27/04/2025 - 11:37

البابا فرنسيس: بين محبة الشعوب وغضب الحكومات...

صرّح البابا فرنسيس في السابق إن "ما يحدث في غزة ليس حربًا، بل إرهاب ووحشية وظلم. وإسرائيل تقصف الأطفال وتقتلهم بالأسلحة الرشاشة. وما يحدث في غزة يحمل سمات الإبادة الجماعية"...

البابا فرنسيس: بين محبة الشعوب وغضب الحكومات...

(Getty)

أمس السبت، حضر العديد من الملوك ورؤساء الدول جنازة البابا فرنسيس، الذي توفي في 21 نيسان/أبريل الجاري في الفاتيكان. وكان تمثيل إسرائيل متواضعًا للغاية، مُمثّلًا بسفيرها لدى الفاتيكان، مما يمثل انخفاضًا في المستوى منذ جنازة البابا يوحنا بولس الثاني الأخيرة في عام 2005، عندما مثّل إسرائيل رئيسها ووزير خارجيتها.

وأثار هذا الانخفاض غضب الفاتيكان والمسيحيين في الأرض المقدسة. وأعرب كبار مسؤولي الفاتيكان عن خيبة أملهم من تعامل إسرائيل مع جنازة البابا فرنسيس الراحل، مشيرين إلى أن مستوى التمثيل الإسرائيلي الرسمي لا يتناسب مع الحدث، ومخزٍ، ومسيء للمسيحيين.

كما حضرت وفود رسمية تمثل كنائس مسيحية أخرى وأديان مختلفة، مما يعكس مكانة البابا الراحل كرمز عالمي للسلام والحوار بين الأمم والأديان. ويُعد البابا فرنسيس أحد أبرز القادة الروحيين في التاريخ الحديث. ويُعرف بمواقفه الإنسانية الداعمة للفقراء والمحتاجين والمهاجرين، بالإضافة إلى مبادراته للتقريب بين الأديان، وتعزيز العدالة الاجتماعية والسلام العادل، ونصرة المظلومين، ومعارضة الصراعات المسلحة.

وصرّح البابا فرنسيس في السابق إن "ما يحدث في غزة ليس حربًا، بل إرهاب ووحشية وظلم. وإسرائيل تقصف الأطفال وتقتلهم بالأسلحة الرشاشة. وما يحدث في غزة يحمل سمات الإبادة الجماعية". وكان البابا يتواصل باستمرار مع أهالي قطاع غزة، ويرفع معنوياتهم عبر الاتصالات الهاتفية، ويساهم في دعم وتشجيع إرسال المساعدات الإنسانية.

وبعد أسابيع قليلة من 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، دعا الفاتيكان إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة. وفي بيانه، أعرب البابا فرنسيس عن قلقه العميق إزاء الوضع الإنساني في فلسطين، قائلًا: "بقلق بالغ، أتابع الوضع الإنساني في قطاع غزة، حيث يُسبب العنف معاناةً بالغة للسكان المدنيين. إن سكان قطاع غزة في حاجة ماسة إلى المساعدة الإنسانية. ولقد تسبب القصف الإسرائيلي في أضرار جسيمة للبنية التحتية المدنية، مثل المستشفيات والمدارس والمنازل. كما أن الوصول إلى الغذاء ومياه الشرب والكهرباء مُقيد بشدة. وأدعو أطراف النزاع إلى وقف العنف والسعي إلى حل سلمي للصراع. كما أدعو المجتمع الدولي إلى الالتزام بمساعدة المحتاجين. والكنيسة الكاثوليكية ملتزمة بمساعدة من يُعانون في غزة. ومن خلال وكالة المعونة الإنمائية التابعة للكرسي الرسولي، أرسلنا مساعدات إنسانية بقيمة 100,000 يورو. تشمل هذه المساعدات الغذاء ومياه الشرب والأدوية ومواد البناء. كما نعمل مع المنظمات المحلية لتوزيع المساعدات على العائلات الأكثر تضررًا من العنف. وأدعو من أجل السلام في غزة وجميع الذين يُعانون في المنطقة".

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2023، ترأس البابا فرنسيس اجتماع صلاة في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان من أجل السلام في غزة. وجدد دعوته للصلاة من أجل المتضررين من الحروب في أوكرانيا والأرض المقدسة، قائلًا: "هذه ليست حربًا، هذا إرهاب". بهذه الكلمات، وصف البابا فرنسيس الحرب في الأرض المقدسة.

وفي كلماته للمؤمنين المجتمعين في ساحة القديس بطرس خلال لقاءاته العامة العديدة أيام الأربعاء، وجّه البابا أفكاره إلى المتضررين في الأرض المقدسة. ومن هذا المُنطلق، وكما ذُكر سابقًا، كان سفير إسرائيل لدى الكرسي الرسولي، يارون سيدمان، المسؤول الوحيد الذي مثّل إسرائيل في جنازة البابا. ولم تُرسل إسرائيل أي مسؤولين رفيعي المستوى، مثل رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أو الرئيس إسحاق هرتسوغ، لحضور الجنازة، وهو قرار اعتبره الكثيرون تأكيدًا على الخلاف بين إسرائيل والفاتيكان، نظرًا لتصريحات البابا الراحل ضد الحرب في غزة.

وواصل الفاتيكان إرسال المساعدات إلى قطاع غزة. وفي سنواته الأخيرة، التقى البابا فرنسيس بوفود من المتضررين من الحرب، وخاصةً من أرمينيا وإسرائيل وفلسطين وأوكرانيا. وصلّى من أجلهم ومن أجل السلام بين الأرمن والأذربيجانيين، والإسرائيليين والفلسطينيين، والأوكرانيين والروس. وخلال سنواته الاثنتي عشرة كحَبر أعظم، نال البابا فرنسيس إعجاب ومحبة المسيحيين والمسلمين وأتباع الديانات الأخرى، وحتى الملحدين.

التعليقات