النقب: رفض مخططات التجنيد للجيش والشرطة

لا تزال قضية تفعيل برامج تشجيع التجنيد للجيش الإسرائيلي في مدرسة السيد الثانوية تثير ردود فعل غاضبة في منطقة النقب، وتتعالى الأصوات الداعية لحماية الشباب وهويتهم الوطنية، خاصة في ظل تصعيد السلطات الإسرائيلية لهدم المنازل وتجريف الأراضي.

النقب: رفض مخططات التجنيد للجيش والشرطة

عرض للشرطة أمام الطلاب في رهط (تصوير الشرطة)

لا تزال قضية تفعيل برامج تشجيع التجنيد للجيش الإسرائيلي في مدرسة السيد الثانوية تثير ردود فعل غاضبة في منطقة النقب، وتتعالى الأصوات الداعية لحماية الشباب وهويتهم الوطنية، خاصة في ظل تصعيد السلطات الإسرائيلية لهدم المنازل وتجريف الأراضي، ووفقا لموقع "والا" الإسرائيلي فإن من يدفع لهذا المشروع هو مدير مدرسة السيد، إبراهيم رزقي السيد، الذي يسعى لتعزيز انخراط الطلاب في صفوف الجيش الإسرائيلي.

وفي مدينة رهط، عرضت الشرطة، الأسبوع الجاري، أمام الطلاب في مدرسة النجاح بالتعاون مع مكتب الشبيبة، برامج حول الوحدات المختلفة، والكلاب، والخيالة، والتشخيص الجنائي، والسير، وغيرها.

إبراهيم خليل السيد

ومن جهته، صرح مدير مدرسة السيد الثانوية، إبراهيم زرقي السيد، أن "كل ما نشر عبر وسائل الإعلام العبرية حول تشجيع التجنيد عارٍ عن الصحة".

وقال مفتش اللغة الانجليزية السابق، إبراهيم خليل السيد، لـ"عرب 48" إننا "بصدد حالة تكاد تكون منقطعة النظير على مستوى المجتمع العربي. وزارة التربية والتعليم لا تطلب من المدارس تبني برامج تجنيد كهذه أو كتلك".

وأكد أنه "نتحدث عن هرولة من طرف حفنة صغيرة من أناس في الجنوب، ينضحون بما نهلوا في صغرهم. لو لم نكن نعيش في زمن 'الشقلبة' لما سُمِح لهؤلاء حتى بالمرور بجوار مؤسسة تربوية".

وختم السيد بالقول إن "ما يتناهى إلى مسامعنا هو أن هذه الممارسات المشينة تتم بمباركة الحركة الإسلامية (الجنوبية) وبيضة قبانها، وتجاهل تام من قبل بقية الأطر السياسية العربية".

وقال الناشط السياسي، د. عامر الهزيل، لـ"عرب 48" إنه "تحت المجهر صهاينة بقناع عربي. للأسف هناك وكلاء لنظام الفصل العنصري والتطهير العرقي داخلنا".

عامر الهزيل

وأضاف أنه "في المعركة على الإنسان وهندسة وعي الأجيال نحن والاستعمار في صدام. وفي المعادلة الأهم، أولاً، علينا بناء الإنسان للحفاظ على الوجود والوطن".

وختم الهزيل بالقول إن "هؤلاء الأطفال (طلاب مدرسة السيد) ضحايا، ويجب الدفاع عنهم وإنقاذهم".

وقال رئيس حركة "كرامة ومساواة" في النقب، محمد السيد، لـ"عرب 48" إن "هذا الموضوع لم نكن نعلم فيه بتاتا، وهو مشروع يسمى 'الجدناع' واكتشفنا أيضا أنه يُفعّل في مدارس أخرى بالنقب، إذ تقوم وحدة 'الجدناع' من الجيش الإسرائيلي بزيارة المدارس والالتقاء بالطلاب مع تواجدهم بالزي العسكري، وكذا أيضا تُفعّل الشرطة برامج ترغيب للاندماج في صفوفها، وخاصة في هذه الفترة التي يتعرض لها النقب لحرب غير طبيعية. وهذا البرنامج خطير جدا على طلابنا، وتاريخيا لا يوجد مجندون في الجيش والشرطة من أبناء قرية السيد، وعلى الرغم من محاولات الترغيب والإغراء لتجنيد الشباب، إلا أن هذه الظاهرة تتراجع في المجتمع النقباوي وعموما، وكذلك نحذر أيضا من برامج الخدمة المدنية بمختلف مسمياتها، والتي تعمل تحت غطاء من السرية".

عرض للشرطة أمام الطلاب في رهط (تصوير الشرطة)

وأضاف أنه "علمنا أن وزارة التربية والتعليم لا علاقة لها بهذا المشروع، وهذا المشروع يتم من خلال وحدة 'الجدناع' في الجيش الإسرائيلي، ونحن نطالب القيادات العربية بإصدار موقف واضح للتصدي لهذه المشاريع وفضحها".

وختم السيد بالقول إنه "للأسف، نشهد في السنوات الأخيرة ردة إلى ستينيات القرن الماضي فيما يتعلق بتعيين مديري مدارس موالين كما كان يفعل جهاز الأمن العام (الشاباك). وهذا يعود، اليوم، بشكل مباشر ما يجعل المدراء رهينة بأيديهم، بينما أصحاب المؤهلات لا فرصة لديهم، وأقولها بصراحة إن وجود قائمة عربية في الائتلاف الحكومي خلق أرضية خصبة للمنتمين للأحزاب الصهيونية بالعمل بحرية، بل أعطاهم شرعية، فالتفكير اليوم لدى هؤلاء أنه بالإمكان الدخول مباشرة للأحزاب الصهيونية بدلا من وساطة حزب عربي داخل حكومة يمينية متطرفة، ومع الأسف فإن هذا يقود البعض للمضي حتى إلى التجنيد، ومسؤولية القيادات العربية ولجنة المتابعة أن تتحرك فورا، فالصراع اليوم على الانسان في النقب وليس فقط على الأرض".

محمد السيد

وفي هذا السياق، حذرت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد، من ظاهرة من تشجيع التجنيد في الجيش الإسرائيلي في المدارس العربية.

وصرحت اللجنة في بيان أصدرته، مساء أول من أمس الأربعاء، أنه "نلاحظ في الآونة الأخيرة ظاهرة في منتهى الخطورة، تستهدف الوعي، الهوية والانتماء لطلابنا في المدارس، حيث تسعى السلطات الإسرائيلية بما فيها الجهات الأمنية إلى تحويل المدارس لمصانع لغسل الدماغ، وتخريج أجيال غريبة عن بُعدها العربي وعمقها الحضاري وقيمها الإسلامية، وتسعى لصهينة الوعي وتبني الرواية الصهيونية وشطب الرواية الفلسطينية والحق التاريخي للشعب الفلسطيني في فلسطين".

وأضافت أنه "نؤكد حقنا على إدارة تربوية عربية مستقلة لها خصوصيتها في وزارة المعارف أسوة بالجهاز التربوي لليهود المتدينين وغيرهم، للحفاظ على خصوصيتنا وتمايزنا الحضاري والثقافي والوطني".

وأكدت اللجنة أنه "من حق الأهالي، وفقا للقانون، المشاركة في مضامين برامج التعليم من خلال لجان أولياء أمور الطلاب، وضرورة إحياء المناسبات الوطنية والاجتماعية والدينية لتعزيز الانتماء في أوساط شريحة الطلاب".

وختمت بالقول إنه "نتوخى من مديري المدارس أداء رسالتهم المقدسة في التربية والتعليم بعيدا عن أسرلة وعي أبنائنا وتعزيز انتمائهم للعمق العربي والإسلامي".

عرض للشرطة أمام الطلاب في رهط (تصوير الشرطة)
عرض للشرطة أمام الطلاب في رهط (تصوير الشرطة)​​​​​

التعليقات