من الحقوق الفردية إلى الحقوق الجماعية/ بروفيسور يهودا شنهاف

ليس لدي أدنى شك بأن الإنجاز الكبير للتجمع الوطني الديمقراطي هو ترسيخ شعار دولة كل مواطنيها، الذي أحدث انقلابا في المفاهيم السياسية في إسرائيل. كان هذا إنجاز لامع .

من الحقوق الفردية إلى الحقوق الجماعية/ بروفيسور يهودا شنهاف

ليس لدي أدنى شك بأن الإنجاز الكبير للتجمع الوطني الديمقراطي هو ترسيخ شعار 'دولة كل مواطنيها'، الذي أحدث انقلابا في  المفاهيم السياسية في إسرائيل. كان هذا إنجاز لامع .

حتى أولئك الذين يرفضون هذا الشعار يطرحونه من منطلق محاولة دحضة، لكنهم بذلك يزيدون ترسيخه في المفاهيم السياسية كخيار كبديل. لقد تعلمنا بأن الوجه الآخر لكل محاولة شطب هو الترسيخ،  كما حصل في قانون النكبة.

فالقانون الذي كان يهدف لمنع إحياء النكبة جعلها معروفة تقريبا في كل بيت في إسرائيل.

وبالعودة إلى شعار 'دولة كل مواطنيها'- يمكنني الجزم  بأنه لم يعد كافيا في كل ما يتعلق بالديمقراطية والمساواة المدنية. فهو شعار يناسب أكثر المجتمع الليبرالي الذي معظم أفراده  ليبراليون ويمكنهم إرساء العدالة على مستوى فردي للمواطنين. لكن الفلسطينيينن بحاجة أيضا إلى الاعتراف بهم كمجموعة قومية  تكافح ديمقراطيا كجماعة.

هذا الشعار يتطلب سياسية رسمية للفلسطينيين تعمل كجماعة منظمة وموحدة تناضل من أجل الحقوق الجماعية لا الحقوق الفردية فحسب. وهذا هو التحدي الجديد. أي تحدي النظام السياسي الإسرائيلي السائد بوسائل ديمقراطية.

سألني أصدقاء هذا الأسبوع، كيف يغالي العرب ويرفعون علم فلسطين وسط تل أبيب. وهؤلاء حسبما يبدون ولو ظاهريا على الأقل من مؤيدي 'دولة كل مواطنيها' لكنهم شعروا بأن رفع العلم هو عمل استفزازي. الجواب على ذلك هو أن العلم ليس استفزازيا، بل يمثل مجموعة قومية يتاح لها حقوق على المستوى الفردي ( مع أنها تنتهك بشكل دائم) لكن ليس كمجموعة قومية.

هي مجموعة قومية تكافح من أجل الأرض، المدينة، القرية، العمل، الصناعة والحدود. نعم الحدود أيضا، لأن التنكر للحقوق الجماعية للفلسطينيين في إسرائيل مرتبط بشكل غير قابل للفصل بالحقوق الجماعية للفلسطينيين في الضفة الغربية وفي غزة والشتات.

*  بروفيسور لعلم الاجتماع في جامعة تل ابيب

التعليقات