كفر قاسم: قلق وخوف من انتشار سريع لفيروس كورونا

تسود حالة من القلق في كفر قاسم في ظل الإصابات الجديدة بفيروس كورونا التي سجلت في الأيام الأخيرة، في الوقت الذي تهدد فيه السلطات بفرض الإغلاق الشامل على المدينة وحظر التجول، إذا تواصلت الإصابات بالازدياد.

كفر قاسم: قلق وخوف من انتشار سريع لفيروس كورونا

حواجز للشرطة على مداخل كفر قاسم، الليلة الماضية (عرب 48)

تسود حالة من القلق في كفر قاسم في ظل الإصابات الجديدة بفيروس كورونا التي سجلت في الأيام الأخيرة، في الوقت الذي تهدد فيه السلطات بفرض الإغلاق الشامل على المدينة وحظر التجول، إذا تواصلت الإصابات بالازدياد.

وتقرر تشديد القيود على كفر قاسم لغاية يوم الخميس المقبل، نظرا لارتفاع الإصابات في الأيام الأخيرة، إذ بلغت 158 حالة نشطة لغاية أمسِ الاثنين.

وتشمل القيود التشديد على التجمعات والأعراس والحفلات، من الساعة الثامنة مساء ولغاية الساعة الثالثة فجرا، ونصبت الشرطة وقسم الطوارئ في البلدية حواجز على مداخل المدينة، فيما تقوم الشرطة بتفقد المَحَالّ التجارية والمقاهي كل يوم للتشديد على تطبيق الإجراءات الوقائية.

وفي الوقت الذي يتفشى فيه الفيروس في كفر قاسم، يقبل عام دراسي جديد مملوء بالتحديات في ظل الظروف الراهنة، ما ألّف عبئا كبيرا على الأهالي وكيفية التعامل مع الأزمة التي عمّقتها القيود الأخيرة، والمخاوف من الإغلاق الشامل.

شوارع شبه خالية بكفر قاسم بسبب كورونا (عرب 48)

استهتار وعدم مبالاة

وفي هذا السياق، قال رئيس اللجنة الشعبية في كفر قاسم، سائد عيسى، لـ"عرب 48" إن "الارتفاع الكبير بعدد الإصابات نلحظه بشكل يومي. الفئة غير المبالية والمستهترة بفيروس كورونا، تضرب التعليمات والإرشادات الوقائية عُرْضَ الحائط، وتُحمِّل بلدا كاملا أعباء إضافية".

وشدد على أن "هؤلاء شكلوا نقطة الضعف الأكبر التي تتيح للفيروس بالتسلل والانتشار السريع بيننا".

سائد عيسى (عرب 48)

وعن العام الدراسي الجديد في ظل كورونا، قال رئيس اللجنة الشعبية في كفر قاسم، إن "النقص في غرف التدريس والصفوف في مدارس المجتمع العربي لا يخفى على أحد. جائحة كورونا عمقّت من حجم هذا النقص، ولذلك نحتاج إلى عدة أعوام لتقليص الفجوة وسدّ الاحتياجات المطلوبة، سواء في ظل الجائحة أو الأيام الاعتيادية".

وختم عيسى بالقول إن "القيود الحالية لن تمنع من انتشار العدوى، لذلك نحن بحاجة لزيادة القيود، وخصوصا على الأفراح والمناسبات الاجتماعية التي شكلت خطرا كبيرا، وعدّت بؤرة لانتشار كورونا".

انعدام الجهوزية

وقالت الناشطة الاجتماعية، مرام أبو زايد، لـ"عرب 48" إن، "وزارة التربية والتعليم اتخذت قبيل حلول العام الدراسي الجديد قرارا شاملا دون أن تأخذ بعين الاعتبار خصوصية البلدات العربية". وعن دور السلطات المحلية في قطع سلاسل تناقل عدوى كورونا، فرجحت أبو زايد بأن " السلطات المحلية العربية لا تملك الجاهزية الكافية للتعامل مع الوضع الراهن".

مرام أبو زايد (عرب 48)

وأضافت أنه "من الواجب علينا الاندماج في الوضع الراهن وخلق آليات جديدة، والتفكير خارج الصندوق من أجل توفير بيئة تعليمية مناسبة في ظل كورونا وانعدام رؤية مستقبلية واضحة".

وعن إمكانية فرض الإغلاق الشامل في كفر قاسم، بالتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد، أكدت أن "هذا يتطلب تجهيزات وتحضيرات خاصة، وقد يكون العام الدراسي المقبل مختلفا مقارنة بأعوام ماضية. فرض الإغلاق الشامل يشكّل عائقا لدى الناس، والقيود فرضت من أجل سلامة أهالي البلدة والطلاب".

وختمت أبو زايد بالقول إن "هناك حالة من القلق والخوف من انتشار العدوى بشكل أكبر في المدينة. والقيود التي فُرضت غير كافية للسيطرة على الوضع الراهن. يجب إتباع التعليمات وفرض تعليمات أخرى مشددة في الأقل خلال الأيام المقبلة، بهدف تقليل نسبة انتشار العدوى في كفر قاسم".

مسؤولية البلدية والأهالي

وقال رئيس بلدية كفر قاسم، المحامي عادل بدير، لـ"عرب 48" إن "المعطيات والإحصائيات الأخيرة تشير إلى الوضع المحفوف بالخطر، وما قامت به البلدية بالتعاون مع السلطات سيعود إيجابا على كفر قاسم.

وشدد على أن "مسؤولية كبيرة تقع على الأهالي أيضا في منع انتشار الفيروس، وعليهم الالتزام بالتعليمات الوقائية حرصا على سلامتهم".

عادل بدير (عرب 48)

وأوضح رئيس البلدية أنه "لا أحد في البلدية أو البلدة يريد الإغلاق الشامل، وكفر قاسم الآن في تحدٍ مع ذاتها للتغلب على هذه الأزمة وتتفادى من الإغلاق التام".

وختم بدير بالقول إن "العمل يجري في كافة المسارات، التربوي والديني والاجتماعي، كل من موقعه ومنصبه، وفيما يتعلق بالعام الدراسي المقبل فنحن نتشاور مع اللجان المسؤولة، والعمل على تهيئة مناخ دراسي يتلاءم مع التعليمات الوقائية المطلوبة من قبل وزارتي التربية والتعليم، والصحة".

التعليقات