31/10/2010 - 11:02

الأحمق الأمريكي اعترف بفشله فمتى يعترف العاقل الفلسطيني بخيبته؟؟/ جميل حامد

-

الأحمق الأمريكي اعترف بفشله فمتى يعترف العاقل الفلسطيني بخيبته؟؟/ جميل حامد
بعد سنوات من التفكّك والضّياع، يعود الليكود لإدارة القيادة في إسرائيل، وانتخابات أوّلية تُنذر بعودة نتنياهو ومجموعة من المتشدّدين أو اليمينيّين المتطرّفين، كما تحبّذ الصّحافة العربيّة نعتهم ..!؟

بنيامين نتنياهو يعود وفي جعبته آليّات التنفيذ لما بعد الجدار، يعود متعطّشًا للدّم الفلسطيني وزيادة رقعة الاستيطان من جهة، ولترجمة مشروع التوطين الذي اعتمده اللّيكود مَدخلاً لإنهاء القضية الفلسطينية من جهة أخرى، خاصّة وأنّه بعودته يُدشّن صرحًا من الفشل الفلسطينيّ، امتدّ على مدار عشرات اللّقاءات التّحاوريّة بين كاديما وفتح... أقول كاديما، لأنّ حزب العمل الشّريك الاستراتيجيّ ممَثَّلاً بإيهود باراك، جاء لتقوية الجبهة العسكريّة في هذه الحكومة المعاقة ليس أكثر، والدّليل، أنّ باراك لم يتحرّك باتّجاه الحلبة السّياسيّة قيد أنملة .

وأقول فتح وليس منظّمة التّحرير، لأنّ باقي فصائل منظّمة التّحرير الفلسطينيّة غيّبوا أنفسهم عن تمثيل الشّعب الفلسطينيّ، بادّعاء المقاطعة، فتركوا الباب مفتوحًا على غاربه لمن لا تمثيل له، ياسر عبد ربه الذي يشغل أمانة سرّ اللّجنة التّنفيذيّة ممثّلاً (للا أحد)،وهو الغائب الحاضر على طاولة المفاوضات الفلسطينيّة الإسرائيليّة ..!

وأقول "فتح"، لأنّ "فتح" الوحيدة القادرة على احتواء فشل عشرات اللّقاءات التي عقدت بين أحمد قريع وتسيفي ليفني، ولا تتراجع قيد أنملة عن منهجيّة قادتها .

"كاديما" قريبًا ستهرب إلى مقاعد المعارضة الخلفيّة في الكنيست الاسرائيليّ، بعد أن تشارك في تشييع أولمرت إلى مثواه الأخير، سواءً في الإقامة الجبريّة ببيته، أو بالسّجن أو بمصحّة عقليّة، وهذا الأمر بات مسألة أسابيع أو أيّام معدودة، ولن تغفر له كلّ إنجازاته التي حقّقها لدولة صهيون في القدس، وعلى رأسها ما يدعى بالقدس الكبرى، والتي التهمَتْ عشرات آلاف الدّونمات الفلسطينيّة .

إسرائيل لا تتحدّث عن نجاح أو فشل على الصّعيد السّياسيّ، لأنّه قطعًا لم يكن ضمن أولويّاتها، وإسرائيل لا تتوجّه إلى صناديق الاقتراع لإنهاء ملفّ من الصّراع مع العرب عمره 61 سنة، كما أنّها لا تجهّز لعودة نتنياهو، لإخراجها من الأزمة السّياسيّة التي وضعها بها المفاوض الفلسطينيّ، وشرّ البليّة ما يضحك ....!؟

إسرائيل تذهب بأولمرت إلى الإقامة الجبريّة في بيته، عقابًا له على إخفاقه في حربه مع حزب الله حسب (المعلن )إعلاميًّا، وتأتي بإسرائيل بيتنا الشّريك الاستراتيجيّ لليكود، ليمارس بطشه في الأراضي الفلسطينيّة، وليعاضد الليكود ويؤازره ويدعمه في مشروعه التّاريخيّ، و(التوطين) الذي تعمل مؤسّسات إسرائيل على إعادته إلى سدّة الحكم، والدّليل الحيّ هو استقالة خمسة عشر سلطة محلّيّة مؤيّدة لكاديما، وانضمامها لليكود .

غياب الليكود عن السّاحة السّياسيّة والحزبيّة في إسرائيل، رافقه عمل حكوميّ لكاديما وحزب العمل وباقي الشّركاء في حكومة شارون وأولمرت، على كافّة الأصعدة، وأهمّها على صعيد احتلالها للضّفّة الغربيّة والقدس وقطاع غزة، فساحة غزّة واستمرار عزلها عن الضّفّة الغربيّة مستمرّ، حتّى وإن كلّف الثّمن ألف جلعاد شاليط، وساحة الضّفّة الغربيّة وتحويلها بالكامل الى فرّاخات ومبادرات وائتلافات شبابيّة وسلميّة، تخضع في مجموعها لشروط التّمويل التي أقرّتها وكالة التّنمية الأمريكيّة اليو إس إي، ولافتاتها كثيرة، بل تكاد تغمر كلّ الضّفّة الغربيّة وأيضا مستمرّ، وصولاً إلى لعبة الحوار التي استطاعت الحكومات الإسرائيليّة المتعاقبة أن تمارسها بدقّة متناهية، وأن تضع بأهدافها داخل شِباك المفاوض الفلسطينيّ، الذي يبدو أنّه صار يتلذذ ويستمتع يومًا بعد يوم، بعدد الأهداف التي تدخل شِباكه، ما دامت حنفية المال الأمريكيّ تزخّ الدولارات ...!؟

جورج دبليوبوش الذي يفخر العرب بإطلاق صفة الأحمق عليه، واجه الشعب الأمريكيّ المتلفز، وقدّم أسفه واعتذاره على غزوه للعراق، وعلى الأزمة الماليّة وحالة الركود التي تحققت في حقبة إدارته للبيت الأبيض، وهذا يدعونا للتمنّي بأن يكون بيننا أحمق واحد يملك جرأة الرّئيس الأمريكي، ويقول لشعبه، اعذروني، لقد أخفقت أو فشلت أو سبّبت لكم الأذى والضّرر، بل على العكس، مِن شدّة ذكاء وقوّة ودهاء البعض ممّن ارتكبوا الكوارث بحقّ القضيّة الفلسطينيّة، والشّعب الفلسطينيّ على السّواء وعلى مدى عقود، وصل بهم الحال إلى التّفكير بخوض انتخابات الرّئاسة الفلسطينيّة، فيما لو حصل المستحيل وتحقّقت المعجزات، توحّدت غزّة مع الضّفّة الغربيّة من جديد!

اللّعبة الانتخابيّة في إسرائيل شأنها شأن اللّعبة التّفاوضيّة، وكلتاهما لا تقلاّن عن اللّعبة المأفونة التي دفنت شمس غزة في أنفاق التّجارة، وكما إسرائيل استنفذت المفاوض الفلسطينيّ، للوصول إلى صناديق الاقتراع، دون أن تتخلّى عن أيّ من أهدافها، نفسها إسرائيل، بنفس أدواتها الحكوميّة ستستنفذ غزّة ورعاة السّلم المقاوم في غزّة، للوصول إلى صناديق الاقتراع عبر القوّة العسكريّة، وإن كلّف الأمر دفن مئات الغزّيّين تحت رمال الأنفاق... لتبقى اللّعبة مستمرّة، وإن اشتدّ الحبل هنا أو ارتخى هناك، ستبقى القضيّة رهن بهلوانات القضيّة هنا أو هناك في غزّة والاسابيع القادمة ستشهد على إستعراض القوة للوصول الى مقعد الكنيست على أنقاض المواطن الفلسطيني كما وصلت بهلونات القيادة الى مقاعد صنع مستقبل هذا المواطن نفسه...!؟

التعليقات