29/12/2020 - 17:23

اتحاد كتاب وأدباء "فرع فلسطين".. تسطيح الرواية

نختم بالقول إنّ الصهينة التي يتباكى عليها فرع فلسطين الأسدي وأدباؤه ما كانت ستحظى بهذا الانتشار لولا هذا الانحدار الأخلاقي الذي هوت به نخب الأدب والرواية والشعر والثقافة لتسطيح الرواية، بالتطبيع مع مجرم "فرع فلسطين" حليف المطبعين والمتآمرين

اتحاد كتاب وأدباء

غيّب الموت قبل أيام في سجون النظام السوري الروائي الفلسطيني إسماعيل الشمالي، الذي قضى ربع قرن متنقّلًا من سجن صيدنايا وعدرا إلى سجن السويداء، حيث قضى نحبه نتيجة إصابته بفيروس كورونا، نعاه الفلسطينيون على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك أسرته. ودفن في طفس في محافظة درعا.

التفاعل الذي أبداه الفلسطينيون مع موت الشمالي لم يَرُق لاتحاد كتاب وأدباء فلسطين في رام الله ودمشق، حيث نشر توضيحًا على صفحة أمينه العام حول وفاة الشمالي. والتوضيح، في حقيقته، تعتيم أكثر من كونه توضحيًا. تعتيم على موت الفلسطينيين في سجون الأسد ويحمل تبريرًا واضحًا لمقتل الآلاف منهم منذ عشرة أعوام، ومما جاء في بيان "أدباء وكتاب فلسطين " الذي نشره الأستاذ مراد السوداني، أمين عام الاتحاد، على صفحته:

"توضيح حول وفاة إسماعيل الشمالي والردّ تفكيكًا للالتباس

منذ أن عمّمت صحيفة ’القدس العربي’ واستطالاتها خبر الوفاة وما أوردته أن الاعتقال تم على خلفية الرأي لكي يتم إطلاق نار الاتهامات والتخرصات من وراء رحيله رحمه الله نقول: منذ الأمس حتى اللحظة ونحن نتواصل مع كل الجهات الرسمية والنقابية الفلسطينية في دمشق ابتداءً بسفارتنا في دمشق وانتهاءً بالاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين وما بينهما من اتحاد الكتاب العرب وفواعله والكتاب والأدباء الفلسطينيين الذين يحيطون خبرًا بالمشهد الثقافي الفلسطيني في الشام وغيره، فإنّنا نؤكّد ما يلي: أولاً: الراحل الشمالي رحمه الله لم تثبت عضويته في اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين في دمشق وكذلك في اتحاد الكتاب العرب. ثانيًا: سجن بناء على حكم قضائي تفاصيله لدى القضاء السوري وليس بناء على كونه كاتب رأي".

في حيثيات التوضيح الأخرى أن المتوفى تعرض لنوبة قلبية، حسب الاتصالات التي يقول الاتحاد إنّه أجراها مع فرعه في دمشق وإن لا علاقة له بالاتحاد أو بالرواية والجرم الواقعين عليه منذ ربع قرن والمحكوم به مدى الحياة هو "قضائي" بيد السطات السورية التي تعرف تفاصيل القضية، ويستعين اتحاد أدباء فرع فلسطين في رام الله بإعلامي في تلفزيون النظام هو داوود أبو شقرة، ليوضح لهم أن المتباكين بدموع التماسيح من "جماعة عزمي بشارة" على الضحية هم ممّن يقلّبون الأولويّات وبلادهم مستباحة وكذلك عواصم العرب.

البيان مخزٍ بامتياز ويضاف إلى بيانات العار التي يصدرها اتحاد كتاب فرع فلسطين بما يخص مقتلة شعبه في فرع فلسطين، وعلى أيدي جيشه وعصاباته ويحمل بصمةَ الإنكار التي تُميّز بها أعضاء فرع فلسطين في تجويف معاناة شعبهم في سورية، روائيين وشعراء وكتاب أعمدة وفناّنين، المتوفى ليس عضوًا في الاتحاد، لكن لا بأس أن يغيب ربع قرن وراء القضبان. حسنًا، وماذا عن البقيّة؟ وهو سؤال توجهت به مباشرة إلى السيّد السوداني، الذي قام بشطب السؤال وحظره. بكل الأحوال لا ينتظر الفلسطيني أجوبة الأخلاق والضمائر من اتحاد أدباء فرع فلسطين الذي يشهد "وحدةً" للمرة الأولى مع فرعه في دمشق على تثبيت رواية الأسد وأجهزته وجلاديه، وهي مهمّة قام بها جزء كبير من أعضائه خلال السنوات الماضية.

بقية المعتقلين والقائمة الطويلة التي يتصدّرها المعتقل المقدسي وليد العبد بركات من مواليد 1955، والمعتقل منذ العام 1982 في سجون النظام وهو ليس عضوًا في أي اتحاد أو منظمة حزبية يرى أدباء فلسطين على الطريقة البعثية وجوب الانخراط التدجيني فيها، فضلًا عن القائمة الطويلة لأسماء الضحايا في فرع فلسطين وبقية الفروع الأمنية التي سُلِخَت أجساد البشر فيها وهم لا ينخرطون في عضوية أدباء فرع فلسطين، لكنّهم فلسطينيون، وذووهم وأحبّتهم منخرطون في "المؤامرة"، ويمتلكون دموع التماسيح ويوثّقون موتهم ارتباطًا بأموال تشغيلهم ويبدو أنّ.. "وراء الأكمة ما وراءها".

كل حرف وكل كلمة وفاصلة في بيان أدباء فرع فلسطين يمثّلون سياط وسكاكين فرع فلسطين على أجساد الضحايا وتعكس مخالب المثقفين المغروزة في جرح الضحية، من مخيم اليرموك وبقية المخيمات الفلسطينية، أطباء ومهندسين ومعلمين وممرضين وناشطين في العمل الإغاثي، وشبابًا وشابّات جثثهم تقطعت ونساء اغتصبت في فرع فلسطين وقائمة الأسماء موثّقة، ومن العار - بعد عشرة أعوام - أن يدور النقاش مجدّدا لاستيضاح بوصلة الأخلاق عند نخب فرع فلسطين، فهي بوصلة تشير إلى سفّاح الفلسطينيين وتمجّد جرائمه. والأنكى من كل ذلك أنّ فرع الأدباء بنصفيه الموزعين بين رام الله وفرع فلسطين في دمشق، يحملن نفس الرواية التي حملها أبواق الأسد في وصف الضحايا وإنكارهم "لا يوجد فرع لفلسطين في خريطة الزنازين الأسدية" وكل مخبر عن ضحيته وعن موته فهو إما مفبرك أو مرتهن للمال الخارجي.

ماذا ترك أدباء فرع فلسطين للّوبي الصهيوني من استعارات لدعم الأسد لم توظف؟ غير انتظام ووحدة ودعم لجرائمه، لا يسمعون من الضحايا. آذانهم وقلوبهم مع الجلاد.

خاتمة بيان السيد السوداني أن الذي خاطبه بدمشق يقول له إن الشمالي غير معروف، مع أنّ القضية ليست مهنة أو انتماء، إنما الاعتقال، فقلنا له هل تعرف باسل خرطبيل وحسان حسان وموعد موعد عضو إقليم حركة فتح، وسميرة ورامي ومحمود وحسان ومأمون السهلي والأطباء هايل حميد و علاء الدين يوسف، ونزار حمارنة، وأسامة عمر... وغيرهم؟

نختم بالقول إنّ الصهينة التي يتباكى عليها فرع فلسطين الأسدي وأدباؤه ما كانت ستحظى بهذا الانتشار لولا هذا الانحدار الأخلاقي الذي هوت به نخب الأدب والرواية والشعر والثقافة لتسطيح الرواية، بالتطبيع مع مجرم "فرع فلسطين" حليف المطبعين والمتآمرين، وبطل كتاب وأدباء فرع فلسطين في دمشق ورام الله.

التعليقات