21/07/2010 - 10:19

كنفانيون دائما؟ أم لمرة واحدة في السنة؟!../ خالد بركات

كنفانيون دائما؟ أم لمرة واحدة  في السنة؟!../ خالد بركات
الصورة الأولى:

عشرات المقالات والتعليقات والنصوص التي كتبت في ذكرى استشهاد الأديب الفلسطيني المناضل غسان كنفاني.

كيف لا، وهو الإنسان – الفنان – المبدع - والذي دفع ثمن مواقفه والتزامه، عن وعي وقناعة راسخة، ومن أجل هدف واضح لا يعرف غيره: حرية شعبه وتحرير فلسطين.

لكن ما يحز في النفس، هو أن يكتب احدهم عن "عبقرية غسان كنفاني"، فيما الرجل موظف في السلطة ويبرر 364 يوما ً سياسة فلسطينية عقيمة ورثة! وآخر يكتب عن "أسطورة الثورة الفلسطينية" و"أديب الثورة والمقاومة الفلسطينية" الخ، الخ. كان الشهيد غسان كنفاني كل ذلك وأكثر، لكن، علينا أن لا نكون كنفانيين يوماً واحداً في السنة!

كنفاني كان حزمة يومية من المواقف والمبادئ والسلوكيات وروح الفقراء واللاجئين، ويبدو لي أن استعادة غسان كنفاني هي جزء لا يتجزأ من استعادة القضية الوطنية الفلسطينية وتحريرها من يد "أبو الخيزران" و"الدكتور المثقف" ومن براثن العميل "زكريا" الذي اغتصب "مريم"، ثم قال لشقيقها "حامد": مهر أختك مؤجل، نعم، كله مؤجل يا حامد!

**

تماما كالحقوق الوطنية في ميزان حرف العين: العدو، وعصابة العجز والعار والعبث.

**
الصورة الثانية:

في ندوة مركز "بدائل" برام الله، يقول رئيس الوزراء الفلسطيني المعين، سلام فياض، إنه لا يحترم من يصف مشروعه السياسي بـ"دولة الفتات" ولا اعرف لماذا يركز السيد فياض على هذا التعبير والذي يجده، لسبب ما، فظيعا ولا يمكن احتماله! وبأن من يصف دولته الفلسطينية الموعودة بـ"دولة الفتات"، يقول فياض، هو شخص لا يعرف الواقع "هنا"، ويقول أيضا، كلما كان الفلسطيني أبعد عن "الوطن"، كلما كان أشد نقداً لنا وللحكومة، لماذا؟ يسأل فياض!

هكذا يستغرب ويستنكر الرجل في أن واحد. أعرفتم لماذا لا يمكنه أن يكون قائدا ومسؤولا؟!

يحتار رئيس الوزراء الفلسطيني في فهم العلاقة والرابط بين "العجائب الفلسطينية" أو الثوابت الوطنية، ومواقع التضاد بين معسكرين، فهو لا يرى سبباً لأي دور يمكن أن تلعبه الجغرافيا مثلا، فما علاقة المنفى بالموقف السياسي؟ أو علاقة الواقع الطبقي بالقضية؟ لا شك لدي أن موقف اللاجئين الفلسطينيين يحير الرجل، فلا تقولوا دولة الفتات.. الفتات.. الفتات.. ألف مرة، وافقأ عينيك أيها الفلسطيني حتى ترى ما يراه رئيس الوزراء!

الصورة الثالثة:

ليس العيب في أن يكون المرء عضواً في الحزب الفلاني أو الفصيل العلاني. فالنضال خارج الأحزاب والجمعيات المنظمة أو المؤسسة التنظيم الشعبي، هو مجرد عبث وخراب يشبه السير في الوعر والرقص في العتمة. لكن البعض يتشاطر، فيشبه في سلوكه "منطق الزعران" ورِجل ( بكسر الراء الفلسطينية ) شرطي الأمن.

لكن يمكن لحزب ما أن يكون أعمى وأطرش وأخرس في أن واحد. هذا هو العيب. أو أن تتخلى قيادة الحزب أو الفصيل عن رؤية الحزب الجماعية وتتحول إلى مجموعة من "البصيّمة" في بلاط السلطان الفلسطيني أو العربي أو التركي والإيراني والأمريكي وحتى السنغالي!؟

العيب أيضا، هو في اعتقاد ساد في "عقل فلسطيني مؤجر"، يقول، إن فصيله السياسي وفصيلة دمه، هي هي، نفس الشيء، ويصدق "الأخ" أو "الرفيق"، بعد فترة وجيزة من الطحش والدحش، أنه فعلا من كوكب أخر، وتختلف فصيلة دمه عن فصائل الآخرين، بل وكل بني البشر. وهؤلاء يستحقون منا الشفقة ومشاعر الأسى، لأنهم لن يعرفوا لذة المعرفة والاختلاف ولن يتأملوا اختلاف الأزهار والألوان.. والبشر..

الصورة الرابعة والأخيرة:

قال الجريح: لا تصدق أن المجلس الوطني الفلسطيني "وطني فعلا"، وأن المجلس المركزي "مركزي أكيد".. لا تصدق أسماء المجالس والمنظمات، فالأسماء "ببلاش". لا تصدق، إلا ما تراه عينك، وما يحز قلبك ورأسك، كنخز الإبر أو الرصاص، أو الحب مثلا..

التعليقات