صراعٌ على طابع عكا: إجراءات لمنع العرب من الاستجمام في شواطئها

قال عضو اللجنة الشبابية في عكا، أحمد غزاوي، لـ"عرب 48" إن "الهدف من إقامة السياج هو التضييق على الفلسطينيين وبضمنهم أهالي عكا العرب".

صراعٌ على طابع عكا: إجراءات لمنع العرب من الاستجمام في شواطئها

شاطئ عكا بعد تسييجه (تصوير عكانت)

حذر عضوا بلدية عكا عن قائمة "التحالف العكي" بولس نحاس وحسين أسدي، وناشطون سياسيون من إقامة البلدية سياجا حول شاطئ عكا (أرغمان) الذي كان جزءا منه يسمى "مسبح عثمان" قبل النكبة عام 1948، بادعاء ضبط النظام في الشاطئ، في ظل ازدياد أعداد الفلسطينيين الذين يتوجهون من الضفة الغربية والقدس المحتلتين، إضافة إلى الأعداد الكبيرة من العرب الفلسطينيين من الجليل والمثلث والنقب، إلى شواطئ عكا للاستجمام والسباحة.

وأبرق نحاس وأسدي رسالة إلى رئيس بلدية عكا، شمعون لانكري، حذرا فيها من نتائج وانعكاسات إقامة السياج في الشاطئ وإجراءات منع الزوار العرب من زيارة مدينة عكا، وأكدا أن "سياسة البلدية المذكورة لها نتائج سيئة على العلاقات العربية- اليهودية وعواقب اقتصادية صعبة على التجار والمطاعم والمرافق السياحية في عكا".

وأشارا إلى أن "الشعور العام عند الجمهور العربي رافض للإجراءات، ونحن كممثلي هذا الجمهور نطالب بإجراءات واضحة لا تمييز فيها، وأن يكون السياج بشكل مؤقت كما تقرر في جلسة البلدية".


وادعى رئيس البلدية في رده أن "السياج جزء من الحرب ضد كورونا فقط، ولا تمييز في الإجراءات المؤقتة لأيام قليلة تنتهي مطلع الأسبوع المقبل".

وكانت بلدية عكا قد ناقشت في جلستها الأخيرة إقامة سياج حول شاطئ "أرغمان"، واتخذت سلسلة من الإجراءات لـ"منع الفوضى والحد من انتشار فيروس كورونا".

ووفقا لبلدية عكا فإنه "في الجلسة تم تقديم اقتراح إقامة سياج حول شاطئ أرغمان بتكلفة 350 ألف شيكل، وقد عارض هذا الاقتراح بشدة نائب رئيس البلدية، أدهم جمل، الذي طالب بإيجاد حلول بديلة تضمن دخول جميع الزائرين وبنفس الوقت ضمان المحافظة على النظافة والنظام وسلامة المستجمين".

وأكد ناشط سياسي أن "دخول الفلسطينيين إلى عكا يضفي طابعا عربيا على المدينة وهذا ما ترفضه السلطات الإسرائيلية".

وناشد الناشط كافة الفلسطينيين من مختلف المناطق بزيارة عكا ومينائها وشواطئها وأزقتها القديمة، موضحا أن "كافة محاولات السلطات الإسرائيلية لمنع التواجد الفلسطيني في عكا مرفوضة وغير موفقة ومصيرها الفشل".

وقال عضو اللجنة الشبابية في عكا، أحمد غزاوي، لـ"عرب 48" إن "الهدف من إقامة السياج هو التضييق على الفلسطينيين وبضمنهم أهالي عكا العرب، وفي هذه الفترة على وجه الخصوص بسبب ازدياد التواجد الفلسطيني على الشاطئ بعد أن أعلن يهود مقاطعة المحال العربية إثر الهبة الشعبية الأخيرة في أيار/ مايو 2021".

وأكد أن "ما يحدث صراع على هوية عكا، هم يريدون إضفاء الهوية اليهودية على المدينة ونحن سنحافظ على هويتها وطابعها العربي الفلسطيني".

وقال الناشط السياسي، أحمد عودة، إن "السلطات الإسرائيلية تخشى ازدياد التواجد الفلسطيني في عكا، إذ أن نسبة التواجد الفلسطيني في المدينة بلغت 40% في الأعوام الأخيرة.

وأشار إلى أن "البلدية نصبت، حديثا، لافتات تمنع دخول الحافلات من خارج عكا إلى الشواطئ، بدءا من الخميس الساعة الثالثة ولغاية يوم الأحد صباحا، وذلك لمنع الفلسطينيين من الضفة والمثلث والنقب من الدخول إلى عكا".

"عدالة": ممارسات عنصرية ومخالفة للقانون

وفي سياق متصل، توجه مركز "عدالة" بشكل عاجل إلى المستشار القضائي للحكومة بخصوص إغلاق شاطئ "أرغمان" في عكا بوجه فلسطينيين من الضفة الغربية بواسطة سياج حديدي وطردهم من المكان على يد مراقبي بلدية عكا؛ فيما اتخذت بلديات أخرى خطوات مماثلة أيضًا.

وطالب مركز "عدالة" من خلال توجهه بتوضيح عدم شرعية إجراءات بلديات نتانيا وعكا والخضيرة بعد إغلاقها الشواطئ بوجه المواطنين من خارج بلداتها، إذ منعت هذه البلديات وصول فلسطينيين من سكان الضفة الغربية إلى الشواطئ التي تقع تحت سيطرتها؛ منوها أن هذه الإجراءات ليس من ضمن صلاحياتها ومخالفة للقانون.

وجاء هذا التوجه بعد إرسال مركز "عدالة" كتاب إلى المستشار القضائي في بلدية عكا ورئيس البلدية في أعقاب قرارهم بنصب جدار حول شاطئ "أرغمان" وطالبهم بإزالة هذه الحواجز التي تمنع وصول الزائرين إلى شاطئ البحر.

وجاء في البيان "صادقت بلدية عكا على نصب الجدار حول شاطئ البحر وتحديد دخول الزائرين إلى الشاطئ حسب تعليمات الشارة الخضراء حسب ادعاءها، وشدد مركز "عدالة" على أن "هدف هذه الإجراءات منع وصول الفلسطينيين من الضفة إلى مدينة عكا بذريعة الحفاظ على صحة الجمهور، وقد أرفقنا مقطعا مصورا من اجتماع بلدية عكا قال فيه رئيس البلدية، شمعون لانكري، إنه "لقد فشلنا في الشهر الأخير من ناحية صحية في عكا فشلا صحيا خطيرا لا مثيل له بسبب الحافلات القادمة من نابلس وجنين والخليل".

كما وثق الصحافي، رفعت عكر، بالأمس مراقبي بلدية عكا بعد طردهم الفلسطينيين من شاطئ "أرغمان" والسياج الذي نصب حول الشاطئ، إذ أجبروهم على الصعود إلى الحافلة ورافقوهم حتى خروجهم من عكا رغم قولهم إنهم تلقوا تطعيما ضد كورونا وبحوزتهم تصاريح دخول قانونية".

وأرسل مركز "عدالة" توجها مماثلا إلى المستشار القضائي إثر نشر بلدية الخضيرة منشورا على صفحتها الخاصة في "فيسبوك"، أعلنت فيه عن عدم السماح للزائرين من خارج المدينة الدخول إلى شاطئ البحر عقب ازدياد حالات كورونا؛ ونوه "عدالة" إلى أن البلدية لا تملك صلاحية اختيار من يدخل الأماكن العامة ومنع الآخرين من دخولها بشكل عام وعلى أساس تمييزي وتفريقي بشكل خاص.

وأكد "لا توجد تعليمات كهذه حتى من قبل مختصي كورونا ونشر مثل هذه التعليمات تعتبر مخالفة للقانون".

وعقب المحامي، ربيع إغبارية، من مركز "عدالة" بالقول إن "الصور التي شاهدناها من عكا بالأمس لا تترك أي مجال للشك أو الخيال، إذ شاهدت مراقبي بلدية عكا وهم يطردون فلسطينيون سكان مدينة جنين خارج المدينة فقط لكونهم فلسطينيين، وتتعدى بلدية عكا بجميع هذه الإجراءات الصلاحيات الممنوحة لها بدء من نصب حواجز حول الشاطئ ومنع وصول الحافلات الخاصة وخلص تعليمات كورونا ملفقة ومزورة وذريعة ازدياد حالات كورونا غير قانونية تهدف إلى نصب معيقات لحرية الحركة والتنقل ومنع الوصول إلى الأماكن العامة المتاحة بدوافع عنصرية ليس بالأمر الجديد بل أصبح ظاهرة حيث تم نصب حواجز في مدخل مدينة نتانيا من قبل البلدية ومنع الحافلات العربية من الدخول في عيد الأضحى الأخير وتعتبر هذه الممارسات مبادرات فصل عنصري وسعي من أجل تهويد البلاد، ولكن يبدو أنها تضر أيضا بالمواطنين الآخرين ويجب على المستشار القضائي أن يصرح بشكل لا لبس فيه أنها مبادرات غير شرعية وفيها انتهاك للقانون".

التعليقات