ما نريده هو أن يتركونا وحدنا. لا نريد أن يهدموا بيتنا. نريد أن نلعب في هذا البيت الذي تربينا فيه".

وأعربت الطفلة عن قلقها وخوفها، وقالت إن "الشرطة تريد أن تهدم بيتنا، وأطلب من الناس الحضور إلى بيتنا لمساعدتنا. كل يوم نلتقي مع أولاد عمنا في بيت جدي ونلعب ونضحك، لا أريد أن يهدموه، فهذا سيتسبب بالحزن الشديد لنا".

 

التعليقات