بؤرة استيطانية في شفاعمرو!

يشكو عدد من أهالي شفاعمرو من الممارسات العنصرية والتمييز من السلطات تجاههم، ففي حين تصدر التراخيص لترميم مزار للمستوطنين بزعم أنه قبر لحاخام يُدعى يهودا بن بابا، في مدخل الحي، يصدر أمر هدم منزل في الحي، حديثا.

بؤرة استيطانية في شفاعمرو!

مستوطن والشرطة البلدية أمام المبنى بشفاعمرو، أمس (عرب 48)

يشكو عدد من أهالي شفاعمرو من الممارسات العنصرية والتمييز من السلطات تجاههم، ففي حين تصدر التراخيص لترميم مزار للمستوطنين بزعم أنه قبر لحاخام يُدعى يهودا بن بابا، في مدخل الحي، يصدر أمر هدم منزل في الحي، حديثا.

وقال أحد السكان في مدخل حي عثمان، علي مجدوب، لـ"عرب 48" إنه توجه إلى رئيس بلدية شفاعمرو، عرسان ياسين، ولمسؤول قسم التنظيم والبناء في البلدية بشكوى عن "الإزعاج الذي يسببه المستوطنون الذين يصلون إلى المكان لأهالي الحي، إذ يطلقون الموسيقى الصاخبة وصراخهم في ساعات الليل المتأخرة ولغاية ساعات الفجر، كذلك يقومون بإغلاق الشارع في مدخل حي عثمان بإيقاف سيارتهم في منتصف الطريق الأمر الذي يعيق حركة السير أمام أهالي الحي، كذلك النفايات التي يقومون برميها في الشارع وتتراكم على مداخل بيوت سكان الحي".

وأعرب مجدوب عن استيائه من "عدم تلقي العون والدعم من المؤسسات الرسمية أمام مطالب أهالي الحي".

وقال عضو اللجنة الشعبية في شفاعمرو والناشط السياسي، مراد حداد، لـ"عرب 48" إن "حي عثمان يعاني من وطأة أوامر الهدم المتكررة والمتواصلة. ويعد هذا الحي من الأحياء غير المعترف بها على غرار باقي الأحياء والقرى العربية الأخرى".

وعما يحدث في شفاعمرو، أوضح أن "السلطات الإسرائيلية تدعي ملكية أحد القبور في حي عثمان، وتقول إنه يعود لحاخام يهودي، وهذه الكذبة ليست الأولى في هذا الصدد، والهدف منها إيجاد روابط وهمية كاذبة بين المستوطنين والأرض الفلسطينية التي سيطروا عليها. المشكلة لا تكمن في هذا الادعاء بحد ذاته، ومن الممكن مناقشة هذا الأمر في مواضع أخرى، لكن المشكلة في أعمال الترميم وتوسعة المبنى وبناء حمامات والتغاضي عن وجود مستوطنين يعملون دون إذن أو ترخيص من البلدية، وهم ليسوا مقاولين أساسا، ومن المعروف أن من يقوم بأعمال الإعمار عادة في شفا عمرو هم أبناء شفاعمرو أنفسهم، لكن هنا تم جلب المستوطنين من الضفة الغربية ومن مناطق أخرى في إطار خطة خبيثة للاستيطان، فالمسألة أكبر من قصة ترميم ضريح وإنما هي بداية لوضع موطئ قدم للمستوطنين على هذه الأرض".

علي مجدوب

وتساءل حداد: "أين المؤسسات الفاعلة في شفاعمرو، أين إدارة التنظيم والبناء؟ الادعاءات تقول إن أوامر الهدم لمنازل الفلسطينيين وأعمال الترميم والبناء كذلك تأتيهم من اللجنة اللوائية، وأنا أتابع الموضوع منذ فترة أسبوع، ولم أتوصل لمعرفة الجهة التي أصدرت هذه التراخيص. كعضو بلدية سابق وناشط سياسي أحاول الحصول على أجوبة من البلدية واللجنة اللوائية دون جدوى"

وناشد حداد كافة المؤسسات والناشطين السياسيين والأحزاب وأهالي الحي في شفاعمرو بأن يتحركوا لـ"مواجهة هذه البؤرة الاستيطانية، فنحن نعلم أن لدى المستوطنين الكثير من هذه الادعاءات الكاذبة حول شفاعمرو. نحن لسنا عنصريين، ولا توجد لدينا مشكلة مع اليهود كبشر يعيشون هنا، ولكننا ضد أي مشروع استيطاني أو أي محاولة لإخراجنا من منازلنا. ومن المفارقات أنه لا يمكن لنا الحصول على التراخيص، أما المستوطنين فيتم بناء غرف والقيام بترتيبات لهم لتسهيل ذلك، ونحن لا نعلم من هي الجهة التي تقوم بإعطاء التراخيص والتصاريح، ومن الغريب حقا أن الشرطة البلدية في شفاعمرو قامت بالاطمئنان على هؤلاء المستوطنين بل وجلبت لهم الماء لئلا يشعروا بالعطش في هذا الجو الحار. لا أعلم ماذا يجري من وراء الكواليس، ولكن هذه الصرخة كناشط سياسي، أقل ما يمكنني فعله، كي لا يقال إننا قصرنا في هذه المسألة، ونندد بغياب اللجان الشعبية والأحزاب عما يحدث. نعم علينا توجيه نظر الصحافة والأحزاب والجهات المسؤولة وأعضاء الكنيست ولجنة المتابعة لما يحدث ونحثهم على التصدي لهذا الموضوع الخطير وأن يبحثوا في تداعياته، فإسرائيل كانت تدعي وجود آثار يهودية في هذا الحي لتثبت حقها التلمودي والتاريخي في المنطقة، وقد بدأت هذه المحاولات منذ ثمانينيات القرن الماضي، لكنها باءت جميعها بالفشل، إذ تبين خلو المنطقة من أي آثار تدل على وجود لليهود هنا، والادعاءات هي مجرد كذبة تسوقها السلطات".

ترميم المبنى بادعاء أنه ضريح لحاخام

وختم حداد بالقول إنه "نطالب الجهات الرسمية فحص وتقفي حقيقة هذا القبر المزعوم والتأكد من مدى صحة هذا الادعاء، وحتى لو كان الادعاء صحيحا، فنحن لن نتقاعس أو نتهاون في التصدي لعمليات البناء غير المشروع على الشارع الرئيس، وهنا وعلى بعد أمتارٍ قليلة يوجد منزل لمواطن، مهدد بالهدم، وقد اجتمعنا بأعضاء البلدية واللجنة اللوائية ولجنة التنظيم والبناء منذ أسبوعين لمنع هدم المنزل، دون نتيجة لغاية اللحظة، أما هؤلاء المستوطنين فيحصلون على التصاريح بكل يسر وسهولة. نناشد ثانية كل المؤسسات الفاعلة في المجتمع العربي والصحافة والإعلام الاهتمام بموضوع القبر المزعوم والعمل على منع قيام بؤرة استيطانية بحجة وجوده. إن هذا التهديد يشمل كل فلسطينيي الداخل فالمستوطنين يقومون بحملة تدعى ‘تدفيع الثمن’ وهم يريدون منا أن ندفع ثمن احتلالهم وجرائمهم، ويقومون بالاعتداء على كنائسنا ومساجدنا وأحيائنا، وتذكرون وأذكر أن مجزرة شفاعمرو حدثت في إحدى الحافلات قبل عقد ونصف من قبل المستوطنين، فهذا الإجرام متجذر لدى هؤلاء وهم معتادون على ذلك، ومدعومون من أجهزة المخابرات والحكومة، ونحن نعلم من هم وما هي أفكارهم. أنا في هذه الأثناء وخلال إجرائي للمقابلة معكم أخشى على نفسي من أن يتم الاعتداء علي من قبل هؤلاء المستوطنين الذين يحملون أسلحة لا يتورعون عن استخدامها لأتفه الأسباب، ولذلك طلبت منكم إجراء المقابلة بعيدا عن الضريح المزعوم".

تعقيب لجنة التنظيم والبناء المحلية

وقال مهندس لجنة التنظيم والبناء، هادي نعامنة، لـ"عرب 48" إنه "أصدرت لجنة التنظيم والبناء المحلية (غفعات ألونيم) أمر هدم إداري للمبنى المذكور، وأرسلت نسخة عن الأمر لقسم الشرطة المسؤولة عن تغطية تنفيذ الهدم، في حالة لم تقم الجهة التي قامت بإنشائه بهدمه ذاتيا".

تعقيب بلدية شفاعمرو

توجه "عرب 48" إلى مدير الدائرة الإعلامية في بلدية شفاعمرو، نايف ياسين، للحصول على تعقيبه، ووعدنا بإرساله، لكنه لم يصلنا، وسننشره فور وصوله إلينا.

التعليقات