31/10/2010 - 11:02

الجرافات والتهدئة واحتمالات الانتفاضة الثالثة؟!!../ نواف الزرو

الجرافات والتهدئة واحتمالات الانتفاضة الثالثة؟!!../ نواف الزرو
على خلاف اعتقاد الجنرال غابي أشكنازي، رئيس أركان جيش الاحتلال، بان لا يؤثر فشل مؤتمر انابوليس على الفلسطينيين، متوقعا "أن لا تندلع انتفاضة في الضفة الغربية إذا ما فشل المؤتمر"، فإن المؤشرات الإسرائيلية والفلسطينية المتراكمة يوميا منذ ذلك الوقت تؤشر إلى انتفاضة فلسطينية ثالثة قادمة على الطريق... والمسألة مسألة وقت وتوقيت فقط...!.
فهل نحن حقا عشية انتفاضة فلسطينية ثالثة في الأراضي المحتلة...؟!!

ديناميكية الأحداث على الأرض الفلسطينية هي الأقوى والأشد وطأة وتأثيراً، فهي أقوى من مليون اتفاق أو تفاهم أو تهدئة على الورق..!.
فعلى الارض الفلسطينية تعمل هناك البلدوزرات الاستيطانية بلا توقف، وتعمل كذلك الخطط العسكرية المتواصلة...!
وحسب التقديرات الأمنية الاحتلالية منذ عام/2006 فـ"إن انتفاضة الحجارة الفلسطينية قد تعود –مرة اخرى – " وأشارت تلك التقديرات الى تصاعد العمليات الفلسطينية خلال المسيرات والمظاهرات ورشق الحجارة والقاء الزجاجات الحارقة "، وكتب المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أليكس فيشمان يقول: "إن الانتفاضة الفلسطينية الثالثة قادمة"، وذلك لأن "شارون -آنذاك- سيواصل سياسة البلدوزرات والاستيطان في الضفة الغربية.."، فهل يختلف الثلاثي اولمرت-باراك-ليفني عن شارون...؟!.
وهل نحن إذن في ضوء كل ذلك على اعتاب انفجار كبير مجدداً وعلى اعتاب الانتفاضة الفلسطينية الثالثة....؟!!

الوضع السائد في الأراضي المحتلة يذكر الوزير عامي أيالون بصيف 2000 عندما حذرآنذاك كرئيس للمخابرات من انتفاضة ثانية، أما الآن فهو يتحدث عن انتفاضة ثالثة، ويقول: "لم نتعلم شيئا من تقرير فينوغراد، لا توجد استراتيجية ولا عملية اتخاذ قرارات، كلنا نتحمل المسؤولية وهذا المحفل لا يقوم بواجبه/عن عكيفا الدار / هآرتس /".

وكان المحلل عوفر شيلح- قد كتب في هذا الصدد في معاريف: "في نظر معظم الإسرائيليين، المفاوضات التي تجري الآن بين إسرائيل والفلسطينيين هي شيء بين ذر الرماد في العيون ومناورة في عدم المعنى، والوضع على الأرض معقد جدا بحيث أنه لا توجد حتى موافقة داخل قوات الأمن والجمهور على إزالة عشرة سواتر ترابية، في هذه الظروف"، مضيفا:" عدم الثقة ينعكس أيضا في الرأي العام الفلسطيني، وبالنسبة للفلسطينيين، فإن اليأس أعمق بكثير وينضم إلى شروط حياتهم القاسية، وهذه ظروف قابلة للانفجار، من النوع الذي أدى إلى اندلاع الانتفاضة الثانية في ايلول 2000، فالشعب الذي يشعر بأن ليس لديه ما يخسر، خاب أمله من زعمائه، من شروط حياته ومن الأمل بالاستقلال، من شأنه أن ينهض حتى حيال أقسى الظروف"، مستخلصا:" أن وجه الانتفاضة الثالثة سيكون مغايرا عن وجه الانتفاضة الثانية، إذ يمكنها أن تؤدي إلى السيطرة السياسية لحماس على الضفة، وإلى تجنيد جماهير جديدة الى الكفاح المسلح، وإلى أمور كثيرة من الصعب توقعها الآن".

وعلى نحو متكامل يحذر الجنرال بنيامين بن اليعزر من مغبة "اندلاع انتفاضة داخل اسرائيل من قبل السكان الفلسطينيين في أراضي الـ48، قائلا:" إن إهمال الحكومات الاسرائيليه المتعاقبة للسكان الفلسطينيين داخل إسرائيل سيؤدي إلى وضع ينتفض فيه سكان أراضي 48 من الفلسطينيين ضد إسرائيل/الصحافة العبرية".

ومن أيالون وبن اليعازر إلى يسرائيل حسون وهو أحد كبار جهاز الشاباك وعضو لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي الذي توقع:"أن يكون اندلاع انتفاضة ثالثة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 وفي الضفة المحتلة أيضا هي مسألة وقت"، وحسب أقواله التي نقلها "موقع المستوطنين 7" عنه:" إنه على الأجهزة الأمنية أن تنتبه أكثر للفلسطينيين داخل أراضي عام 48"، مضيفاً "أن هناك وقودا وغضبا بين المواطنين الفلسطينيين ينتظر الشرارة لينفجر، لذلك على الأجهزة الأمنية الإسرائيلية البدء بردع سكان الـ48 وجمع معلومات استخباراتية عنهم قبل أن يفوت الأوان/الصحافة العبرية/".

وتعزيزا لكل هذه التنبؤات كتب المحلل الاستراتيجي أليكس فيشمان في "يديعوت أحرونوت" تحت عنوان"الهدف انتفاضة ثالثة" يقول: "لم تكن هذه عملية تضحية عفوية، لم تكن انفجارا لمشاعر الإحباط لدى فلسطيني من سكان إسرائيل في ضوء الصور الصعبة التي تصل من غزة. العملية في مدرسة "مركاز هراف" الدينية، كما تقدر اليوم محافل أمنية في إسرائيل خطط لها واعدت قبل جولة العنف الأخيرة في القطاع، وكانت هذه عملية جاهزة كما يقال – عملية كانت ناضجة ولا تنتظر سوى أوامر التنفيذ، والتوقيت الذي تم اختياره وكذا المكان يفترض بهما أن يشعلا نارا كبيرة في الضفة، انتفاضة ثالثة بالتوازي مع الاحداث في قطاع غزة. وهذه مصلحة واضحة لحماس في غزة وبقدر لا يقل لحزب الله أيضا".

وما بين عملية "مركاز هراب" و"عمليتي الجرافات" في القدس عاد فيشمان ليكتب مرة أخرى في "يديعوت أحرونوت" /23 / 7 / 2008 تحت عنوان:"علامات انتفاضة" يقول:" إن حادثة وحيدة حادة ولا سيما في القدس قد تخلق جوا متوترا، ويرى المتطرفون اليهود هذا حجة لأعمال انتقامية، وهكذا تنشب انتفاضة جديدة من غير أن يخطط لها أحد، بعد ذلك بحكمة متأخرة، يميزون دلائلها ويجدون لها فجأة دوافع ومسارات تاريخية".

وانتقالا من احتمالات الانتفاضة الثالثة الى احتمالات التهدئة...!
فعندما تكون "التهدئة" عملياً وقسراً تحت رحمة البلدوزرات والاجتياحات والجدران والاستيطان وفرق الموت الإسرائيلية...! فإن الواضح الملموس أن ديناميكية الأحداث ووتيرة عمل البلدوزرات وبناء الاستيطان والجدران وووتيرة عمل "فرق الموت والاغتيالات" على أرض الضفة، قد تسرع الانفجار الانتفاضي الفلسطيني الثالث، وفلسطين عمليا في حالة مخاض انفجاري كبير متجدد إذا لم يطرأ تغيير جذري حقيقي ملموس على خرائط الاحتلال، وعلى حمى الاستيطان أولاً، وإذا لم تسارع القيادة الفلسطينية والدول العربية والدول الصديقة في العالم إلى كبح دولة وبلدوزرات الاحتلال ثانيا...!

فالمطلوب الوطني الفلسطيني وبالإجماع السياسي من الحائط الى الحائط هو: اجتثاث الاستيطان ورحيل الاحتلال رحيلاً شاملاً، تمهيداً لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الاراضي المحتلة عام 1967..!

التعليقات