31/10/2010 - 11:02

العالم يريدها مفاوضات مباشرة../ علاء الريماوي

العالم يريدها مفاوضات مباشرة../ علاء الريماوي
ينشغل العالم اليوم في الحديث عن طلب وضغط أمريكي على السلطة الفلسطينية للموافقة على المفاوضات المباشرة دون قيد التقدم في ملفي الحدود والأمن الذي وضعته شرط الموافقة.

في الأمس كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي نبأ عن ضغط كبير مارسه نتنياهو على دول عربية لم يسمها للمساعدة في إقناع الرئيس الفلسطيني للموافقة على الطلب الأمريكي.

"هآرتس" أضافت على خبر إذاعة الجيش أن كبار الزعماء في الأسرة الدولية مارسوا ضغطا كبيرا على الرئيس (أبو مازن) في محاولة لإقناعه ببدء المحادثات المباشرة مع إسرائيل.

من بين المتصلين المستشارة الألمانية انجيلا ماركيل، رئيس الوزراء البريطاني دافيد كمرون ورئيس الوزراء الايطالي سلفيو برلسكوني.

كما تلقى رسائل من رئيس الوزراء اليوناني يورغوس ومن الرئيس الروسي ديمتري مدفديف الذي قال في مؤتمر صحفي في نهاية الأسبوع انه يجب الشروع في مفاوضات مباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين في أقرب وقت ممكن.

وبالتوازي مع ذلك أجرى كل من الرئيس الأمريكي ونائبه جو بايدن إتصالاً بالرئيس مبارك والعاهل الأردني للمساعدة في تذليل العقبات التي تعترض المفاوضات المباشرة.

مسؤول فتحاوي كبير كشف للقدس العربي أن تلويحا ماليا يجري من الداعمين الذين يقرنون المال بما تحققه السلطة بإتجاه الموافقة على الحديث المباشر.

هذا الحديث يذكرنا بتصريح بلير ومفوض العلاقات الأوروبية في القدس حول دعم المالي الذي لن يستمر في حال جمود عملية السلام.

في المتابعة للتصريحات الرسمية الفلسطينية، يوجد إلى الآن تصميم على الشروط وحديث واضح حول رفض إسرائيل التقدم في أي ملف مع استمرار في الاستيطان في القدس.

لكن ثمة تصريحات أخرى أطلقها ياسر عبد ربه، وعمرو موسى في الأسبوع الماضي تجعل إمكانية التحول ممكنة إذا قدم الأمريكي تعهداً مكتوباً يضمن التقدم في المفاوضات المباشرة، هذا الحديث أيضاً جاء في الأمس على لسان آخرين في القيادة الفلسطينية.

القطعي الذي نراه هو توجه أمريكي غير محدود سينتهج كل الوسائل لجعل الفلسطيني يوافق على مفاوضات مباشرة، والحتمي أيضاً أن دولاً عربية ستدعم التوجه هذا، برغم المعرفة المسبقة أن النتائج لن تختلف عن ما حقق من وعود في أنابولس، وكامب دفيد، وشرم الشيخ.

نتنياهو نجح كعادته حشد العالم في مواجهة الفلسطيني الذي يظهر كمعطل لنداءات السلام التي يعد بها في كل محفل.

لكن ثمة إدارة سياسية فلسطينية تساعد نجاح نتنياهو في خداع العالم لفشلها في تحقيق رؤية واضحة موحدة لما تريده لذلك تنقسم الدول العربية في مواقفها بحجة الفشل الفلسطيني والذي لا يتحقق إلا عبر برنامج فلسطيني موحد يتفق على الثوابت ويتحدث عن الآليات.

حديث الوحدة قد يكون ترف الكتابة، ونداء في المخزوق من القرب، لقناعة الكثير أن المساحة بين البرامج والمحاور قد بدا كالعلاقة بين الإيمان والكفر، وأن التغير في الواقع القائم هو مثيل نشر القبور في الآخرة.

قد يكون هذا الحديث صحيحاً تثبته الوقائع على الأرض، لكن الوقائع التي يجب الحديث عنها هي في ما يفرضه الاحتلال في معادلة الصراع القائم والذي نلخصه في ما يلي:

1. تهويد القدس المتسارع والذي يظهر اليوم في مشروع الجسر المعلق الرابط بين مناطق الغور ومستوطنة معالي أدوميم والبوابة الجنوبية للقدس لتحويل مسار العرب القادمين من الجنوب عبر خط عناتا الجديد والذي سيساهم في مصادرة آلاف الدونمات من الأراضي وينهي المراحل الأخيرة في مخطط القدس الكبرى.

2. تعزيز الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال تمرير مخطط ليبرمان القاضي بإسلام مصر ملف غزة، ومن ثم ضرب التواجد العربي في الداخل الفلسطيني عبر ما يعرف بإخراج مناطق أم الفحم عاره عرعره والقرى المحيطة إلى السيادة الفلسطينية.

3. عقد تسويات سياسية في المنطقة على حساب الملف الفلسطيني، مقابل التطبيع الكامل للعلاقات بعد إجبار السلطة على القبول بمشروع دولة على حدود الضفة الغربية.

الأركان الثلاثة التي تنجح إسرائيل فيها تحتاج من القيادة والفصائل الفلسطينية موقفاً تاريخاً يوازي ما تم في كامب ديفيد 2001، حينها نستطيع التحول من مفعول به في السياسة، إلى فاعل يغتنم ما يجري من تغيرات دولية، ويجند كل عناصر القوة التي نمتلك، ويضيف عليها ما تصنعه حكومة نتنياهو من خروقات كبيرة، لتحقيق إنجاز فلسطيني يحترم، وإن لم نفعل ذلك سيصدق فينا المثل العربي، لا لمت تينها ولا أكلت قطينها.. ويا فرحتها ضيعت الولد.

التعليقات