الطيبة: خُيولٌ لم تسلم من آليات الهدم

أمجد مصاروة: "الخيول كانت بحالة ذعرٍ من صوت الجرافات ومشاهد عناصر الشرطة المدججين بالأسلحة. الخيول تشعر بالخطر، وعندها دراية بما يدور حولها".

الطيبة: خُيولٌ لم تسلم من آليات الهدم

آثار الهدم في الطيبة (عرب 48)

كان اليوم دافئا وعاديا بالنسبة لماتيهو، ورانية، ونيروبي، خُيول في مزرعة أمجد مصاروة بمدينة الطيبة. عمّ الهدوء وقتها في المزرعة، والسكينة كعادتها سيطرت على الأجواء، حتى جاءت الجرافة الأولى ثم الثانية والثالثة، تتبعها كتيبة من المسلحين، كُسرت السكينة، وتبدد الهدوء مع أول ضربة للجرافة، وعاثت آليات الهدم الإسرائيلية خرابا في المكان.

إثنان وثلاثون حصانا في مزرعة أمجد مصاروة التي هدمتها السلطات الإسرائيلية عن بكرة أبيها. خيول من أنواع فاخرة، بعضها فاز في مسابقات عالمية، ولكن ذلك لم يمنحها الرأفة من قبل جرافات الهدم وعناصر الشرطة، التي قامت بتشريدها، إذ أرهبت أصوات عملية الهدم الخيول في المكان.

قال أمجد مصاروة، صاحب المزرعة التي هدمتها السلطات الإسرائيلية، يوم الخميس الماضي، لـ"عرب 48" إن "الخيول كانت بحالة ذعرٍ من صوت الجرافات ومشاهد عناصر الشرطة المدججين بالأسلحة"، مشيرا إلى أن "الخيول تشعر بالخطر، وعندها دراية بما يدور حولها".

وأضاف أنه "على ما يبدو فإن شعار الرفق بالحيوان الذي ترفعه السلطات الإسرائيلية زائفا، أو غير متكامل حين يتعلق الأمر بالحيوانات التي يربيها السكان العرب، فلم تمنع مشاهد الخيول المذعورة آليات الهدم وعناصر الشرطة من استمرار الهدم، على الرغم من أن الجرافات شكلت خطرا على الخيول، إذ كان بالإمكان أن تتأذى الخيول من الهدم".

وأوضح مصاروة أن "الخيول كانت في حالة من الذعر أثناء تنفيذ الهدم، لم تتمالك نفسها ودخلت في حالة هستيرية. توسلت للشرطة بأن توقف الجرافات للحظات حتى أتمكن من تهدئتها وإخراجها بصورة آمنة، إلا أنها لم تستمع إلى مطالبي. استمروا بالهدم على الرغم من تعريضهم الخيول للخطر، وكادوا أن يهدموا الحظيرة فوق رؤوس الخيل".

وأشار إلى أن "هؤلاء لا يحملون أي إحساس بالرأفة والرحمة، تجاه الإنسان وحتى الحيوان. يصدعون رؤوسنا بالإنسانية الزائفة، ولكن حين يتعلق الأمر بالمواطن العربي، فلا إنسان ولا حيوان يعنيهم".

أمجد مصاروة (عرب 48)

وشدد صاحب المزرعة على أن "هذه الخيول بالنسبة لي حياتي كلها، أعتبرها أفضل من أبنائي، منذ 12 عاما وأنا أمارس هذه الهواية، وهي بالنسبة لي هواية جميلة لن أفارقها. الخيل أصبح جزءا من حياتي، أصرف عليها الأموال الكثيرة وأوفر لها كل شيء لتعيش بكرامة، بالنسبة لي لا تختلف عن الإنسان".

واعتبر هدم المزرعة "ممارسات انتقامية وليست مجرد عملية هدم، من يعدم الشجر ويعرض الحيوان للخطر فهو لديه حاجة للانتقام. تصرفهم كان يدل على حقد بداخلهم، إذ قاموا بتخريب كل شيء في المزرعة، حتى المعدات التي خُصصت لتدريب الخيل، مع أنها ليس عبارة عن بناية، وليست جزءا من المكان، ولكن قاموا بإتلافها. حتى الأشجار والمزروعات والطريق المؤدي إلى المزرعة قاموا بتخريبها. والدي المقعد، يعيش من أجل هذه الحظيرة ويقضي جُل وقته فيها ليهّون عن نفسه، الآن يجلس أمام المزرعة منذ الهدم بحسرة وألم".

(عرب 48)

وحمّل البلدية مسؤولية ما جرى، وقال إن "هناك تقصيرا من البلدية ولجنة التخطيط فيها، كان بالإمكان تفادي هذا الهدم، ولكن تقصير المسؤولين في البلدية من لجنة التخطيط وقسم الهندسة أفضى في النهاية لهدمٍ كان يمكن منعه".

وختم مصاروة بالقول إنه "علينا أن نكون واعين للمرحلة المقبلة. المزرعة التي هدمت، في الجانب التخطيطي كانت بمرحلة متقدمة، فكيف المنازل المهددة بالهدم الفوري. هناك هجمة ممنهجة ضد الطيبة بأراضيها ومبانيها، لذلك يتوجب علينا النهوض والوقوف وقفة واحدة وموحدة".

التعليقات