02/04/2022 - 09:51

مساعي إسرائيل لإخفاء الاحتلال

لا تمثل التحذيرات التي بدأ بثها في إسرائيل منذ منتصف الشهر الماضي، عبر تقارير صحافية، من "مخاوف إسرائيلية من ارتفاع حدة التوتر واشتعال الأوضاع في القدس والضفة الغربية"، سوى مناورة إسرائيلية جديدة بغطاء "أمني" لتحقيق عدة غايات.

مساعي إسرائيل لإخفاء الاحتلال

(أ ب)

لا تمثل التحذيرات التي بدأ بثها في إسرائيل منذ منتصف الشهر الماضي، عبر تقارير صحافية، من "مخاوف إسرائيلية من ارتفاع حدة التوتر واشتعال الأوضاع في القدس والضفة الغربية"، سوى مناورة إسرائيلية جديدة بغطاء "أمني" لتحقيق عدة غايات.

وتصب كلها في خدمة الاحتلال وتكريسه وتثبيت "حالة الوضع القائم" بمعزل عن وصف إسرائيل كحالة احتلال عسكري واستعماري احتلالي، وصرف الأنظار عن واقع الاحتلال بما يخدم مساعي وجهود التطبيع مع الدول العربية المختلفة، سواء التي سارت تحت مظلة "اتفاقيات أبراهام" أم التي كانت سبقتها بعقود مثل مصر والأردن، وبينهما أيضًا منظمة التحرير من خلال اتفاق أوسلو.

واللافت في كل خطاب التحذير الذي صدر أول مرة عن قائد ألوية "يهودا والسامرة" العقيد أفي بلوط، هو الزج بالعنصر الديني ممثلًا بشهر رمضان كدافع أساسي وحاضنة دينية لإثارة عمليات ضد إسرائيل. ويقزم ذلك حقيقة المقاومة الفلسطينية للاحتلال، ويحشر عمليات المقاومة بـ"الحوض المقدس" في القدس، وبدوافع دينية، بشكل يتيح للدول المطبعة التضامن مع الأمن الإسرائيلي للاحتلال ونبذ التطرف الديني والدعوة إلى الحوار.

وهو ما تم لمسه في "قمة النقب"، عندما تسابق وزراء خارجية أربع دول عربية لاستنكار عملية بئر السبع ثم عملية الخضيرة، فيما تجاهل وزير الخارجية الإسرائيلي، يائير لبيد، في بيانه الختامي، في "قمة النقب"، الذي تضمن دعوة الفلسطينيين للانضمام إلى منتدى النقب، بعد أن ينبذوا الإرهاب والتطرف، أي إشارة أو تجاوب، لو من باب المجاملة الدبلوماسية، لحديث الوزراء العرب عن حل الدولتين.

ولا يبدو هذا الزج غريبًا عن الدبلوماسية الإسرائيلية فهو يصورها خاصة وهي تفاخر بخطواتها لـ"تحسين ظروف المعيشة" والموازنة بين حياة السكان العاديين، وبين محاربة "المتطرفين والإرهابيين"، وكأنها دولة طبيعية لا تحتل شعبًا آخر، ولا تحارب مقاومة شرعية للاحتلال، ويساندها في ذلك الخضوع العربي الذي مثلته "قمة النقب"، وما تبعها وسبقها من حمل رسائل من وإلى القيادة الفلسطينية، سواء عبر عمّان أم عبر مصر، لتحذير السلطة الفلسطينية في رام الله وحماس في القطاع، من خطر اشتعال الأوضاع في "المنطقة التابعة لكل منهما".

وعليه يمكن القول من دون أي تردد إن الحملة الإسرائيلية الأخيرة تحت ستار تخفيف التوتر ليست أكثر من ستار لإخفاء وجود الاحتلال، والأهم من ذلك مطالبته الفلسطينيين بالخضوع والخنوع والتنازل عن مقاومة الاحتلال "غير الموجود أصلاً" بحسب الرؤية الإسرائيلية.

التعليقات