08/12/2009 - 09:37

المعركة على زعامة نتانياهو../ مصطفى إبراهيم

المعركة على زعامة نتانياهو../ مصطفى إبراهيم
تدور معركة بين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو والمستوطنين على إثر قرار الحكومة المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية تعليق إصدار تصاريح لبناء مساكن جديدة في مستوطنات الضفة الغربية لمدة عشرة شهور.

وتدور معركة على زعامة نتانياهو وعدد من أقطاب "وزراء" وأعضاء حزب " ليكود "، ويرى معلقون إسرائيليون أن هذه المعركة تأتي في إطار سعي كل المحتجين لتسجيل نقاط في أوساط المعسكر اليميني المتشدد في الحزب، وليس احتجاجاً سياسياً حقيقياً، وأن هذه الاحتجاجات لا تهدد زعامة نتانياهو بل تعزز من قرار الحكومة أمام العالم، وتظهر المشاكل والمصاعب التي يواجهها نتانياهو في تقديم تنازلات للفلسطينيين.
إلا أن بعض المعلقين الإسرائيليين يرون أن نتانياهو يحارب على العمود الفقري لقيادته اليمين.

وبرغم من أن نتانياهو نجح في تحييد وإقناع أكثر الوزراء تشدداً في "ليكود"، وهم وزير الشؤون الإستراتيجية موشي يعالون، ووزير الدولة بيني بيغين العضوين في الحكومة الأمنية المصغرة وفي "الهيئة الوزارية السباعية"، بتأييد قرار تعليق البناء. وعلى الرغم من الموقف الذي اتخذه يعالون مسبقاً بإعلانه معارضته لأي نوع من تجميد الاستيطان، إلا أنه لم يحسم أمره بشكل تام فهو يضع قدم مع نتانياهو بتأييده القرار، والقدم الأخرى لدى المستوطنين بهروبه من مساندة نتانياهو بقوة.

وكان ثلاثة نواب في ليكود الذين أطلق عليهم "النواب المتمردون الثلاثة"، وهم داني دانون وتسيبي حوتوبيلي ويريف لفين، وقام دانون بجمع تواقيع 500 من أعضاء مركز "ليكود" على عريضة تطالب بالتئام اللجنة المركزية للحزب لبحث موضوع تعليق البناء والتصويت عليه.
ويعتزم المتطرف موشي فيغلين من "أمناء أرض إسرائيل" داخل ليكود تصعيد النشاطات الاحتجاجية ضد نتانياهو.

ومقابل تأييد يعالون الذي اعتبر قرار الحكومة مناورة سياسية أرادها نتانياهو في إطار علاقاته بأصدقاء إسرائيل في العالم، وصمت بيغين الذي شدد في تبريره التأييد بأنه خلال الشهور العشرة المقبلة سيتم بناء آلاف الشقق في يهودا والسامرة، وسيتم بناء مبان عامة مهمة تتعلق بنسيج الحياة وتتيح إجراء حياة طبيعية.

يقارن معلقون إسرائيليون بين ما يدور الآن من معركة بين نتانياهو والمستوطنين، وما دار من معركة بين المستوطنين ورئيس الوزراء السابق أرئيل شارون عندما أعلن خطة الانسحاب الأحادي الجانب من قطاع غزة، شارون وجد بجانبه أقطاب الحزب أمثال تسيبي ليفتي، و إيهود أولمرت و شاؤول موفاز، بالإضافة إلى ضباط كبار في الجيش، ونجح شارون في قيادة اليمين.

أما نتانياهو فهو وحيد، حتى أولئك الوزراء الذين ساندوه في القرار تركوه، بما فيهم الوزير إسرائيل كاتس الذي اختفى، ويعالون هرب من المعركة في مواجهة المستوطنين.

وأصبح زعيم اليمين وحيداً لا يجد من يسانده وهذا ما سيمكن المستوطنين من لي ذراع نتانياهو، و لا يكفي أن يكون شركاؤه في الحكومة مساندين له من وزراء حزب العمل أمثال وزير الأمن إيهود بارك وبنيامين بن العيزر، وإسحق هرتسوغ، ويتساءل بعض المعلقين هل سيقف هؤلاء لمساندة زعيم كريزماتي يقود ليكود؟
ومن الوزراء الطامحين لقيادة المعارضة لنتانياهو، سيلفان شالوم الرجل الثاني في حزب ليكود، ونائب رئيس الحكومة الذي يعتبر قرار الحكومة لا لزوم له و لن يعيد الفلسطينيين إلى مائدة المفاوضات.

ومن الوزراء المحتجين على قرار الحكومة وزير البيئة غلعاد اردان، ووجّه نقده إلى وزير الأمن زعيم حزب "العمل" ايهود باراك على خلفية توزيعه أوامر تعليق البناء على رؤساء 14 مستوطنة، واتهم اردان وبعض نواب ليكود أن باراك يستعجل إصدار الأوامر لاعتبارات سياسية، ولإرضاء نواب حزبه المعارضين رؤيته في حكومة يمينية.

الوزير الوحيد الذي عارض قرار الحكومة المصغرة هو عوزي لنداو (إسرائيل بيتنا)، طعن في القرار وطالب بإقراره في الهيئة الموسعة للحكومة وقال نحن بصدد مسألة مركزية في صلب جدول أعمال الدولة، ومن المهم أن تعطى الفرصة لجميع الوزراء للتعبير عن مواقفهم.

الوزير العمالي اسحق هرتسوغ دافع عن قرار الحكومة، واعتبره مستوجباً في ظل الوضع الاستراتيجي الصعب الذي تعيشه إسرائيل، وقال: "نحن بصدد قرار مهم غير مسبوق من شأنه أن يغير ملامح الشرق الأوسط، الكرة الآن في ملعب أبو مازن".

فهل ستكون الكرة في ملعب الرئيس عباس في ظل المعارضة الإسرائيلية الداخلية حتى لتعليق إصدار أوامر البناء وليس تجميد ووقف الاستيطان نهائياً؟ أما سيتخذ الرئيس عباس ومعه حركة حماس خطوات إيجابية لبناء الثقة، وإنهاء الانقسام وتعرية الوجه الحقيقي لحكومة إسرائيل وقطع العمود الفقري للاحتلال.

التعليقات