الطيبة: جدار عازل على حساب الأهالي رغم إقامة سكة الحديد على أراضيهم المصادرة

أعرب عددٌ من سكان المنطقة الغربية في مدينة الطيبة عن تذمرهم واستيائهم من إلقاء وزارة المواصلات وشركة "نتيفي يسرائيل" مهمة إقامة جدار عازل في المنطقة على السكان والسلطة المحلية، على الرغم من أن مشروع سكة الحديد أقيم على أراضيهم.

الطيبة: جدار عازل على حساب الأهالي رغم إقامة سكة الحديد على أراضيهم المصادرة

مشروع سكة الحديد غربي الطيبة (عرب 48)

أعرب عددٌ من سكان المنطقة الغربية في مدينة الطيبة عن تذمرهم واستيائهم من إلقاء وزارة المواصلات وشركة "نتيفي يسرائيل" مهمة إقامة جدار عازل في المنطقة على السكان والسلطة المحلية، على الرغم من أن مشروع سكة الحديد أقيم على أراضيهم، وتجري إقامة محطة للقطار في البلدة الاستيطانية "شاعر أفرايم" المجاورة للطيبة، وعدد سكانها لا يتعدى ثلاثة آلاف نسمة، في حين أن عدد سكان الطيبة تجاوز 50 ألف مواطن.

وكُتب في المخطط لمنطقة سكة الحديد في الطيبة، أنه يجب بناء جدار عازل، بعد أن قام مهنيون ومختصون فحص الضجيج والتلوث البيئي الذي سيصدر عن سكة الحديد وشارع "عابر إسرائيل".

وقال المحامي يوسف جمعة من الطيبة لـ"عرب 48" إنه "بعد فحص الخرائط والمخطط في منطقة سكة الحديد التي بوشر بإقامتها، غربي الطيبة، قامت شركة 'نتيفي يسرائيل' ووزارة الموصلات بالتنصل من بناء الجدار العازل على طول سكة الحديد وشارع 'عابر إسرائيل' في الطيبة"، مشيرا إلى أن "الجدار العازل في مستوطنة 'شاعر أفرايم' بالقرب من الطيبة، أقيم على حساب الشركة والوزارة".

وعلى الرغم من مصادرة السلطات الإسرائيلية مساحات واسعة من الأراضي الخاصة لأهالي الطيبة، في الأشهر الأخيرة، من أجل إقامة محطة للقطار وسكة الحديد، إلا أنها تلقي بمسؤولية بناء الجدار العازل على الأهالي والبلدية، والذي من المتوقع أن يكلف ملايين الشواكل.

وأوضح المحامي جمعة لـ"عرب 48" أن "ما نتحدث عنه ضمن خطة 'فاتال'22 وهي ضمن ما تسمى بـ'المشاريع القومية.' وما يهمنا من هذا المخطط هو المقطع الواصل بين 'شاعر أفرايم' ولغاية منطقة نفوذ بلدية الطيبة. نتحدث عن خط طوله 22 كيلومترا صودق عليه في العام 2018، وحين تمعنا في المخطط تبين لنا أنه يجب بناء جدار عازل على طول شارع 6 وسكة الحديد".

وأضاف أن "هذا الجدار يقام في أماكن يكون فيها الضجيج والتلوث البيئي أعلى من المعدل، وهدفه عزل الصوت والتلوث البيئي، ما بين المناطق السكنية والأماكن التي يتمر منها سكة الحديد. وتبين لنا أنه ضمن مساحة الطيبة، وفق ما كتب في المخطط، يتوجب على السكان في المنطقة والبلدية التكفل ببناء الجدار على حسابهم الخاص، ونحن نتحدث عن ميزانية 30 – 60 مليون شيكل، بينما حسب المخطط وعلى أرض الواقع تم بناء الجدار في 'شاعر أفرايم' على حساب السلطات وليس على حساب السكان".

وشدد على أن "هناك عنصرية مقصودة، فلو نظرنا إلى مساحة الأراضي التي صودرت لصالح المشروع لوجدنا أن الأراضي صودرت من الطيبة، وعلى الرغم من ذلك فإن السلطات تفرض على أهالي الطيبة بناء الجدار".

وأشار إلى أنه "في منطقة غربي الطيبة وتحديدا بالقرب من سكة الحديد، صادقت السلطات قبل أعوام على 2500 وحدة سكن، أي أن آلاف السكان سيعيشون في هذه المنطقة، ومن غير المنطقي أن يكون هذا الجدار على حسابهم. في كل البلاد يتم بناء هذا الجدار على حساب الشركات الحكومية ووزارة الموصلات، إلا في الطيبة والمنطقة، لأن السلطات فرضت على السكان التكاليف الباهظة لبناء الجدار".

ودعا جمعة الأهالي بـالتوجه إلى منطقة غربي الطيبة، ليشاهدوا بأعينهم ما وصفه بـ"الكارثة التي وقعت على الطيبة في مصادرة الأراضي".

وختم بالقول إن "الاستهتار واضح من قبل السلطات إزاء مطالبنا وحقوقنا، ونحن نلمس أن بعض السكان يحاولون في وسائل شتى النضال، ولكن الشارع في الطيبة في حالة غليان، والمطلوب أن تقوم لجنة التنظيم والبناء في الطيبة وبلدية الطيبة بفحص الخرائط مرة أخرى، لأن هذا الجدار يستحيل إقامته على حساب الأهالي والبلدية، ونناشد كل المسؤولين لتوحيد الجهود من أجل التوصل لحل فوري لهذا الأمر".

هذا، ولم يصلنا في "عرب 48" تعقيب الجهات ذات العلاقة على ما جاء في التقرير أعلاه، لغاية الآن.

التعليقات