31/10/2010 - 11:02

الازدواجية النووية../ حسام كنفاني

الازدواجية النووية../ حسام كنفاني
ما معنى انعقاد القمة النووية في الولايات المتحدة طالما أن أسلحة محرّمة دولياً خارج البحث؟ هذا السؤال هو أول ما يطرح في إطار تحليل السياسة الأمريكية في الملفات النووية، التي بدأت مع "ستارت" الجديدة وتستكمل في قمة واشنطن.

أول نقطة في القمة الجديدة كانت استبعاد بحث النووي الإسرائيلي، وإبعاده عن طاولة النقاش .

هذا الأمر ليس قراراً رسمياً، لكنه في إطار السياسة الدائمة في التغطية الأمريكية على الغموض النووي الإسرائيلي، وتسليط الضوء على "مخاطر" أخرى، تراها الإدارة الأمريكية أكثر إلحاحاً.

وإثارة مسألة النووي الإسرائيلي من قبل بعض المتحدثين، على غرار رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، لا يقدّم ولا يوخّر في الغاية التي ينعقد المؤتمر من أجلها، وهي التركيز على البرنامجين الإيراني والكوري الشمالي، على اعتبار أنهما دولتان "مارقتان" ولا يجوز السماح بامتلاكهما لأسلحة دمار شامل.

طبعا التصنيف هو جزء من الدور الذي أخذته الولايات المتحدة على عاتقها، عبر إعطاء شهادات حسن سلوك لهذه الدولة أو تلك. وطبعاً إسرائيل مستبعدة من هذا التصنيف، مهما كانت درجة عصيانها لأوامر الولايات المتحدة. فهذا العصيان يتم في إطار "العائلة الواحدة" ولا داعي لرفع سيف العقوبات القاسية خلاله . بين إسرائيل وأمريكا علاقة "أبوية"، ومهما كان الولد "عاقاً" فإنه يحظى بدرجة كبيرة من الحنان. هذا هو الوضع بين الولايات المتحدة "وتل أبيب".

على هذا الأساس، فإن إسرائيل مستبعدة عن تصنيف الدول المارقة مهما امتلكت من أسلحة نووية، ومهما ارتكبت من جرائم في الأراضي الفلسطينية أو غيرها من دول الجوار، ومهما احتلت من أراضي الدول العربية لتكون الدولة المستعمرة الوحيدة في القرن الحادي والعشرين.

كل هذه الأمور لا تبرّر، من المنظور الأمريكي بشكل خاص والغربي بشكل عام، وضع إسرائيل ضمن تصنيف الدول المارقة.

وفق هذا الاستبعاد يمكن تخيّل ما صدر عن القمة النووية والنظر إليه على أنه موجّه بدرجة كبيرة. وكل هذا الاجتماع النووي وجمع قادة العالم في الولايات المتحدة، رغم الأهداف المثالية التي وضعها الرئيس باراك أوباما، إلا أنه لن يكون خارجاً عن السياسة العامة والقديمة باستهداف كل من هو خارج عن الطاعة الأمريكية.

الخارجون عن الطاعة معروفون، إيران وكوريا الشمالية. وعقيدة أوباما النووية استهدفتهما قبل قمته، أما غيرهما فإن الأسلحة التقليدية كفيلة بهم. وبالتأكيد فإن إسرائيل دائماً وأبداً خارج المعادلة.

التعليقات