31/10/2010 - 11:02

قمة عربية جديدة..؟؟ فلتكن.. لا بأس!!../ بسام الهلسه

قمة عربية جديدة..؟؟ فلتكن.. لا بأس!!../ بسام الهلسه
قمة عربية جديدة ؟ فلتكن! لا بأس... فانعقادها –على ضآلة ما يرجى منها- خير من عدمه؛ فهو يوقف التراشق والتآمر والتعبئة المضادة –ولو مؤقتاً- بين الأنظمة العربية، ويفرض هدنة فيما بينها على الأقل، وإن كانت مدتها أقل من الهدنة التي قررها عرب الجاهلية وخصصوا لها شهوراً أسموها بـ"الأشهر الحرم"!

* * *
قمة عربية؟ لا بأس! فلتكن! ما دامت تتيح للقادة العرب بضعة أيام للتداول في الشؤون والقضايا العربية العامة، التي لا تسمح لهم انشغالاتهم الجادة المهمة الأخرى، بالبحث فيها، طوال السنة!

ورغم أن "المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين"، وقد لدغنا "مرّات من القمم العربية.."، إلا أننا نقول لا بأس!! لا بأس بالقمة مادامت تفسح لنا المجال لنتذكر بأننا لم نزل أمة واحدة يجمعها الألم والأمل.. وما دامت تذكرنا بنخوة عربية جامعة، تنادى مستجيباً لها القادة أول مرة في العام 1936م، فوجهوا نداء للشعب الفلسطيني بوقف ثورته الكبرى آنذاك ضد الإنكليز واليهود، ودعوه إلى "الإخلاد إلى الهدوء والسكينة اعتماداً على حسن نوايا الصديقة العظمى بريطانيا"!!

وتنادوا مرة ثانية في العام 1948م فأرسلوا جيوشهم لتحرير فلسطين، فكانت "النكبة" إياها...

* * *
وتنادوا من بعد للقاء كثيراً... لقاءات تعرفونها، وتعرفون أيضاً أن الصديقة العظمى بريطانيا، قد حلَّت محلها صديقة "أعظم" هي "الولايات المتحدة"!! وهي -والحق يقال- لا تستطيع، رغم جبروتها، أن تبرم أمراً في بلادنا دون أن تشاور أو –تبلغ على الأقل- قياداتنا!! فلا داعي لأخذ موافقاتهم، فالمرء لا يستأذن في بيته!! وهم –كما عهدناهم- لا يردون طلباً لمستغيث ملهوف؟؟

* * *
لكن، وبدل "إغاثة" أميركا والسعي لنيل رضاها، فليجرب القادة العرب الكرماء، إغاثة شعوبهم الملهوفة المبتلاة، بأن يردوا لها حقوقها المسلوبة في الأوطان، وفي السلطة، وفي الثروة، والحريات، والكرامة... وهي حقوق تواضع البشر الأسوياء على الإقرار بها، ليس في عصرنا هذا فحسب، بل حتى في الجاهلية، الجاهلة التي وُجد فيها من يتعاقد على حلف كـ"حلف الفضول"!!

* * *
نقول: لا بأس، فلتكن القمة، لأننا لا نشك أن بوسع القادة العرب أن يفعلوا وأن يؤثروا، وهو ما شهدناه في الصيف الماضي خلال الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان، عندما نجح وزراء الخارجية العرب في تغيير مشروع القرار الأميركي لوقف إطلاق النار، وشهدناه أيضاً في "اتفاق مكة".

وثمة فرصة نادرة، ثمينة الآن: للضغط على أميركا واستثمار مأزقها في العراق، وأفغانستان، وخلافاتها الداخلية، لتحقيق ما يتناسب مع "مصالحنا" في كل الساحات: في العراق، وفلسطين، ولبنان، والسودان، والصومال التي يبدو أننا نسينا أنها عربية فاقطعناها لأثيوبيا؟؟

* * *
بوسع القادة العرب أن يفعلوا؟!.. هذا صحيح. شرط توفر العزيمة والإرادة، وشرط "تطابق" حسابات "السرايا" مع حسابات "القرايا"، إذا ما عكسنا المثل اللبناني المعروف... بمعنى أن تكون القمة معبرة عن إرادة الأمة...

ولن تتطابق الحسابات، ما دامت "القرايا" العربية مُغيَّبة ومقصاة عن المشاركة في تقرير شؤونها ومصيرها...
ليتقدم "القاع" و "القواعد" العربية إذن، فبغيرهما لن تستقيم، ولن تصلح، أحوال "القمم"...

التعليقات