31/10/2010 - 11:02

العجائب الفلسطينية السبع../ د.عبد الرحيم كتانة*

العجائب الفلسطينية السبع../ د.عبد الرحيم كتانة*
تمثال السيد المسيح في البرازيل أو سور الصين العظيم لم ولن يراه معظم الفلسطينيين، ولكن عجائبهم يشاهدونها كل يوم، وهم، على كل حال "فخورون بعجائبهم، وربما، يخططون للاحتفاظ بها لتسجيلها في موسوعة جينيس.
واليكم "فقط" سبعة منها:

أولا: ظهر مفهوم اليسار واليمين، بقوة في النصف الثاني من القرن الماضي. وكان قد اصطلح على اعتبار القوى المناهضة للامبريالية والصهيونية (هكذا كنا نسميها- وقتذاك) قوى يسارية، وان القوى الرجعية (المتدينة- أساسا )وأصحاب وجهات النظر المعارضة للمعسكر الاشتراكي على أنها يمين. ومن هذا المنظار كان ينظر للإسلاميين (عموما) وبعض التيارات والشخصيات داخل حركة فتح كهاني الحسن (على سبيل المثال – لا الحصر) على اعتبار أنهم يمينيون ويتقاطعون مع موقف الولايات المتحدة. العجيب – هنا – أن اليسار الفلسطيني أصبح مع أمريكيا واليمين ضدها.

ثانيا: كل حركات التحرر المنتصرة حددت معسكر أعدائها ومعسكر أصدقائها – بوضوح شديد، والعجيب الفلسطيني الثاني أن أطراف معسكر الأصدقاء أصبح في خانة أعدائنا وأطراف معسكر الأعداء أصبح هو الصديق والشريك والحليف في مواجهة الأول.

ثالثا: كل قيادات الشعوب المحتلة يكون همها الأول الحفاظ على أمن شعبها في مواجهة الاحتلال، وعجيبنا الثالث يتمثل في أن الهم الأساسي لقيادات الشعب الفلسطيني أصبح الحفاظ على أمن الاحتلال في مواجهة مقاومي شعبها.

رابعا: كل شعوب الأرض التي ناضلت ضد الاحتلال من أجل التحرر والاستقلال قدمت التضحيات الجمة، وكلما ضحت أكثر تحسن موقفها وموقعها السياسي أكثر فأكثر، ما عدا الفلسطينيين (أصحاب العجائب) فكلما ضحى الفلسطينيون أكثر كلما تراجعوا سياسيا أكثر فأكثر.

خامسا: كل الثورات المنتصرة اعتمدت على دعم شعبها وأصدقائه وحلفائه وجمعت القرش فوق القرش لتوفير التموين والسلاح لمقاوميها إلا الثورة الفلسطينية، التي اعتمدت على أعداء شعبها لدعمها (بالسلاح والمال) فتحول المقاوم إلى مقاول، وأصبح الثائر مليونيرا، وأصبح الحمار أو الحصان الذي كان يمتطيه الثوار في الجبال والخنادق إلى ماركات عالمية اسمها يبدأ بـ "المرسيدس" والـ "بي أم دبليو"، ولا ينتهي بالشيراتون والكازينو.

سادسا: لم يحدث في تاريخ الثورات وحركات التحرر أن توسل المقاومون لقوات الاحتلال للحفاظ على حياتهم مقابل تسليم أسلحتهم قبل انجاز التحرر (وحتى بعده ) فلماذا احتفظ أبو عمار وأبو جهاد بمسدساتهم – مثلا؟

سابعا: الشرائح الشعبية، عادة ما تدعم من يعبر عن مصالحها ويدافع عن حقوقها. في فلسطين يحدث العكس: في المخيمات (مثلا) يحظى من يتخلون عن حق العودة بشعبية كاسحة..

ألسنا في زمن العجائب ؟

التعليقات