31/10/2010 - 11:02

الخيانة ليس لها وطن../ هاشم حمدان

صرصور.. نؤكد لك أن عزمي بشارة يبقى "بحار البحارين" وقامته أعلى بكثير من سقف الكنيست في حين تتوهم أنت أن دخولها فتح عظيم

الخيانة ليس لها وطن../ هاشم حمدان

ربما يعتقد البعض أنه من الأجدر أن نتناول نتائج الإنتخابات الحالية بالدراسة والتحليل، وتبيان مدى الإنزياح نحو اليمين في الخارطة الإسرائيلية وتناول الزيادة في عدد الجنرالات بين أعضاء الكنيست، وارتفاع عدد المتدينين وهبوط عدد النساء وما إلى ذلك، إلا أنه يجب أن يسبق ذلك، برأيي، ما حصل، وما يحصل دائماً مع كل معركة انتخابية وإن بتفاوت، على الساحة العربية في الداخل من أمور خطيرة تهدد أخلاق وثوابت الحركة الوطنية في الداخل، وتترك آثارها المدمرة والخطيرة على كافة أبناء شعبنا..

من الثابت علمياً أن الكلاب المسعورة تظهر عليها أعراض تدلل على سعارها، كتغير سلوكها والتهيج الشديد والحركة الدائمة والاضطرابات العصبية والنباح الدائم، كما تصبح أشد عدوانية ويتهدل فكها ويتدلى لسانها ويسيل لعابها، وتخشى من الأضواء فتنزوي في الكهوف والدهاليز المظلمة، وتعض كل شيء حولها حتى أصحابها.. ونفسها أخيراً.. ثم تبدأ بحركات سكرة كمن تأكل ذباباً غير موجود قبل أن تدخل في غيبوبة وتصاب بالشلل والإختناق...كما من الثابت علمياً أن الخفافيش أيضاً تحمل داء الكلب، وفي إفرازاتها ما يكفي ليكون خطراً على من يدخل كهوفها المظلمة ويستنشق الهواء الحاوي على رذاذها، وهي قد تصاب بالمرض لفترة طويلة قبل أن تظهر عليها الأعراض القاتلة..

ولكن ليس هذا هو الموضوع..

لا يمكن الا يكون لأبناء الحركة الوطنية والوطنيين موقف من المؤامرة المدبرة، الفاشلة، والتي تجندت لها أطراف عدة، المسعورون والمأجورون والعملاء، لضرب الحركة الوطنية في الداخل وقياداتها، وعلى رأسها د.عزمي بشارة..

ربما يستاء الوطنيون الشرفاء من مخاط الكلمات التي تقطر من أفواه المسعورين والمأجورين ذوي التاريخ الحافل بالوشاية والدس والتحريض، والذين لجأوا إلى الدهاليز المظلمة واشتدت عدوانيتهم وتهيج سلوكهم وتدلى لسانهم وسال لعابهم..إلى آخر القصة، وذلك من باب "البعوضة قد تدمي مقلة الأسد".. ولكن من المؤكد أن ما يبعث ليس على الإستياء فحسب، وإنما على القرف أيضاً، ويثير ألف علامة سؤال، هم أولئك الذين حملوا قصاصات أوراق العملاء، وطافوا بها من بيت إلى بيت لترويج الدسائس والمؤامرات لمصلحة انتخابية ولكنها آنية وتضرب أخلاق العمل الوطني على الأمد البعيد. فالصحيفة نفسها غير مهمة ومأجورة، وهذه شهرتها. ولكن أن يحملها ويوزعها نشطاء أحزاب، دعا التجمع للتصويت لها، بما يبدو لبعض الانتهازيين كسذاجة الوطنية، فهذا أمر مسيء فعلا. تنكر الأحزاب هذه الفعلة. وإنكارها هو دليل على سوء الفعلة ولكن ليس على عدم ارتكابها.

ولعل أخطر ما في الأمر هو أن النيل من هيبة العمل الوطني يعيدنا إلى الوراء، إلى ماض تجاوزناه، كان الصوت الوطني فيه ملاحقاً ولم يشتد عوده بعد. ومن الخطورة بمكان السماح للعملاء والمأجورين ووكلاء الأحزاب الصهيونية برفع صوتهم ثانية في الشارع العربي..

نحن ندرك تماماً لماذا "تصامتت" القوى الوطنية، ولا نقبل عذراً في ذلك، ونعتبر توزيع وترديد ما قيل تواطؤا من أحزاب بدا لها أن كل شيء مشروع في المعركة الانتخابية. وخاض التجمع وحده المعركة مع العملاء والمأجورين، وخرج من المؤامرة منتصراً، نصرا مضاعفا بحجم المؤامرة والتواطؤ. ولكن الآن، بعد أن انقشع غبار المعركة الإنتخابية فإن مواصلة الصمت يعني الإستمرار في التواطؤ أولاً، وثانياً إن جميع القوى الوطنية مستهدفة واستهداف التجمع في هذه المرة لا يمنع استهداف قوى أخرى. (أم ترى أصبحت الخيانة وجهة نظر يمكن تبريرها أو تبنيها أو الإستفادة منها؟!!) وثالثاً الخطورة الكامنة في السماح بالتطاول على أي رمز من رموز الحركة الوطنية في الداخل لأن استهداف أي رمز وطني يعني استهداف الحركة الوطنية التي تقف وراءه.

ولم يكن المسعورون ورجال المخابرات لوحدهم هذه المرة، بل استخدموا واستدرجوا للكذب الخائن عبد الحليم خدام، الذي خان وطنه ويتوسل جيوش الإحتلال لاحتلال بلاده، فأصبح كأحد الخفافيش المسعورة التي هربت من الأضواء، وبدأت تظهر عليها أعراض المرض، فانزوت في ركن قصي مظلم تحتمي بجيوش الظلام، وبات خروجها للضوء يشكل خطراً على حياتها..

لا يحتاج الدكتور عزمي بشارة ان يشرح نفسه أمام أكاذيب الخفافيش والحشرات الدنيئة، يكفيه فخراً أنه يقبض مع القابضين بأيد من نار على رحى التاريخ الضخمة يستحثه ليختصر مسافات الزمن ويقلص معاناة أجيال.. ويبقى بشارة على رأس الحركة الوطنية شامخاً معتزاً، وعلو كعبه أبعد بكثير من أن تطاله القلة المتقزمة الذليلة العميلة، المسعورون وأمثالهم، أحفاد أبي رغال، الذين نقول لهم إن مكانهم الدهاليز المظلمة، فالخيانة ليس لها وطن، وأنتم بالطبع تعرفون باقي القصة.. ألسنتهم ولعابهم وعضهم وذبابهم..

 

صرصور: دخول الكنيست ليس فتحا وقامة بشارة أعلى بكثير من سقف الكنيست


تصرفت وكأن كل شيء متاح من أجل كسب الأصوات، وكأنك الوصي على الدين الإسلامي والمسلمين، تسلحت بالدين والقرآن والرسل من أجل ماذا؟ أمن أجل الكنيست تتيح لنفسك تجيير الدين وتمزيق شعبنا إلى طوائف؟..

هل لك أن تقول لنا ما الذي عنيته بقولك"شعبنا مسلم بأغلبيته والتصويت للموحدة هو مشروع للدنيا والآخرة"؟ هل لك أن تقنع أحداً بأن التصويت للكنيست في هذه الحالة هو مشروع للآخرة؟ وهل يقود عدم التصويت (وليس المقاطعة الإنتهازية!!) أو التصويت لحزب آخر، كالتجمع الذي يضم خيرة أبناء شعبنا بكل طوائفه أوالجبهة مثلاً، إلى جهنم وبئس المصير ً؟!! الا تعرف ان أعضاء التجمع مثل شعبنا مسلمون بغالبيتهم، لأن هذه تركيبة شعبنا وليس عن قصد طائفي. ولا يفكر التجمع بالطوائف عند اختيار قيادته بل بالمؤهلات.
الله عز وجل يا صرصور لم يوكلك سمسارأً لتوزع أراضي الجنة مقابل الأصوات للدخول إلى الكنيست .. الإسلام أكبر من ذلك يا صرصور.. وأعظم من أن يحشر في أروقة الكنيست..

هل لك أن تشرح لنا ما الذي تعنيه "أصوات المسلمين للمسلمين"؟ وهل ستدعو المسلمين للتصويت للمسلمين العرب في الأحزاب الصهيونية؟ أم ترى ستطلب من الديمقراطيين اليساريين اليهود عدم التصويت للأحزاب العربية؟ وهل ستتبنى مخططات إسرائيل وأجهزة أمنها وتدعو إلى تشكيل قوائم مسيحية وأخرى إسلامية وأخرى درزية وبدوية وقروية ومدنية وجليلية ومثلثية ونقبية وكل ما يمكن أن يتأتى من نظريتك الطائفية المدمرة ....

أنت لا تمتلك الإسلام والدين الإسلامي، كما أن المساجد ليست منصة للتحريض الطائفي والدعاية الرخيصة والتي تتناقض جوهرياً مع الإسلام، من أجل وصولك إلى الكنيست، مع التأكيد أن المساجد هي ملك جميع المسلمين، والمساجد ليست أندية ومقرات لحركة سياسية من نوع حركة صرصور ودرويش، والمساجد أسمى من أن تكون مقرات لزبانية التحريض والدس والنميمة وكل ما نهى عنه الإسلام ..

لقد استخدمت نفس السلاح الذي يستخدمه أعداء شعبنا وهو التحريض الطائفي الذي يمزق شعبنا، وكان التجمع وعلى رأسه عزمي بشارة بذلك أكثر منك حرصاً على المسلمين وكافة أبناء شعبنا، عندما نادى بالتصويت للقوائم العربية وتوحيد صفوف الأقلية القومية، وفي المقابل فإن ما فعلته يدخل في إطار تدمير شعب بكل معنى الكلمة!

لن أسألك إذا كنت تذكر حلفاء صلاح الدين الأيوبي؟ كما من الخطأ أن نثير التساؤل إذا كنت قد نسيت النجاشي المسيحي وهجرة المسلمين الأولى؟ فلا أنت صلاح الدين ولا وحدة شعبنا تبرر بذلك، فهي لست وحدة طوائف.
ووحدة شعبنا لا تبرر بوجود مسيحيين طيبين. فمن المسلمين والمسيحيين من هم طيبون وخبثاء، والتعصب لطائفة هو ضرب من العصبية الجاهلية لأنه تعصب للطيبين وللخبثاء.
وإنما أؤكد لك أن المسلمين في الناصرة لم يهبوا إلى كنيسة البشارة أثناء الإعتداء الإرهابي عليها إلا لأننا أبناء شعب واحد وقضيتنا واحدة ومصيرنا واحد .. وهنا أسألك هل ستلوم "المسلمين على هذا الموقف؟ أم ستقول لهم أن الأمر لا يعنيهم مثلما فعل أولمرت وكتساف؟ أم ترى نسيت أن الإرهابي نتان زاده لم يسأل ضحاياه في شفاعمرو عن معتقداتهم الدينية؟ أما أنك نسيت رموز النضال الوطني الفلسطيني من غير المسلمين وهم كثيرون، أمثال جورج حبش والمطران كبوتشي والشهيد كمال ناصر؟ فهذا طبيعي لأنك لم تكن جزء من الحركة الوطنية في يوم من الأيام ...لذلك نسيت الكثير الكثير من القادة وغير القادة من المناضلين المحليين، منهم من قضى ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا..

إذا كان هؤلاء أعداؤك، فقل لنا من هم حلفاؤك؟ هل العملاء، بحسب قاموسك الطائفي، من غير" غير المسلمين" من ضمن حلفائك لمجرد كونهم ولدوا مسلمين؟

لماذا لم تجرؤ على التطاول على غير المسلمين من اليهود؟ هل لأنك تخشى المؤسسة الإسرائيلية؟ أم تخشى أن تضطر للتراجع مرة أخرى عن أقوال تدلي بها؟ أم أنك اعتقدت، وتكون في هذه الحالة على صواب، أن المؤسسة الإسرائيلية سترحب وتهلل وتبارك تحريضك على الوطنيين ممن لم يولدوا مسلمين؟

لماذا تتحدث بلسانين ولا تجرؤ على القول في العلن وأمام الكاميرات ما تقوله في الخفاء، عملاً بأخلاق الإسلام؟ لماذا تتحدث أمام الكاميرات عن القومية العربية التي تجمعنا جميعاً، وفي الخفاء تمارس الطائفية؟ أم ترى أن العملية تخضع لحساب الأصوات؟

صرصور.. نؤكد لك أن عزمي بشارة يبقى "بحار البحارين" وقامته أعلى بكثير من سقف الكنيست... في حين تتوهم أنت أن دخول الكنيست هو فتح عظيم...

 

التعليقات