31/10/2010 - 11:02

العراة الذين يغطون على عوراتهم بالتجني على الشرفاء../ حسن عبد الحليم

-

العراة الذين يغطون على عوراتهم بالتجني على الشرفاء../ حسن عبد الحليم
يسهل على البعض التطاول على صاحب الفكرة لعجزه عن دحض فكرته بالحجة. ويكتب البعض دون أن يفهموا المقروء والمسموع. هناك كتاب بحاجة لان يدرسوا من جديد فهم المقروء والمسموع قبل أن يطيروا وأقترح عليهم كل المدارس ما عدا تلك التي تحاول أن تسمي الصراع بأسماء مستعارة تتماشى مع تطلعاتها، وتعتبر احتلال فلسطين صراعا بين التطرف والاعتدال.

حينما تكون التسوية السياسية المطروحة هزيلة يكون شعب فلسطين بوضوح ضد التسوية المفروضة وغير العادلة ومع المقاومة مهما كان اسمها..ومهما كان وصفها. والصراع بين دعاة التسوية وبين المقاومة هو ليس صراعا بين الفصائل مهما سمي من أسماء مستعارة بل هو صراع بين نهجين.

الصراع هو بين التسوية الهزيلة التي يراهن البعض عليها- والتي تعتبر أقل بكثير مما رفضه الراحل عرفات في كامب ديفيد عام 2000 وبالتأكيد لن تشمل انسحابا إلى حدود الرابع من حزيران عام 67 ولا عودة اللاجئين ولا القدس ولا تفكيك المستوطنات- وبين الممانعة التي هي فوق الفصائل لأنها تعبر عن الحلم الفلسطيني وطموحاته. وما محاولة الأقلام المفضوحة جرنا إلى زوايا مظلمة من التفاصيل الصغيرة إلا محاولة بائسة، لا يمكنها أن تغطي مواقفهم المتماشية مع المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط ومع إملاءات الاحتلال ودولة الإرهاب. كيف يمكن ان تقف مع أولمرت وبوش والدحلان في نفس المعسكر وتعظ الناس. كيف يمكن لرجل الدحلان حسن عصفور مثلا أن يعارض اي حوار واي كلام مع حركة حماس في غزة وأن يحاول التخلص من غزة واتهام الآخرين بذلك (وللدحلان أيضا نائب عنه في البرلمان الاسرائيلي يقفز من حزب لآخر كل موسم انتخابات).

من لا يرى الشمس من الغربال فهو أعمى أو يتعامى، ومن يحاول من موقعه في معسكر بوش وأولمرت أن يشكك في الموقف الداعم للمقاومة فهو يحاول أن يغطي على عورات مواقفه ووقوفه إلى جانب من تاجروا ويتاجرون بالقضية ويتعاونون مع الاحتلال ورموزه ومشاريعه ضد مصلحة الشعب الفلسطيني الذي عانى ويعاني ويدفع ثمنا باهظا لا يدركه هؤلاء لأنهم فقدوا الحس حينما انخرطوا في مشاريع لن تفضي إلا إلى تصفية المشروع الفلسطيني. ليس المغامر من يقف مع الوطنيين بل المغامربحقوق شعبه هو المتواطئ. ولا "نطوش" على شبر ماء يا رفيق بل أنت الغارق في علاقات مشبوهة ومواقف مشبوهة.

وإلى الشعراء الذين صمتوا دهرا وتحدثوا كفرا ممن لا يخجلون أن يقفوا إلى جانب المشروع الأمريكي ويتهجمون على المقاومة اللبنانية والفلسطينية من أمثال من كان شاعرا ربما، سميح القاسم، وتجنى على المقاومة اللبنانية في القناة العاشرة في التلفزيون الاسرائيلي في ايام الحرب الأولى. ومن يقفون إلى جانب زمرة أوسلو ضد المقاومة «الأصولية» ويصرحون أن وقوف العلمانيين إلى جانب المقاومة يستفزهم بعد أن صرحوا أن لقب شاعر فلسطين لا يريحهم، أمثال محمود درويش، ولا تعجبه فلسطين الا اذا تجسدت فيه ويتكبر عليها، وألقى شعرا في مؤتمر دافوس البحر الميت امام الوفود ومنها الوفد الإسرائيلي، مع تقديري لموهبته الشعرية الفذة.. ولكن الرجال مواقف وسقط هؤلاء في الامتحان حينما طلب منهم موقفا..لقد ترك البلاد دون سبب في حينه، ونحن نتفهم انه ترك البلاد بحثا عن النجاح وها هو يعود اليها مطبعا بإذن إسرائيلي، ولكن كيف يستشهد حسن عصفور ومحمد بركة، كل في مقال مختلف، بمن غادر البلاد دون سبب ويعود اليها بإذن اسرائيلي، ضد ملاحق ومطلوب ولا يستطيع العودة الى البلاد. هذا ليس ذنب محمود درويش أن يستشهد به ضد من كانوا أصدقاءه، ولكن ذنبه نعم أن يأتي الى قاعة بيت روتشيلد بإذن إسرائيلي، الى بلد لا يسمح بلم شمل العائلات الفلسطينية، ولا يمنح اذنا لزوجة لزيارة زوجها، ويعتبره أقرب اليه من غزة، فالاستعمار الاسرائيلي علماني ربما بموجب ذوقه.

محمد بركة الذي وقف على أطلال صفورية باكيا في ذكرى النكبة.. يقترح كلمات جديدة للنشيد الوطني الاسرائيلي ويطعن زميلا له ملاحقا ومطلوبا لإسرائيل في الظهر، وينبري الآن للدفاع عن مشروع كيت دايتون، ويقف إلى جانب أصدقائه الدحلانيين ومنهم حليفه السابق الطيبي ومن لف لفهم دعاة التسوية والتصفية لقضية شعب ناضل أكثر من نصف قرن ودفع أثمانا لا يمكن لشعب آخر على وجه الكرة الأرضية أن يدفعها.

هذا تيار انتهازي مهما تعددت أسماؤه، وهو تيار يجدها الآن فرصة للتباهي باعتداله في ظل عودة امتيازات جماعة أوسلو إسرائيليا اذا صمدت هذه الجماعة في رفض الحوار مع حماس، واذا صمدت على رفضها الخيارات العربية وأصرت على الخيار الاسرائيلي. هذه فرصتكم لنيل رضى اسرائيل فاستغلوها !! - الحواجز الإسرائيلية المنتشرة في الضفة الغربية كفطريات الشتاء والشهداء الذين يسقطون كل يوم وعشرات الفلسطينيين الذين يعتقلون كل يوم..ومعاناة اللاجئين في لبنان وفي أماكن اللجوء، وتهويد القدس وتوسيع المستوطنات وفظاظة الجندي على الحاجز لا تعني شيئا لتجار القضية الفلسطينية طالما أن الحسابات بالنسبة لهم ربح وخسارة سياسية أم مادية.. أو نكاية بشخص ما لأنهم أصغر من أن يتخذوا موقفا يحسب لهم فيتخذون موقفا يحسب عليهم وللتغطية على ذلك يهاجمون أصحاب المواقف والأعمال الوطنية الشريفة...

ويجند هؤلاء كتابا صغارا للدفاع عن تواطؤهم ومواقفهم الهزيلة، وهؤلاء الصغار المساكين الذين ينتظرون المرتب في نهاية الشهر من أسيادهم هم مساكين، يستثنون حينما يجري الحديث عن الكتابة الجادة ويكونون أسياد الكتابة الهزيلة لأن الكتابة موقف وليست تغطية لعورات العراة..

حينما يكون التصنيف محصورا بين معتدل ومتطرف حسب الرؤية الإسرائيلية والأمريكية فسنكون حتما مع معسكر التطرف وكونوا أينما شئتم بخيبتكم ولكن لا تنتقدونا بل اخجلوا من أنفسكم. وحينما يكون التصنيف هو بين مرتزقة أمريكا ولواء الوطنية فحتما سنرفع لواء الوطنية ضد العملاء.


التعليقات