أم الفحم: أكثر من مليون ونصف شيكل خلال 3 ساعات

تتواصل في أم الفحم حملة التبرعات لإغاثة منكوبي الزلزال في سورية وتركيا، إذ جرى جمع مبلغ مليون و600 ألف شيكل خلال ساعات من إقامة خيمة الطوارئ في المدينة.

أم الفحم: أكثر من مليون ونصف شيكل خلال 3 ساعات

من خيمة الطوارئ في أم الفحم (عرب 48)

سجلت حملة التبرعات في مدينة أم الفحم لمتضرري الزلزال الذي ضرب تركيا وسورية قبل أيام، إقبالا واسعا إذ جرى جمع مبلغ مليون و600 ألف شيكل في غضون ثلاث ساعات على انطلاق البث المباشر من خيمة التبرعات أمام مجمع "أبو دغش".

وجاءت التبرعات برعاية جمعية "الراحمون" الخيرية التي تنشط في مساعدة اللاجئين والمحتاجين في البلاد وخارجها.


ومن المزمع أن تستمر حملة التبرعات لعدة أيام وذلك حتى يتم جمع أكبر مبلغ لمساعدة اللاجئين ومتضرري الزلزال في تركيا وسورية، حيث سيتم جمع التبرعات بعدة وسائل ومنها في خيمة الطوارئ بأم الفحم، بالإضافة إلى التحويلات البنكية لحساب بنك جمعية "الراحمون" وإمكانية التبرع عن طريق الاتصال الهاتفي أو بطاقات الاعتماد.

إقبال يومي واسع

وقال رئيس جمعية "الراحمون" الخيرية، علي سالم، لـ"عرب 48"، إن "هذه الحملة جاءت لإعانة أهلنا السوريين الذين يتوالى عليهم التشريد والجوع وانهيار المنازل، إذ كنا قبل الزلزال في خضم حملة تبرعات من أجل إعانة إخواننا السوريين في فصل الشتاء، واستجابة لأهلنا في الشمال السوري والجنوب التركي قررنا تحويل الحملة إلى إعانة أهلنا المنكوبين إثر الزلزال، حيث انطلقت الحملة مع وقوع الزلزال على أن تستمر حتى نتمكن من جمع أكبر مبلغ".

وحول الإقبال على الحملة، أشار سالم إلى أن الاقبال كبير جدًا، إذ أن المكتب يشهد إقبالًا واسعًا يوميًا من الأهل في أم الفحم والمنطقة بشكل متواصل دون انقطاع، سيما وأن الخيمة تشهد إقبالا واسعًا من الرجال والنساء وخاصة الأطفال الذين يأتون بحصالاتهم من أجل التبرع بها، هذا الطفل الذي كان يريد أن يشتري بحصالته لعبة أو شيء معين، يأتي ويتبرع بها وهذا يثلج الصدر حقيقةً، وبهذا نحن نثبت وحدة الدم مع أهلنا المنكوبين، وفي سورية بالتحديد.

علي سالم (عرب 48)

وأضاف أن "هذه التبرعات ستدخل إلى الشمال السوري الذي تعرض لهذه النكبة الجديدة، إذ أن الجنوب التركي مغطى من الحكومة التركية من الجانب الصحي، والمؤسساتي، ومن الأمم المتحدة أيضًا، وفي المقابل الشمال السوري ليس مغطى من أي جانب، إذ أنه لا يتبع للنظام السوري ولا حتى الحكومة التركية، ويفتقر لأبسط الأمور الحياتية، لذلك هذه التبرعات تصل إلى الشمال السوري بالتحديد عبر جمعيات موثوقة".

إيصال التبرعات

وحول طرق إيصال التبرعات، أوضح سالم أن "هذه التبرعات ستصل عن طريق جمعيات موثوقة تعاقدنا معها منذ مدة لإيصال المعونات التي نجمعها، إذ أننا كل فترة نذهب كوفود للاطلاع على أوضاع اللاجئين في تلك المناطق ونتأكد من وصول المعونات إليهم".

وأوضح أن "طرق التبرع كثيرة، ومنها عبر التحويلات البنكية لحساب جمعية ’الراحمون’، وأيضًا عن طريق خيمة التبرعات بالقرب من مجمع أبو دغش، بالإضافة إلى مكتب الجمعية من يوم الأحد وحتى السبت، إذ يفتح المكتب من ساعات الصباح وحتى المساء".

وختم سالم بالقول "منذ وقوع الزلزال جرى تحويل تبرعات، بالإضافة إلى إقامة مشاريع ميدانية ومنها إقامة مأوى مؤقت من خيام أو بيوت متنقلة، إذ أننا عندما سألنا اخواننا السوريين عما ينقصهم أجابوا بكل شيء من جانب مأوى وماء وغذاء وملابس ووقود وأدوات ثقيلة لرفع الركام، حرفيًا كل شيء ينقص".

انتماء وعطاء

وذكر رئيس بلدية أم الفحم، د. سمير محاميد، لـ"عرب 48"، أن "خيمة الطوارئ في المدينة لإعالة إخواننا السوريين والأتراك، جاءت في ظروف صعبة حقيقة، إذ أن الإقبال على هذه الخيمة يفند كل الادعاءات التي تقول إن مجتمعنا عنيف، وما نلمسه في الخيمة والالتفاف الواسع يؤكد أن مجتمعنا بخير ومليء بالتعاضد والانتماء والعطاء وهذه الصفات الحقيقية لمجتمعنا والتي أظهرها الصغار والكبار والشباب والنساء والشيوخ في خيمة التبرعات".

د. سمير محاميد (عرب 48)

وحول مدى جاهزية أم الفحم في حال وقوع هزة أرضية، أكد أن "جاهزية المدينة أعلى مما كانت عليه سابقا، إذ أن هناك وعي وتمارين في كل المؤسسات التعليمية حول كل ما يتعلق بالهزات الأرضية، وهذا أيضا يتعلق بالمؤسسات الرسمية، إذ أننا في البلدية ودون علاقة لزلزال تركيا وسورية كنا قد حددنا يوما خلال الشهر القادم لإجراء تمرين كبير وتجهيز يحاكي حدوث هزة أرضية".

وحول المباني القديمة في المدينة، تطرق محاميد بالقول إلى أنه "قدمنا طلبا من أجل ترميم مؤسسات تربوية قديمة في المدينة، وهناك وعي إذ أن التجهيز ليس كاملا ولكن نحن أفضل مما كنا عليه بالسابق في حال وقوع هزة أرضية".

ولفت إلى أنه "تلقينا الكثير من التعليمات من الجبهة الداخلية خلال الأيام الأخيرة، وبصرف النظر عن حدوث الزلزال فإننا في البلدية دائما نضع التوجيهات والتعليمات والتوصيات وبعد حدوث الزلزال قمنا بتكثيف التعليمات والنشرات تحاكي حدوث هزة أرضية".

ودعا محاميد المواطنين إلى متابعة النشرات الخاصة حول طرق التعامل في حال حدوث هزة أرضية، من أجل المساهمة في التقليل من الأضرار المترتبة من جراء ذلك.

مصاب جلل وأليم

وقال عضو جمعية "الراحمون"، د. أيمن سليمان جبارين، لـ"عرب 48"، إنه "لا شك أن ما حدث في تركيا وسورية جلل ومصاب أليم، إذ حرك مشاعر الإنسانية جمعاء، وعلى مستوى تركيا كان الزلزال بمثابة المصيبة الأكبر خلال القرن الأخير، لذلك قررنا إقامة خيمة الطوارئ لإعالة إخواننا في سورية وتركيا، إذ أن الإقبال كبير وأكاد أجزم أن كل بيت في أم الفحم وفلسطين له رصيد في هذه التبرعات".

د. أيمن جبارين (عرب 48)

وأضاف أن "هذه التبرعات ستذهب إلى توفير الأمور الطارئة، ومنها التغذية والمياه والأغطية في ظل هذا البرد القارس، بالإضافة إلى توفير خيام للعائلات التي دمرت منازلها، وبدورنا سنستمر بالحملة حتى نوفر ما نتمكن لهذه العائلات المتضررة".

وتابع أن "هذه الحملة ستصل إلى الشمال السوري، ونحن نوثق ونصور كل التبرعات وعند وصولها أيضا وماذا أنجز بها، إذ أننا نتعامل مع جمعيات موثوقة وبين الحين والآخر يخرج وفد من جمعيتنا لتفقد التبرعات وأين وصلت وماذا صنع منها".

وختم جبارين بالقول إن "الفلسطينيين عاشوا نكبات وتضييقات مختلفة، لذلك هذا هو الوقت لنكون كالجسد الواحد من أجل إعانة إخواننا المنكوبين، إذ أن الراحمين يرحمهم الله، وهذا الألم الذي أصاب إخواننا في سورية وتركيا لا بد أن يحركنا لإعانة إخواننا المنكوبين".

التعليقات