31/10/2010 - 11:02

أهم الجبهات العربية!../ نواف الزرو

أهم الجبهات العربية!../ نواف الزرو
عملت دولة الاحتلال في الآونة الاخيرة قبيل وخلال وبعد القمة العربية في أن تنقلنا بوتيرة عالية الى أجواء أخرى غير التي كان يجب أن تحتل أجندة العرب، ففي ضوء التوجهات الامريكية التكتيكية الجديدة بشأن الاستقطابات والمحاور والخيارات المتاحة في الشرق الأوسط، وفي ضوء التحرك السعودي الضاغط أولا الذي تمخض عن تشكيل حكومة الوحدة الفلسطينية، وكذلك في ضوء التحرك العربي المتعلق بانعاش وإحياء المبادرة العربية للتسوية، أخذت دولة الاحتلال الاسرائيلي تشن هجوما سياسيا ديبلوماسيا مزدوجا على المستوى الدولي ضد حكومة الوحدة الفلسطينية من جهة، وعلى جبهة المبادرة العربية للسلام بغية تعديل أهم بنودها من جهة اخرى، اما الهدف المبيت من وراء ذلك فهو محاولة مواصلة الحصار الدولي وخاصة الامريكي/الاوروبي على الحكومة الفلسطينية، وكذلك محاولة تجويف وإفراغ المبادرة والتحركات العربية من مضامينها وأهدافها الجوهرية ....!

ولعل من أخطر ما أطلقته الحكومة الإسرائيلية على هذا الصعيد تلك التصريحات التي اطلقتها وزيرة خارجية "اسرائيل" والمتعلقة باعادة ترتيب اولويات معادلة المفاوضات والتسوية، اذ بينما كانت هذه المعادلة تستند حتى قبل القمة الى تحقيق السلام أولا، وبعد ذلك يأتي الاعتراف والتطبيع العربي مع "إسرائيل"، تطل علينا تسيبي ليفني مطالبة العرب بـ"التطبيع أولا، ثم السلام" وذلك قبل حل القضية الفلسطينية، وليس ذلك فحسب، بل إن وزيرة خارجية أمريكا انضمت إليها أيضا في هذه الأولوية، ما يستدعي من الفلسطينيين والعرب وقفة حقيقية تجاه مصطلحات ومعادلات المفاوضات والتسوية والسلام، بحيث تصبح الأولويات: التحرير أو الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة أولا، ثم معاهدات السلام وبعد ذلك التطبيع ...!.

فقد "دعت ليفني الدول العربية، إلى العمل على إجراء تغييرات على المعادلة العربية- "السلام أولا ثم التطبيع"، ليصبح التطبيع أولا/عن الوكالات وعرب48/".

وقالت ليفني في خطاب لها امام مؤتمر اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة "آيباك"(الاثنين 2007/3/12) متوجهة إلى الدول لعربية "المعتدلة": لديكم قوة لتغيير الواقع، اهتموا في تطبيع العلاقات وهذا من شأنه أن يدفع فرصة السلام".

ثم عادت ليفني بعد ذلك بيومين لتعتبر "أن المبادرة السعودية هي "قاعدة للتفاوض وتشمل نقاطا إيجابية"، إلا أنها تعتقد أنها "ليست مبادرة يتوجب على إسرائيل الرد عليها بنعم أو لا/عن وكالات 2007/3/15"،
وتوجهت ليفني إلى قادة الدول العربية داعية إياهم لـ"تطبيع العلاقات مع إسرائيل" لأن ذلك برأيها" قادر على إحداث التغيير"، كما دعت إلى "ضرورة ملاءمة قرار 194 للواقع والظروف الحالية" معربة عن "معارضتها لإمكانية عقد مؤتمر دولي لحل الصراع".

وعلى نحو متكامل ومتناغم لم تتأخر وزيرة الخارجية الامريكية رايس أيضا عن التجاوب السريع مع رؤية ومطالب ليفني، على نحو يمكن وصفه انه "عندما ترعد عند ليفني تمطر عند رايس..."
فقد التقت رايس مع ليفني، ليلة الاربعاء 2007/3/14 في واشنطن، واعتبرت "أن المبادرة العربية تمثل وجهة النظر العربية ولإسرائيل مواقفها حول الحل الأمثل للصراع".
وقد تناول اللقاء بينهما مبادرة السلام السعودية والأوضاع في لبنان وحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وما اعتبرتاه "التهديد الإيراني، وفي نهاية اللقاء أدلت الوزيرتان بتصريحات للصحفيين عكست التوافق في وجهات النظر والتوافق في الرأي في القضايا التي تم تباحثها.

وقالت رايس "إن الولايات المتحدة تنظر بإيجابية الى مبادرة السلام السعودية، وبما أن الحديث هو عن مبادرة سلام للجامعة العربية، وليس عن خطة وليدة مفاوضات، من هنا، من الواضح أن هناك نقاطا غير مقبولة على إسرائيل"، مضيفة: "الإسرائيليون ستكون لهم مواقفهم حول السبيل للحل والمصالحة العربية الإسرائيلية، ولكنني اعتقد دائما انه أمر ايجابي أن يتحدث الناس عن تسوية صراعات قائمة منذ فترة طويلة".

واعتبرت رايس" أنه ليست هناك حاجة لأن ينتظر العالم العربي انتهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ليبدأ في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، حسب المبادرة السعودية".
ولذلك وفي ضوء إثارة هذه المعادلة المتعلقة بـ"التطبيع أولا قبل السلام" نستحضر في هذا السياق تلك الأهمية الإستراتيجية لجبهة مقاطعة التطبيع باعتبارها ربما آخر وأخطر الجبهات التي تعمل "اسرائيل" على اختراقها وتفكيكها وتحطيم جدرانها قبل السلام وقبل الانسحاب الاحتلالي عن الأراضي المحتلة وقبل حل القضايا الفلسطينية الجوهرية العالقة المعلقة حتى الآن....!

وهنا يمكننا أن نثبت بداية بأن الحديث عن دور وأهمية المقاطعة العربية ومقاومة التطبيع في إحباط مخطط الهيمنة الصهيونية – الأمريكية على المنطقة العربية والشرق أوسطية برمتها، إنما هو حديث عن جبهة بالغة الأهمية والحساسية والمصيرية من جبهات الصراع والتصدي العربي الشامل للمشروع الصهيوني أولاً، ولمخططات الهيمنة الأمريكية على أمتنا ومقدراتها ومصيرها ومستقبلها ثانياً.. وهو حديث عن جبهة تعتبر بمثابة آخر وأصلب الجبهات العربية في المواجهة الشاملة، ولذلك نتابع تلك الحملات الإعلامية التحريضية الصهيونية/ الأمريكية المحمومة المتصلة ضد المقاطعة العربية ومقاومة التطبيع، ونتابع تلك الضغوطات الصهيونية/ الأمريكية المتنوعة والمستمرة على الأنظمة والجبهات العربية المعنية من أجل تفكيك وإنهاء المقاطعة ومقاومة التطبيع.

التعليقات