النقب: مؤسسات تعليمية تعاني ظروفا سيئة

تعاني بعض المؤسسات التعليمية في البلدات العربية على اختلاف وضعها القانوني في منطقة النقب، جنوبي البلاد، منذ افتتاح العام الدراسي أوضاعا وظروفا سيئة بسبب الإهمال في بعض المدارس ورياض الأطفال، والاعتداءات على أخرى.

النقب: مؤسسات تعليمية تعاني ظروفا سيئة

مسؤول قسم التربية في بلدية رهط، د. علي الهزيل

تعاني بعض المؤسسات التعليمية في البلدات العربية على اختلاف وضعها القانوني في منطقة النقب، جنوبي البلاد، منذ افتتاح العام الدراسي أوضاعا وظروفا سيئة بسبب الإهمال في بعض المدارس ورياض الأطفال، والاعتداءات على أخرى.

تعثرت المسيرة التعليمية منذ افتتاح السنة الدراسية في العديد من البلدات العربية. وفي حين تخوض القرى العربية، مسلوبة الاعتراف، مسارات قضائية ونضالية لانتزاع الحق في التعليم، تواجه بلدات عربية أخرى ظواهر الاعتداء على المدارس وتخريبها، والفساد الإداري، والتمييز الحكومي في الميزانيات.

في مدرسة الرازي الإعدادية برهط

تصدت قرية رخمة، مسلوبة الاعتراف، منذ نهاية العام الدراسي الماضي لسياسة الإهمال والتمييز، وخاضت مسارين، قضائيا وبرلمانيا، ضد هدم حديقة الألعاب الوحيدة في القرية، فيما يدير أهالي قرى أخرى، مسلوبة الاعتراف، مثل السرة وخشم زنة وغيرها روضات ذاتية دون رعاية من السلطات لتغطية النقص وانعدام الخدمات فيها، ولكن تعايش العديد من القرى المعترف بها بالأساس مع الواقع في حيز نفوذ المجلس الإقليمي القيصوم وقرية اللقية ومدينة رهط.

قرى القيصوم

ظهرت المشاكل في سير العملية التعليمية في قرى القيصوم، منذ اليوم الأول لافتتاح العام الدراسي، عبر تبادل المجلس الإقليمي القيصوم ووزارة التربية والتعليم الاتهامات حول عدم توفر ميزانيات لنقل الطلاب من القرى، مسلوبة الاعتراف، إلى مدارسهم ورياض أطفالهم في القيصوم، الأمر الذي لطالما كان ضمن مسؤولية المجلس الإقليمي القيصوم على مدار السنوات الماضية.

وأصدر المجلس الإقليمي القيصوم، يوم 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 2019، بيانا حول إغلاق 23 روضة أطفال في القرى التابعة له بسبب عدم استصدار تصاريح الأمان اللازمة لافتتاحها دون منح أي بديل للأهالي.

سلامة الأطرش

برزت المشاكل الجدية والأخطار المحدقة على حياة الطلاب بسبب عدم جهوزية الصفوف التعليمية والمرافق المعدة لطلاب البساتين ورياض الأطفال ونقص الصيانة في قرى المجلس الإقليمي القيصوم، مع انتقاد الأهالي لسياسات المجلس وعمله وعدم تقديم خدمات الصيانة اللازمة لإبقاء الصفوف التعليمية مفتوحة، وإعلان الإضراب في العديد من المرافق التعليمية خلال 3 أشهر منذ افتتاح السنة الدراسية، وكان بينها ما كشفه "عرب 48"عن إغلاق رياض أطفال وبساتين واحة النخيل في قرية مولدة لأكثر من شهر دون توفير بديل لأكثر من 180 طفلا، وبعد النشر والتواصل مع رئيس المجلس الإقليمي القيصوم، سلامة الأطرش، تعهد بإصلاح الأعطاب وإزالة الأخطار وإعادة افتتاح روضة وبستان واحة النخيل، الأمر الذي لم يحدث، حسب أقوال عدد من أهالي مولدة.

وقالوا إن المجلس الإقليمي القيصوم افتتح البساتين، منذ أسابيع، دون ترميمها ودون إزالة الأخطار. ومن النتائج إصابة الطالب عبد الجبار أبو زقيقة في بساتين واحة النخيل ونقله للعناية الطبية في مستشفى "سوروكا" ببئر السبع أول من أمس، الإثنين،

وقال محمد أبو زقيقة، والد الطفل المصاب، من قرية مولدة لـ"عرب 48": "أصيب ابني في بستان واحة النخيل، في رأسه ووجهه واضطررت للعودة من العمل لنقله إلى المستشفى. المعلمات مسحن رأسه فقط ولم يسعفنه بشكل مهني. أخاف على حياة ابني وجميع الأطفال في هذه الروضات وهي لا تلائم أقل شروط الأمان للطلاب، بالإضافة إلى أن العودة من الروضات خطيرة جدًا. صعود الأطفال إلى الحافلات غير منظم وبعض الحافلات تقود بسرعة، وتوجد خطورة بين الأطفال الذين تتركهم المعلمات ويغادرن دون أي مراقبة لصعودهم للحافلات وتبقى مسؤولية مئات الأطفال على السائقين وحدهم، الوضع في مولدة لا يطاق وغير إنساني".     

وبالإضافة إلى الحال السيء للمرافق التعليمية، فقد اتخذ رئيس المجلس الإقليمي القيصوم، مطلع السنة الدراسية الحالية، قرارًا بإلغاء نقاط الحراسة للمرافق العامة التي يشغلها محليون من أهالي القرى، في محاولة لإدخال شركة خارجية لتقديم خدمات الحراسة في كل قرى القيصوم.

في بساتين أم بطين

وشهدت رياض الأطفال ومرافق تعليمية أخرى، في قرى القيصوم قرابة 15 عملا تخريبيا بينها حرق بساتين في أم بطين والترابين وغيرها. حرق البساتين في أم بطين جاء بعد إضرابها لأسابيع بسبب سوء الأحوال وانعدام الصيانة.

اللقية

اشتكى بعض أهالي قرية اللقية، مطلع العام الدراسي الحالي، من وصول حال بساتين وروضات حي أبو عايش رقم 1 إلى وضع صعب وغير مسبوق، وتدفق مياه المجاري وانتشار الحشرات والجرذان. وعند توجه الأهالي لم يتجاوب رئيس مجلس اللقية المحلي، أحمد الأسد، كما انه لم يستجب لتوجه "عرب 48".

وعن وضع بساتين ومدارس اللقية، قال ولي أمر أحد الطلاب، عمر أبو عايش، لـ"عرب 48" إن "المجلس المحلي لم يبذل أي مجهود يذكر لحل الأزمة، ورئيس المجلس لم يرسل عاملا واحدا لإزالة الأخطار عن حيز لعب الأطفال. قام أهالي الحي بإعادة إنشاء شبكة المجاري على نفقتهم الخاصة والترميم وإزالة الأخطار الأساسية".

وأضاف أن "البساتين ليست وحدها المهترئة والخطيرة على الأطفال في اللقية. أبناؤنا يتعلمون في مدرسة عبد ربه الابتدائية، وينقصها الترميم والتجديد وهي في حالة يرثى لها على جميع الأصعدة".

وختم أبو عايش بالقول، إن "الأطفال في خطر إذا استخدموا الألعاب أو انتظروا الحافلات بدون مرافقة معلمين لهم، والخروج في وقت الاستراحة خطير. جدار المدرسة الحديد ممزق وهي دون حراسة، ويستطيع الأطفال الخروج للشارع في أي وقت".

 رهط

في مدينة رهط، أضربت عدة مدارس وبساتين منذ بدء العام الدراسي وخلال في الأسابيع الماضية، احتجاجا على انعدام الصيانة وسوء أوضاع المدارس، وفقا لقرار لجان أولياء أمور الطلاب، إذ أضربت بساتين عرب الهزيل، الأسبوع الماضي، ومدرسة بيت الحكمة الابتدائية. وعلت أصوات تطالب بترميمات لمدرسة الرازي ومدارس أخرى.

بستان وروضات واحة النخيل القيصوم

وعن وضع المرافق التعليمية في مدينة رهط، قال مسؤول قسم التربية في بلدية رهط، د. علي الهزيل، لـ"عرب 48": "أرسلنا مقاولا للعمل في بساتين عرب الهزيل، وبدأنا العمل في مدرسة بيت الحكمة، وبالنسبة لمدرسة الرازي فهناك تخطيط جدي وضخم لمستقبل المدرسة يشارك فيه قسم الهندسة وقسم التربية".

وأكد الهزيل أن "المشاكل كثيرة، ونحن في بلدية رهط نحاول تحسين الوضع قدر الإمكان، ونطلب من الأهالي الصبر والتعاون". 

 

التعليقات