15/01/2007 - 07:45

اعدام صدام خطوة على طريق مهاجمة اميركا لإيران/ شاكر الجوهري

-

اعدام صدام خطوة على طريق مهاجمة اميركا لإيران/ شاكر الجوهري
ليس من مصلحة العرب معاداة ايران، وليس من مصلحة ايران معاداة العرب.
هذه الحقيقة تم تجاهلها سنة 1980، وطوال ثماني سنوات هي عمر الحرب التي استعرت بين ايران والعراق، واستدعت موافقة الخميني على وقفها اجتراح العراق، بقيادة صدام حسين، معجزة كبرى تمثلت في تمكن العراق من منع ايران من تحقيق انتصار عسكري، على الرغم من أن القدرات البشرية العراقية تساوي ثلث القدرات البشرية الإيرانية.
الآن ليس من مصلحة أحد من العرب أو من الإيرانيين تجاهل الحقيقة التي اشرنا إليها في السطر الأول من هذا المقال، خاصة بعد أن رأينا بأم اعيننا اميركا واوروبا وحلفائهم الإقليميين عملوا على اطالة أمد الحرب بين البلدين كل هذه السنين، على قاعدة..عرب ومسلمين.."فخار يكسر بعضه"..!
لكن، حين تتجاهل ايران الترابط الجدلي لمصالحها مع مصالح محيطها العربي، لا يستطيع العالم العربي أن يرى الظهر الإيراني ـ المدار له ـ وجها..!
على مر التاريخ الإستعماري عمل الغرب على مناصرة التيار القومي العربي في مواجهة التيار الإسلامي حين يكون الأخير هو الأقوى، ثم عمل على مناصرة التيار الإسلامي في مواجهة الأخير حين يصبح الأخير هو الأقوى.
هذا التأرجح الإستعماري المتناوب على دعم القومي والإسلامي مثّل التطبيق العملي لنظرية "فرق تسد"، التي ورثتها اميركا عن بريطانيا، وهي ترث مناطق نفوذها في العالم.
اميركا حين قررت ضرب واحتلال العراق سنة 2003، كانت نظرية "الإحتواء المزدوج" نصب عينيها، وكانت ترى وتخطط لتكون ايران هي الهدف التالي للعراق، بعد أن أدت الحرب العراقية ـ الإيرانية إلى زيادة القدرة العسكرية للبلدين، ومضاعفة الخطر الذي يمثلانه على وجود الدولة العبرية.
لهذا، فإن اميركا لن تسمح لإيران بامتلاك القنبلة النووية. وإذا كانت اميركا، اتعاظا من تجربتها المرة في العراق، ليست على استعداد لإرسال قواتها إلى ايران، فإن تقدم البرنامج النووي الإيراني يجعلها على استعداد لإرسال طائراتها وصواريخها لتدك كل معلم للحضارة في ايران.
كي تتمكن اميركا من فعل ذلك، يجب أن تفك أولا أسر قواتها في العراق..بمعنى أن تحول دون انقلاب التنظيمات الشيعية العراقية على قوات الإحتلال إلى جانب بقية فصائل المقاومة العراقية الباسلة. وهذا يتأتى عبر صب الزيت على نار الطائفية والمذهبية في العراق. ولهذا كان قرار جورج بوش اعدام صدام حسين قبل نهاية عام 2006، وتسليمه للحكومة العراقية عشية عيد الأضحى.
اعدام صدام حسين في التوقيت الذي اختاره بوش، وبالكيفية التي توقعتها اجهزته الإستخبارية، يمثل خطوة مهمة لجعل الضربة الأميركية لإيران ممكنة، وذات كلفة أقل..!
الدول العربية التي تضررت كثيرا من موافقتها على، وتسهيلها الإحتلال الأميركي للعراق، تدرك أنه سيلحق بها ضررمماثل، وربما أكيد في حالة تعرض ايران لعدوان جوي اميركي طويل الأمد يستمر لعدة اسابيع أو عدة أشهر.
لا أحد في الدول العربية، خاصة الخليجية، له مصلحة في انتشار الطائفية في ارضه عبر العراق، وعلى اجنحة الطائرات الأميركية المغيرة على ايران. لكن لا أحد في هذه الدول إلا ويرحب بتقليم اظافر ايران ومشروعها الطائفي والمذهبي في العراق.
ما الحل..؟
الحل يكمن في مبادرة ايرانية على محورين اولهما لجم الإمتدادات الطائفية لإيران في العراق، وثانيهما فتح باب التفاوض على اعادة الجزر العربية الثلاث لدولة الإمارات العربية المتحدة.
إن لم تقدم ايران على مبادرة حسن نية مبكرة، ومن هذا العيار، ستؤكل اميركيا وسط ترحيب دول الجوار العربي، كما أكل العراق من قبل..!


التعليقات