31/10/2010 - 11:02

إعدام معلن في نابلس../ زكريا محمد

إعدام معلن في نابلس../ زكريا محمد
إعدام في نابلس.
إعدام وحشي من قتلة. من حكومة قتلة، من جيش قتلة، ومن أمن قتلة. لذا سموها ووصفوها بأنها: تصفية حساب. فهم لا يبحثون عن أمن، بل يفعلون كما تفعل عصابات المافيا: يقتلون الزوج في حضن زوجته. كان ينقص فقط أن تقطع الرؤوس بالسيف حتى نكون أمام القاعدة أيضا.
السفلة، أولاد السفلة.

ما جرى في نابلس سيكون علامة.
ليس فقط علامة على وقاحة المحتل وعلى وحشيته. لكنه أيضا علامة فارقة في تاريخ السلطة وأجهزتها الأمنية. فقد فعلت هذه السلطة كل شيء كي ترضي إسرائيل؛ اعتقلت وشبحت وعذبت وحققت. لكن هذا لم يمنع تصفية الحساب الوحشية في نابلس.

ومن صفى الحساب وأعدم، أعلن جهارا نهارا أنه مسرور من حزم السلطة وحزم أجهزتها. لكن هذا شيء وتصفية الحساب شيء آخر. هذا لا يمنع تصفية الحساب بل يجعله أسهل وأفضل.

هذا هو دور السلطة. هذا هو المطلوب منها: أن تعتقل وأن تعذب، ثم أن تشهد إعدام الناس في بيوتهم وفي أحضان زوجاتهم، هكذا علنا.
هذا هو ما رسمته إسرائيل لها؛ ان تكون شاهد إعدام، وان تفتح الطريق للسفاح كي يضرب ضربته.

بهذا المعنى، فقد كانت تصفية الحساب في نابلس تصفية حساب مع منطق السلطة وأجهزتها. لقد اتضح حتى الأخير دورها، تماما كما حصل مرة في سجن أريحا، عندما تم اعتقال أحمد سعادات ورفاقه.

نعم، ما جرى في نابلس كان بالنسبة للناس، وفي كل مكان، تصفية حساب مع منطق السلطة وقيادتها. فهذا المنطق يقود إلى هنا: (أنتم مجرد خدم لنا. لكن حين يحل موعد قرارنا بتصفية الحساب فابتعدوا). وهم يبتعدون بالفعل.

منطق الموت السياسي الذي شهدناه خلال سنوات خمس يقود إلى هنا.
وهذا المنطق ستكون نتيجته انفجار العنف.
أي من قامت سياسته فقط على محاولة درء العنف، وتجنبه، سينتهي إلى أن يجلب العنف ويقرب موعده.

سادتي: منع العنف لا يكون فقط بكبح من يحالون الدفاع عن أنفسهم ضد عنف المحتل، بل يكون أساسا بمقاومة هؤلاء المحتلين بالطرق الممكنة، وردعهم. نعم، ردعهم عند لحظات معينة. لكن حين تصير كلمة مقاومة كفرا، فسوف نكون أمام (تصفيات حساب لا غير).
الرب يعلم هذا ويدريه.
الشيطان يعلم هذا أيضا.

عملية الإعدام في نابلس كانت إعداما للمنطق السياسي للقيادة.
بلى، وبلى، وبلى...

التعليقات