31/10/2010 - 11:02

صراع مؤتمرات/ حسام كنفاني

-

صراع مؤتمرات/ حسام كنفاني
محمود عباس في شرم الشيخ و”حماس” في إيران. هذه الصورة يمكن أن تختصر الحال الفلسطيني المشرذم، الذي لا يبدو أن حوارات القاهرة المرتقبة الأسبوع المقبل ستنجح في إنهاء انقساماته. ربما التعويل يكون على التقليل من حدتها ومنع انعكاسها مزيداً من التأزم على الأرض في قطاع غزّة والضفة الغربية.

تصريحات ومعلومات وأخبار كثيرة تواترت خلال الأيام القليلة الماضية، أخذت تطيح الإيجابيات التي خرجت عن اجتماع الحوار الفلسطيني الذي استضافته القاهرة أواخر الشهر الماضي، وتطرح الكثير من علامات الاستفهام حول ما يمكن أن تخرج به اجتماعات اللجان الخمس، وخصوصاً في ملفي الحكومة والأجهزة الأمنية، اللذين طالتهما التطورات، إضافة إلى عقدة العقد، أي ملف منظمة التحرير.

البداية كانت في اجتماع الدول المانحة في شرم الشيخ، حيث تم إغداق الوعود لإعمار قطاع غزّة، لكن بشروط سياسيّة، أقل ما يقال فيها إنها مستحيلة التطبيق، كأن يكون الإعمار بعيداً عن متناول حركة “حماس”، وهو ما لا يمكن أن يحدث لأن الحركة تسيطر أمنيّاً وسياسيّاً على القطاع المكنوب، وأي مشروع سيقام لا بد أن يكون تحت إشرافها وبالتنسيق معها.

الأمر لا يقف عند هذا الحد، بل أعاد المؤتمرون طرح “شروط الرباعية” على الحركة لقبولها عضواً في حكومة “الوفاق” أو “الوحدة” الوطنية المترقب خروجها عن اجتماعات المصالحة، في حال قدّر لهذه الاجتماعات أن تخرج بنتيجة ملموسة. شروط “الرباعية” سبق طرحها، وكان مصيرها الرفض، ولا شيء يوحي بأن تغييرات قد حدثت منذ ذلك الحين إلى اليوم، بل على العكس تماماً، فحركة “حماس” حصّنت موقعها بعد العدوان الأخير على قطاع غزّة، وبعد صمودها في وجه آلة الحرب “الإسرائيلية”، ولسان حالها اليوم يقول “ما لم يؤخذ بالقوة لا يُعطى بالسياسة”.

قد تكون الأمور مستقرة عند هذا الحد، ويمكن القول إن تغييرات طرأت على الطرف الثاني الفلسطيني تسمح بعقد اتفاق المصالحة وفرضه على الخارج الرافض. لكن ما ظهر في الأيام الماضية يبدو مختلفاً، فبين تصريحات عبّاس خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، وكلام نائب رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، موسى أبو مرزوق، في طهران، بالنسبة لشكل الحكومة و”التزاماتها” و”ثوابتها”، لا يبدو أن بادرة اتفاق تلوح في الأفق.

أكثر من ذلك فالرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد كرّس معادلة “الانسان والشيطان” في مقارنته بين مؤتمري شرم الشيخ وطهران، مع ما يمثلان من دول وشخصيات ومنظمات كانت حاضرة في كلا المؤتمرين، وهو ما ردّ عليه أبو مازن بدعوة طهران إلى وقف التدخّل في الشؤون الفلسطينيّة.

بدا واضحاً في المحصلة أن المواجهة بين مؤتمرين يمثلان طرفي الصراع في المنطقة على أرضيّة فلسطينيّة، فالغرب وإيران اختارا هذه القضية للمواجهة، والضحيّة قد تكون المصالحة.



التعليقات