الطيبة: الاعتداء على المرافق العامة لمصلحة من؟

تتزايد الاعتداءات على الممتلكات العامة في مدينة الطيبة، في الآونة الأخيرة، وبضمنها أعمال تخريب وحرق وتحطيم في مؤسستين تعليميتين والملعب البلدي، دون أن تعتقل الشرطة مشتبهين على خلفية تنفيذ الاعتداءات.

الطيبة: الاعتداء على المرافق العامة لمصلحة من؟

آثار التخريب في إحدى مدارس الطيبة (عرب 48)

تتزايد الاعتداءات على الممتلكات العامة في مدينة الطيبة، في الآونة الأخيرة، وبضمنها أعمال تخريب وحرق وتحطيم في مؤسستين تعليميتين والملعب البلدي، دون أن تعتقل الشرطة مشتبهين على خلفية تنفيذ الاعتداءات.

وأثارت هذه الاعتداءات تذمرا شديدا في صفوف سكان الطيبة، الأمر الذي اعتبروه تجاوزا للخطوط الحمر، وطالبوا البلدية والشرطة العمل بجدية للحد من هذه الاعتداءات ومنعها.

في الأسبوع الماضي، اقتحم جناة مجهولون مدرسة السلام في الطيبة، وحطموا بعض ممتلكاتها ونوافذ عدد من الصفوف، بالإضافة إلى تخريب أجهزة الصوت وغرفة الحواسيب.

وأقدم جناة آخرون على تخريب عدد من الممتلكات في الملعب البلدي، وأشعلوا النار بجزء من مقاعد الملعب، بالإضافة على الاعتداء على الحديقة العامة، جنوبي المدينة.

ولم تعتقل الشرطة أي مشتبه على خلفية الاعتداءات الأخيرة، على الرغم من أنها جمعت كاميرات المراقبة في المؤسسات التي اعتُدي عليها. ووفقا للشرطة فإن "التحقيق في أوجه، هذه الحوادث خطا أحمر".

وأعرب أحد شباب الطيبة، محمد برانسي، في حديثه لـ"عرب 48" عن استيائه من "عدم معالجة بلدية الطيبة ظاهرة الاعتداءات" محملا إياها المسؤولية، فيما أشارت اللجنة الشعبية إلى أنه "على البلدية تحصين الممتلكات العامة".

محمد برانسي

وردت بلدية الطيبة بالقول إن "هذه أعمال مدانة ومستنكرة بأشد العبارات، فهذه الممتلكات في المقام الأول والأخير منكم ولكم ولخدمة الجميع، وأهالي الطيبة جميعا أولى الناس بالحفاظ عليها غيرة وحرصا على مصالح الطيبة".

وأضافت أنه "نرجو من الجميع التكاتف ونبذ هذه الظاهرة والآفة التي بدأت ترفع رأسها في الطيبة، مؤخرا، والوقوف معا ضدها، لأن تخريب الممتلكات العامة هو تخريب على كل شخص وشخص في طيبتنا الحبيبة".

وتساءلت البلدية "هل التخريب في مدارسنا ومؤسساتنا التربوية والممتلكات العامة يخدم طيبتنا، لمصلحة من ذلك؟! الجهات المسؤولة داخل البلدية تتابع الموضوع عن كثب وتعمل على قطع دابر هذه الآفة بشكل فوري".

وقال محمد برانسي، أحد أولياء أمور الطلاب في مدرسة السلام التي تعرضت للاعتداء، لـ"عرب 48" إن "المسؤول الأول عن الاعتداءات هي بلدية الطيبة التي لا تتابع هذه الحوادث، بالإضافة إلى أنها لا توفر الحراسة على الممتلكات العامة".

وأضاف أن "الصمت حيال هذه الظاهرة من قبل البلدية ومن قبل سكان الطيبة غير مبرر وغير مفهوم. المتضررون من هذه الظاهرة هم أبناؤنا، والوضع في المدارس أصبح لا يطاق، إذ أن الكثير من المدارس تعاني نواقص عدة في المستلزمات والميزانيات".

وتساءل برانسي "ما هي الميزانيات المخصصة للمدارس، وإلى أين تذهب، وماذا يفعلون بها، ولماذا لا يوجد حراسة على هذه الممتلكات العامة؟ في جميع البلاد هناك حراسة على الممتلكات العامة ولها ميزانيات خاصة".

وقال رئيس اللجنة الشعبية في مدينة الطيبة، المحامي شاكر بلعوم، لـ"عرب 48" إن "الاعتداء على الممتلكات العامة أمر خطير، وعلينا التصدي له بكل الإمكانات المتوفرة".

شاكر بلعوم

وأشار إلى أن "الطيبة تشهد، في الفترة الأخيرة، الكثير من الاعتداءات على الممتلكات العامة، وخصوصا المدارس والملعب البلدي والحدائق العامة، ما أسفر عن أضرار جسيمة وخسائر فادحة، وكل هذا نراه في تزايد دائم، مع العلم أن هذه الظاهرة السيئة قد انعدمت تقريبا في السنوات الأخيرة، ولكنها عادت بشكل ملحوظ".

وأوضح بلعوم أن "هذه الاعتداءات على الممتلكات العامة قد تكون أعمالا صبيانية أو لربما تعود لأسباب أخرى، وعلى الشرطة أداء عملها والتحقيق في هذه الحوادث التي ازدادت بشكل واضح".

وختم رئيس اللجنة الشعبية في الطيبة بالقول إنه "في بالمقابل على السلطة المحلية القيام بواجبها وتحصين هذه الممتلكات لحمايتها من الأيدي الغاشمة التي تنفذ الاعتداءات، وذلك بالآليات والإمكانات المتاحة. نريد العمل من أجل المحافظة مؤسساتنا وعدم المس بها لأن الاعتداءات على المرافق العامة تنعكس سلبا بشكل مباشر على المواطنين".

التعليقات