22/11/2009 - 11:10

حينما يكون الاحتلال بأسره أحادي الجانب!../ نواف الزرو

حينما يكون الاحتلال بأسره أحادي الجانب!../ نواف الزرو
ربما لم يحدث على امتداد سنوات المفاوضات الـ18السابقة بين الفلسطينيين و"إسرائيل" أن قامت قيامة تلك الدولة على مستوى الحكومة والكنيست والأحزاب والإعلام كما قامت وتحركت مؤخرا تهديدا ووعيدا للسلطة على تجرئها فقط الإشارة إلى إمكانية اللجوء إلى مجلس الأمن في قضية الدولة الفلسطينية...!

فقد دخلت السلطة الفلسطينية من وجهة نظرهم حقل ألغام وتجاوزت المحرمات، واعتبرت خطوتها التي لم تتم –حتى الآن- أحادية الجانب، ما يستدعي من جهتهم اتخاذ خطوات أحادية الجانب بالمقابل...!.
وكأن السلطة بذلك اقترفت محرقة أو جريمة لا تغتفر عندما تتحدث عن اللجوء إلى الأمم المتحدة.. تصوروا...!

- رئيس وزرائهم نتنياهو يعلنها في كلمة ألقاها في "منتدى سابان "في القدس/16/11/2009 بـ"أن أي خطوات أحادية الجانب من الطرف الفلسطيني سوف تؤدي فقط إلى نسف إطار الاتفاقيات بين الجانبين.. وربما ستقابل بخطوات أحادية الجانب من قبلنا".
- وزير البنى التحتية عوزي لانداو يعزز" إن المبادرة لإقامة دولة فلسطينية من جانب واحد هي وقاحة"، معتبرا أنها "خطوة عدائية تهدف إلى إحباط فرص إجراء مفاوضات ثنائية"، داعيا إلى "ضم المناطق المحتلة عام 1967 كافة إذا قرر الفلسطينيون اتخاذ خطوة من جانب واحد".

ومن جانبه قال وزير الداخلية، إيلي يشاي" إن هناك خيارات إسرائيلية للرد على خطوة فلسطينية من جانب واحد".
ونائب رئيس الوزراء سيلفان شالوم يضيف: "على الفلسطينيين أن يدركوا أن خطوات من جانب واحد، لن تأتي بالنتائج التي يتوقعونها"، مهددا "بأن كل خطوة فلسطينية سيكون سترد عليها إسرائيل بالمثل".
ووزير الإعلام والشتات، يولي أدلشتين يتوعد"إن الفلسطينيين ما زالوا يتوقعون أنه عن طريق الإرهاب والتصريحات المتطرفة يمكنهم تحقيق إنجازات، آمل ألا يتجاوب المجتمع الدولي معهم".

الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز يعرب عن "معارضته لنية الفلسطينيين التوجه لمجلس الأمن مطالبين بالاعتراف بدولة في حدود عام 1967" قائلا إنه "لا يمكن إقامة دولة فلسطينية دون اتفاق سلام". وأضاف بيريز في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي"إن "مجلس الأمن لا يمكنه أن يغير قراراته كل أسبوع، وإلا فإن قراراته لن تحترم"! وتابع: "إن الأمم المتحدة اتخذت في نوفمبر عام 1947 قرارا بإقامة دولتين، يهودية وعربية، إلا أن العرب هم من لم يقبلوا".

وهدد وزير البيئة الإسرائيلي جلعاد اربان بـ"وقف تحويل الأموال للسلطة الوطنية، وإعادة تكثيف الحواجز العسكرية للجيش على مداخل القرى والبلدات الفلسطينية في الضفة، إذا ما أعلن الفلسطينيون دولة من طرف واحد" مؤكدا انه" لن نسمح للفلسطينيين بإعلان دولة من جانب واحد ثم يضيعونها؟".

وقال وزير الصناعة والتجارة بنيامين بن اليعيزر" لا أريد أن افسد عليكم حفلتكم لكن الواقع لا يبشر بخير ويتوجب علينا استئناف عملية السلام بالقوة".
وهاجم وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، خطة رئيس الحكومة الفلسطينية في رام الله، سلام فياض، الإعلان عن دولة فلسطينية خلال سنتين، وهدد بـ"رد إسرائيلي على إن ذلك سوف يجر ردا إسرائيليا".
وقال ليبرمان "إن مبادرات الفلسطينيين أحادية الجانب لا تساهم في خلق حوار إيجابي بين الطرفين، وفي حال جرى الدفع بمبادرة فياض فلن يكون ذلك بدون رد إسرائيلي/31/8/2009 ".

وانضمت إليهم زعيمة المعارضة الإسرائيلية تسيبي ليفني موضحة "أن نية الفلسطينيين الإعلان عن دولة فلسطينية من جانب واحد ليس مقبول إسرائيلياً / الأربعاء 18/11/2009 ".

ولم تتوقف المعارضة للدولة الفلسطينية على "إسرائيل"، بل انضمت إليها الإدارة الأمريكية منحازة على نحو يتعارض مع كل وعود وتعهدات الرئيس أوباما، فأكدت:"أنها ترفض مساعي الجامعة العربية لإعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد".

وكذلك فعل الاتحاد الأوروبي الذي لحق بالإدارة الأمريكية معارضا النية الفلسطينية بالتوجه إلى مجلس الأمن بشأن الدولة، فاعتبر الاتحاد الأوروبي الطلب الذي تقدمت به إليه السلطة الفلسطينية لدعم مساعيها بهدف اعتراف مجلس الأمن الدولي بقيام دولة فلسطينية مستقلة "سابقا لأوانه".

إلى كل ذلك- يتجاهل العالم الأمريكي الأوروبي الأممي أن تلك الدولة الصهيونية قامت بالأصل عبر مخططات مشاريع وخطوات وحروب أحادية الجانب، وعبر سياسات تطهير عرقي ومجازر جماعية اقترفتها ضد أطفال ونساء وشيوخ وشبان فلسطين وعبر تدمير المجتمع المدني العربي في فلسطين على نحو أحادي الجانب...!

فنحن عمليا أمام نحو قرن من الزمن من الحروب والمجازر والمحارق الصهيونية أحادية الجانب..!
وتثور ثائرتهم ويهددون ويتوعدون الفلسطينيين بالويل والثبور إن هم تجرأوا على التوجه إلى مجلس الأمن أو على الإعلان –سياسيا وإعلاميا- عن إقامة الدولة الفلسطينية ...!
فمنذ نشأتها ربطت الحركة الصهيونية ما بين ثلاثية الهجرة والأرض والاستيطان، فوضعت المخططات لتهجير اكبر عدد من يهود العالم الى فلسطين للاستيلاء على الأرض العربية الفلسطينية واستعمارها وذبح وتهجير أهلها في إطار مشروع صهيوني أحادي الجانب..!
واعتمدوا في ذلك عسكريا وامنيا واستعماريا استراتيجية الحروب أولا ودائما واستراتيجية الإرهاب والمجازر الدموية الجماعية واستراتيجية تهجير السكان وتهويد المكان ...؟!!

وعلى مدى سنوات الصراع طوروا حروبهم ليستندوا فيها إلى استراتيجية الاجتياحات وإعادة تشكيل المشهد الفلسطيني والى استراتيجية الجدران، فـ"في كل صباح عندما يفتحون-أي الفلسطينيون- النافذة يرون خطوات أحادية الجانب من طرف إسرائيل: فبناء المستوطنات هو عمل أحادي الجانب، عنيف وعدواني، حقيقي وملموس، لا متبادل ولا رمزي، وفك الارتباط كان عملا أحادي الجانب، والبناء في شرقي القدس والسيطرة على منازل الفلسطينيين هما عملان أحاديا الجانب، الطرق الالتفافية التي يحظر على الفلسطينيين السفر فيها هي شق أحادي الجانب للطرق، الاحتلال بأسره – ماذا هو إن لم يكن عملا أحادي الجانب متواصل/ موريا شلوموت / إسرائيل اليوم".

وانتقالا إلى أكذوبة عملية السلام والمفاوضات تبنت الدولة الصهيونية دائما استراتيجية أحادية الجانب هي استراتيجية "اللاءات" و"المفاوضات بلا جداول زمنية" أو "مواعيد مقدسة"، فنحن في الحقيقة أمام مشهد سياسي ومسار تفاوضي عقيم حينما تكون كل المفاوضات والمؤتمرات السلامية بلا "جداول زمنية" ملزمة، وبلا "مواعيد مقدسة " تحترمها الأطراف، فنحن بالتالي أمام طريق مسدود حتما، وأمام مفاوضات عقيمة متأزمة تتنفس تحت الماء، وأمام خيبات أمل فلسطينية وعربية متلاحقة، وحسابات فلسطينية مرتبكة، لم تتطابق فيها أبداً حسابات الحقل مع حسابات البيدر، الأمر الذي يبقي الملفات مفتوحة على كافة الاحتمالات بما فيها الاحتمال المرجح دائما في ظل الاحتلال بلا أفق سياسي استقلالي، وهو حتما الانتفاضات والمواجهات واسعة النطاق.
فحينما يكون الاحتلال بأسره أحادي الجانب، وفي مواجهة مثل هذه الحروب الصهيونية المفتوحة وأحادية الجانب على الشعب والقضية والحقوق يطرح على الأجندات الفلسطينية العربية بقوة ذلك السؤال الكبير المزمن:
لماذا لا يلملم الفلسطينيون والعرب أوراقهم وأسلحتهم وهي كثيرة للدفاع عن أنفسهم وللتصدي لتلك الحروب الصهيونية المفتوحة...؟!.
فهزيمة الاحتلال بأعبائه وأثقاله وترجماته وحقائقه على الأرض تحتاج إلى خطة واستراتيجية وإرادة عربية حقيقية...!

التعليقات