أبرار جمل تنتصر على كورونا

في قرية جت المثلث التي سجلت، في الأسابيع الأخيرة، ارتفاعا بمعدلات الإصابة بالفيروس ظهر الأمل والتفاؤل بتسجيل أول إصابة بالفيروس للطالبة الجامعية أبرار غازي جمل، التي تحضر للدكتوراه في علم الصيدلة بجامعة النجاح في مدينة نابلس.

أبرار جمل تنتصر على كورونا

 أبرار جمل

في مؤشر يبعث على التفاؤل والأمل للمصابين بفيروس كورونا المستجد في البلاد، وعلى الرغم من اتساع رقعة انتشاره في المجتمع العربي والارتفاع المتواصل في عدد الإصابات وحالات العدوى، إلا أنه يلاحظ في هذه الأيام تصاعد الدالة التي تشير لشفاء المرضى من الفيروس بعد إخضاعهم للعلاج الطبي والرقابة الصحية في الحجر المنزلي أو الفندقي.

في قرية جت المثلث التي سجلت، في الأسابيع الأخيرة، ارتفاعا بمعدلات الإصابة بالفيروس ظهر الأمل والتفاؤل بتسجيل أول إصابة بالفيروس للطالبة الجامعية أبرار غازي جمل، التي تحضر للدكتوراه في علم الصيدلة بجامعة النجاح في مدينة نابلس.

ومن خلال هذا الحوار في "عرب 48" مع طالبة موضوع "دكتور صيدلة" أبرار جمل، نسلط الضوء على تجربتها بالإصابة بالفيروس ومعركتها لمواجهة كورونا وتسلحها بالإيمان والمعرفة لهزيمة الفيروس والشفاء منه، وأيضا رسالتها للمجتمع العربي وأهالي بلدها للوقاية من الفيروس واعتماد تعليمات الصحة للحد من انتشاره.

"عرب 48": كيف تمت إصابتك بالفيروس، وكيف تم اكتشافك للإصابة؟

جمل: بداية أنا لا أعرف المكان تحديدا الذي أصبت منه، لكن بعثوا لي في شهر آذار/ مارس الماضي، رسالة من وزارة الصحة، مفادها "مرحبا أبرار، في تاريخ كذا وكذا كنتِ بجانب مصاب بفيروس كورونا، المرجو الدخول لحجر صحي لمدة 14 يوما".

بعد يوم من وصول الرسالة ودخولي الحجر الصحي، أخذت أشعر بأعراض الاشتباه بالفيروس، وعليه قررت إجراء فحص لاكتشاف كورونا، وبعد ذلك تلقيت الإجابة والنتيجة الموجبة بالإصابة بالمرض.

"عرب 48": ما هي تجربتك مع الفيروس وكيف قضيت الفترة العلاجية للشفاء منه؟

جمل: أذكر هذا الأسبوع أنني أنهيت مسيرة العلاج بشكل كامل بالمستشفى والشفاء التام من الفيروس. في البداية كان الوضع صعبا بكل ما يتعلق بالإصابة والأعراض المرضية من جراء الفيروس، لكن بعد ذلك ومع بداية مسيرة العلاج في المستشفى ومع الأدوية المخففة من تأثير الأعراض المرضية، أصبحت بحالة جيدة، والحمد لله.

"عرب 48": خلال فترة العلاج والحجر الصحي هل اختلطت عليك المشاعر أم كنت واثقة بالشفاء من الفيروس؟

جمل: لا بد من المشاعر الحزينة خصوصا وأننا نتحدث عن فيروس أصاب العالم بأسره دون سابق إنذار. هكذا كانت مشاعر الخوف في بداية الإصابة بالفيروس، لكن بعد ذلك تقبلت قدر إصابتي بالمرض وكنت على قناعة تامة بأنني سأتجاوز المرحلة وسأشفى من الفيروس. لقد شفيت من المرض بفضل رب العالمين، علما أن المناعة لدى الصغار بالسن قوية، وهي عامل قوي للشفاء من الفيروس.

"عرب 48": أنت تدرسين موضوع "دكتور صيدلة"، كيف كانت التجربة كمن لديه علم ودراية بالطب والصيدلة بمواجهة الفيروس؟

جمل: كوني طالبة في المجال الطبي، وأحضر للدكتوراه بموضوع الصيدلة في جامعة النجاح بمدينة نابلس ساعدني جدا على مواجهة المرض بهدوء ومعرفة وفهم للأعراض، وأيضا الحوار والاستفسار من الطاقم الطبي خلال فترة العلاج في المستشفى، ومتابعة الفحوصات ومعاينة نتائجها بالعلم والمعرفة مع الإلمام بالمصطلحات الطبية.

"عرب 48": ما هي الإجراءات التي يجب التقيد بها، أولا، لمنع الإصابة والوقاية من الفيروس؟

جمل: الأمر الأول الذي يجب الالتزام به، بحسب خبرتي والتجربة مع الفيروس، هو التقيد بالتعليمات الصحية الوقائية والالتزام بالبقاء في المنزل وعدة الخروج إلا للضرورة القصوى، ما يعني عدم الاختلاط أو التجمهر، والأمر الثاني، يجب على الجميع اعتماد واستعمال كافة أدوات ووسائل الوقاية، بداية بالتعقيم المتواصل وغسل اليدين ووضع الكمامات واستعمال القفازات.

"عرب 48": في حال أصيب أي إنسان بالفيروس، ما هي الخطوات التي عليه اتباعها إلى جانب نصائح وإرشادات الطواقم الطبية؟

جمل: طبعا في حال أصيب أي شخص بهذا الفيروس، عليه في البداية التزام الحجر الصحي وعزل نفسه عن جميع أفراد العائلة ليكون وحيدا بغرفته، والإسراع بالاتصال بالطاقم الطبي والإسعاف التابع لمنظمة "نجمة داوود الحمراء" وإبلاغهم بإصابته بالفيروس، ليتنسى نقله إلى المستشفى أو الحجر الصحي الفندقي، ليكون تحت رعاية الأطباء، وخلال مسيرة التماثل للشفاء عليه الالتزام بتعليمات وإرشادات الطاقم الطبي والعلاجات التي يخضع لها.

"عرب 48": أبناء المجتمع العربي بشكل عام، وكذا في قريتك جت، يمرون بحالة خوف وإرباك إثر انتشار الفيروس، هل حالة الخوف هذه مبررة؟

جمل: الخوف لا بد منه لأن هذا المرض بالفعل يشكل خطرا على فئات معينة من الناس ومن المجتمع، وبضمنها شريحة الكبار بالسن والأطفال ومن يعانون من أمراض مزمنة، لكن إذا كان الخوف مبررا فلا داعي للهلع. على المصاب بالفيروس التقيد بتعليمات الأطباء وتنفيذ إرشاداتهم بشكل دقيق وستكون مسيرة الشفاء أسرع مما هو متوقع، وأيضا والأهم فإن الخوف الزائد يروج للإشاعات ويولد الجهل بالمعلومات وعدم المعرفة بسبل الوقاية والعلاج.

"عرب 48": هناك حالة من عدم الوعي الكافي بالمجتمع لفيروس كورونا، من خلال تجربتك مع الفيروس ودراستك، مع هي النصائح التي تقديمها لتعميق الوعي المجتمعي؟

جمل: بداية، للأسف الشديد، هناك بعض الجهل في المجتمع وحتى عدم الوعي، سواء بكل ما يتعلق بالإجراءات الوقائية وضرورة التقيد بالتعليمات الصحية للحد من انتشار بالفيروس أو حتى المعلومات الطبية عن كورونا، وغالبا ما يتم تناقل معلومات مغلوطة.

نقطة ثانية لا تقل أهمية، وهي تناقل المعلومات والأخبار المغلوطة، وأيضا القيل والقال. في حال إصابة شخص بالفيروس الجميع يردد خبر إصابته دون علم ومعرفة بحقيقة الإصابة والوضع الصحي للمصاب.

كثيرا ما نسمع عند إصابة شخص بالفيروس هذه العبارات "سمعتو شو صار؟، لو تدري شو صار، يا بيي شو صار.. بس شكلهم العيلة بدهم يخبو"... إلخ من هذه الجمل والعبارات، ويبدأ القيل والقال...

هذه الجمل توضح مدى الجهل في المجتمع، وتناقل الاخبار بخصوص الفيروس والإصابة به وكأنه عيبا. المعيب هو الجهل ونقل المعلومات المغلوطة، وكل إنسان معرض للإصابة بالفيروس، لذا يجب على الإنسان أن يؤمن بالقضاء، ويؤمن بإمكانية إصابته بالمرض، وأيضا يؤمن بقدرة الخالق قبل الرعاية الصحية بالشفاء من الفيروس أو أي مرض قد يصيبه.

يجب علينا كمجتمع أن ندعم بعضنا البعض في هذه المحنة والأزمة في ظل تفشي الفيروس، علينا تعميق الوعي المجتمعي بكل ما يتعلق بالوقاية وأيضا التوعية لضرورة وأهمية الإسناد والدعم المجتمعي المعنوي للمصاب بالفيروس ولعائلته، فهذا يخفف من المعاناة ويسرع بالشفاء.

نتحدث عن مرضنا بالفيروس كباقي الأمراض ولا حاجة لنميزه عن غيره من الأمراض مع تكثيف حملات التوعية للناس حول فيروس كورونا، فالإصابة بالفيروس ليس بالخبر السري ومسيرة الشفاء منه ليست بالتكتم. لذا على أبناء المجتمع جميعا التصرف بحكمة والالتزام بالتعليمات والإرشادات والإجراءات الوقائية لمنع الإصابة بالفيروس أو العدوى، فالإصابة بالفيروس ليس بالأمر السهل خصوصا لدى جمهور المسنين ومن يعانون من أمراض مزمنة.

"عرب 48": ما هي رسالتك للمجتمع وأهالي بلدك من خلال تجربتك من أجل الوقاية ومنع تفشي الفيروس؟

جمل: ونحن على أعتاب شهر رمضان الفضيل، أكرر وأشدد ضرورة الالتزام بالتعليمات والإرشادات الطبية والصحية للوقاية ومنع انتشار الفيروس. صحيح مرت أسابيع من الحجر الصحي للعائلة والكل في منزله دون اللقاء الموسع بالعائلة الكبيرة.

في رمضان علينا عدم الاستخفاف بالتعليمات والتزام المنازل وقضاء رمضان مع العائلة المصغرة، صحيح في شهر الخير نحب الاجتماعات واللقاءات العائلية، لكن لسوء الظروف لن يحدث ذلك. أتمنى من الجميع التزام المنازل وعدم اللقاء الجماعي أو التجمهر حتى في هذا الشهر الفضيل، عسى أن يكون شهر رمضان في السنوات القادمة في ظروف هادئة أكثر تجيز المناسبات الاجتماعية الرمضانية.

أتوجه لكل شخص بالحفاظ على مسافة مترين على الأقل خلال الحديث إلى شخص آخر، وأحث الجميع على التوجه من أجل إجراء فحوصات لاكتشاف الفيروس لمجرد الشعور بأبسط الأعراض، وعدم التردد أو الاستهتار على أن تكون الفحوصات دورية. وأنصح الجميع بالتسلح بالعلم والمعرفة والبحث بالمصادر الصحيحة عن فيروس كورنا وأعراضه، وتصفح المصادر الطبية والعلمية التي تشرح بإيجاز عن الفيروس وسبل الوقاية منه.

يجب أيضا الاتصال بالجهات الطبية ذات الصلة، في حال أصيب الشخص بالفيروس وظهرت عليه أعراض حتى لو كانت بسيطة، ويجب أيضا عدم التردد بالحصول على الاستشارة الطبية والصحية، والأهم التزام الحجر الصحي والعزل بكافة الشروط والتقييدات، وعدم المخالطة، وبذلك يتم الحد من تفشي الفيروس ومنع انتقال العدوى.

أوجه سلاماتي وتحياتي وتقديري لكل من ساندني والعائلة خلال إصابتي بالفيروس ومسيرة العلاج التي تكللت، بفضل الله، بالشفاء والنجاح. وأوجه الشكر الجزيل والخاص للدكتور سيف أبو مخ على المتابعة والاهتمام والرعاية حتى الشفاء. كما أشكر الطاقم الطبي الذي رافقني خلال فترة العلاج، والشكر لعائلتي على الدعم والمساندة، مع تمنياتي بالشفاء العاجل لجميع المرضى، والوقاية والرعاية للجميع.

التعليقات