13/12/2009 - 16:08

المستوطنون- اسرائيل-2../ نواف الزرو

المستوطنون- اسرائيل-2../ نواف الزرو
عن أخطر تطورات المشهد الفلسطيني في الضفة الغربية، وبما يتعلق بجنون إرهاب المستوطنين اليهود نقرأ العناوين التالية:
- وثيقة للمستوطنين- لا تسمحوا للعرب بقطف الزيتون-معاريف -الأحد 27 / 9 / 2009 .
- المستوطنون يبدأون حربهم السنوية على الزيتون الفلسطيني - الثلاثاء 29/9/ 2009.
- المستوطنون يحرقون مزارع الزيتون في الضفة-الأحد - 11/10/ 2009
- مئات المستوطنين يهاجمون قاطفي الزيتون في قريوت جنوب نابلس -الثلاثاء 27 / 10 / 2009 م
- المستوطنون يهاجمون منازل في بيت صفافا ويجرحون 5 مواطنين- وكالات -2009/10/31
المستوطنون يهاجمون قرية عراق بورين ويغلقون طريقا غرب المدينة -وفا –
- فتوى إسرائيلية تبيح سرقة محاصيل الفلسطينيين، فنقلت صحيفة معاريف الإسرائيلية (الجمعة 4 / 12 / 2009) فتوى للحاخام "شلومو ريسكين"، مدير المعهد العسكرى الدينى، فى مستوطنة (كرنيه شمرون)، شمال الضفة الغربية لطلابه من الجنود بجواز نهب محاصيل الزيتون من الفلسطينيين وجواز تسميم آبار مياههم.
المستوطنون يعدمون أشجار زيتون في قرية ام سلمونه -لأحد 6 / 12 / 2009 م
- المستوطنون يضرمون النار بمنازل ومركبات فلسطينية في قرية عينابوس جنوب نابلس- 6/12/2009
- المستوطنون يحرقون مسجدا في قرية ياسوف شمال الضفة فجرا ويتوعدون بالمزيد-الجمعة 11 / 12 / 2009

هذا الإرهاب المنفلت الذي يشنه المستوطنون المستعمرون اليهود ضد الفلسطينيين في أنحاء القدس والضفة، والذي وصل ذروته باحراق المسجد في قرية ياسوف، ليس عفويا أو ردة فعل على فعل فلسطيني مثلا، وإنما هو إرهاب مبرمج مخطط مبيت مع سبق الترصد، وهو إرهاب منفلت بلا رادع وبلا عقاب من أي جهة، فلو كان هناك من يردع دولة الاحتلال بالأصل لما شهدنا مثل الإرهاب الاستيطاني المنفلت.

والأهم والأخطر أن هذا الإرهاب الاستيطاني إنما هو جزء عضوي تفرخه ما أصبحت تسمى"دولة المستوطنين" في الضفة.

وعندما نتحدث عن دولة المستوطنين اليهود الإرهابية القائمة في أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة، فإننا لا نبالغ في ذلك أبداً، ذلك أن المستوطنات اليهودية المنتشرة في أنحاء الضفة عبارة عن ترسانات مسلحة أولاً، وعبارة عن مستنبتات او دفيئات لتفريخ الفكر السياسي والأيديولوجي الإرهابي اليهودي ثانياً، ودفيئات أيضاً لتشكيل وانطلاق التنظيمات والحركات الإرهابية السرية في نشاطاتها وممارساتها الإرهابية ثالثا، فضلاً عن كونها تتكامل مع الحكومات الإسرائيلية ونهجها الاستيطاني والتنكيلي ضد الفلسطينيين رابعاً، فالحقيقة الساطعة المتمثلة بالتعاون والتكامل القائم بين الجانبين، فلا تعارض ولا تناقض قطعاً ما بين الدولة الإسرائيلية الرسمية بمؤسساتها وأجهزتها السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والإدارية والمالية، وسياساتها الاستيطانية، وما بين دولة المستوطنين اليهود المنفلتة في الأراضي الفلسطينية المحتلة".

وعنـدما نتحدث عن المستوطنين اليهود، فإننا إنما نتوقف عند حقيقة الصفات والخصائص الأساسية ومنها العنصرية والفوقية والإرهابية التي ميزت ودمغت الحركة الصهيونية والتنظيمات الصهيونية والتاريخية، فـمشروع الاستيطان اليهودي ترجمة صارخة للاستراتيجية الصهيونية على الأرض الفلسطينية، ودولة المستوطنين هي نتاج عملي لتلك الترجمة.

وعندما نتحدث عن دولة المستوطنين اليهود، فإننا نتحدث عن مسلسل لا حصر له من الانتهاكات والممارسات الإرهابية الدموية التنكيلية والتدميرية الجامحة المنطلقة من قلب المستوطنات اليهودية، وكلها تجري بصورة سافرة تحت سمع وبصر وحماية الحكومة والجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية.

فبعد أن كان الشعب الفلسطيني يواجه منذ الاحتلال الإسرائيلي ودولة الاحتلال بكل عناوينها وأعبائها من الآلة العسكرية الحربية إلى الإجراءات الإدارية إلى الحصارات والأطواق والحواجز التنكيلية، إلى معسكرات الاعتقال الجماعي، إلى الاستيطان والجدران تحت حماية الجيش، فقد أخذ يواجه في الآونة الاخيرة تهديدا جديدا وحقيقيا يطلقون عليه هناك في إسرائيل "دويلة المستوطنين اليهود في يهودا والسامرة"، إذ بدأ هؤلاء يهددون بالانفصال عن دولة "إسرائيل" وإقامة دولتهم الخاصة المستقلة، وذلك حسب زعمهم ردًّا على أي محاولة من الحكومة الإسرائيلية للانسحاب من الضفة في إطار أي تسوية للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

كان المستوطنون أعلنوا في منشور حمل عنوان "إسرائيل أرضنا" عن "مسابقة لوضع نشيد قومي واختيار علم آخر لدولتهم، لمنح الفائز بأحسن تصميم للعلم والنشيد بجائزة نقدية"، وجاء الإعلان عن هذا المخطط في مقال في صحيفة يديعوت أحرنوت/كتبه الراباي شالوم دوف وولفا رئيس "الطاقم العالمي لإنقاذ الشعب اليهودي" وهي المنظمة التي شكلت خصيصًا لذلك، تحت عنوان "الزلزال المقبل".

وقال الحاخام شالوم دوف في بيان له "بعد موافقة إسرائيل على إقامة دولة فلسطينية-كما يزعم- واقتراح قانون لتعويض المستوطنين تمهيدًا لإخلائهم: فـ"إن الحل هو إعلان دولة يهودية ذات حكم ذاتي".

أما الخبير بالشؤون العربية داني روبنشتاين فقد كتب بدوره في هآرتس-عن دولة المستوطنين بأثر رجعي- يقول: "على خلفية اتفاق السلام مع مصر والانسحاب الاسرائيلي من سيناء أقام نشيط حركة "كاخ"، ميخائيل بن حورين، في الثمانينيات ما سماه هو ورفاقه "دولة يهودا"، وكان قصدهم رمزيا وهو الاشارة إلى بديل ممكن عن السلطة الإسرائيلية في الضفة الغربية إذا ما انسحبت إسرائيل من المناطق وعندما تفعل ذلك، ولقّب بن حورين نفسه بلقب "رئيس دولة يهودا"، بعد ذلك كان من محرري كتاب "باروخ الرجل"، الذي امتدح القاتل في الحرم الابراهيمي باروخ غولدشتاين، وكان من أبطال البولسا دينورا ضد اسحق رابين".

و"لكن-يضيف روبنشتاين- في العديد من الجوانب أُقيم في الضفة، برعاية حكومات اسرائيل وتشجيعها، كيان سياسي ذو طابع يخصه،أي أنه نشأ فصل حيث توجد دولة إسرائيل على حدة، والضفة أو دولة يهودا على حدة".

صدقت شولاميت الوني حينما وصفت الاسرائيليين بـ"الشعب الشرير" وقالت: "نعم نحن شريرون، ما نفعله في الضفة هو قمة الشر وهو يفوق ما صنعه الآخرون باليهود/ صحيفة "يديعوت30/11/2009"، وحينما ندًدت أيضا بالمستوطنين الذين يقتلعون أشجار الزيتون الفلسطينية قائلة: إن الاقتلاع عمل لا أخلاقي وهو انتهاك حتى للشريعة".

إذن- نحن أمام دولتين "إسرائيل" التي تقترف إرهاب الدولة مستخدمة جيشها ودباباتها وطائراتها ضد الأطفال والنساء والشيوخ وتقترف"التدمير الشامل ضد الشعب الفلسطيني"، وأمام دولة المستوطنين-إسرائيل الثانية- التي تشن حروبا إرهابية ضد البشر والشجر والحجر..بلا رادع وبلا عقاب.

وتتكامل الدولتان عمليا في حرب شاملة مفتوحة على الشعب الفلسطيني، لن يوقفها الا انتفاضات فلسطينية عربية حقيقية في وجه ذلك الانفلات والتمادي الصهيوني...!

التعليقات