31/10/2010 - 11:02

"المحرقة" المتدحرجة في فلسطين!../ نواف الزرو

حينما يعلنها أولمرت باسم "اسرائيل" ومؤسستها الحربية واقطابها السياسيين انها "حرب مفتوحة" على غزة، مؤكدا"تدور حرب في الجنوب..كل يوم وكل ليلة"، مضيفا بعد دقائق من غارة جوية جديدة "ان هذه الحرب لن تتوقف" حتى يتوقف سقوط صواريخ على اسرائيل/ وكالات الانباء "، فانه يكشف هنا عن الاجندة الحقيقية المبيتة للفلسطينيين ليس في غزة فقط وانما في الضفة والخارج ايضا...!

وحينما يهدد ثانية وثالثة و.."كلما دق الكوز بالجرة" قائلا: "إنه في الجنوب تدور حرب وأن "احدا في حماس لا في المستوى المنخفض ولا في المستوى العالي، سيكون حصينا من تلك الحرب"، فان التصعيد التدريجي يغدو اوضح من اي وقت مضى...!.
هذا التصعيد الاجرامي الذي توجه اولمرت بـ"المحرقة"المفتوحة التي سقط فيها في مرحلتها الاولى نحو 130 شهيدا نصفهم من الاطفال والنساء واصيب حوالي 350...!
وليس ذلك فحسب...!

فهاهو نائب وزير الحرب الجنرال فيلنائي "يهدد بتنفيذ ابادة جماعية- هولوكست- بغزة في حال استمرار اطلاق الصواريخ على اسرائيل" و"الكابينت-المجلس الامني المصغر- " يقرر شن حرب مصغرة بدلا من الاجتياح الشامل/ المصادر العبرية/2008/2/29"..!

تعيدنا هذه المجزرة قليلا الى الوراء حينما تفاخر رئيس الشاباك الاسرائيلي "يوفال ديسكين" في الجلسة الحكومية الاحد 2008/1/14 بـ"قتل ألف فلسطيني"، وزايد عليه "آفي ديختر"وزير الامن الداخلي الاسرائيلي بقوله"هناك حوالي 20 ألف مخرب في القطاع يجب قتلهم"، ليلحق بهما أولمرت قائلا: "يوجد هناك حرب، وإسرائيل تتصرف بذكاء، ومئات القتلى في قطاع غزة في السنة في وسط المنظمات الإرهابية هو ثمن لا بأس به تدفعه تلك المنظمات" .

ولم تمض على ذلك سوى ساعات حتى اقترفت مجزرة الثلاثاء الحمراء 2008/1/19 ...!
فتلك المجزرة –المذبحة- الجريمة الكبيرة البشعة المروعة التي اقترفتها آلة جيش الاحتلال واسفرت عن استشهاد نحو عشرين فلسطينيا ونحو ستين مصابا بعضهم اصاباتهم مميتة.
لم تكن تلك المجزرة الاولى...!
ولم تكن الاخيرة...!.
انه "الهولوكوست" الابادي المتدحرج في فلسطين ...!

فالذي يجري في هذه الايام على امتداد مساحة الاراضي الفلسطينية المحتلة بشكل عام، وعلى ارض القطاع على نحو حصري مخطط ومبيت ومؤدلج ومدجج بفتاوى وتشريعات الحاخامات، وبالقرار والتصميم والاصرار الرسمي والامني -الحربي الإسرائيلي.

والذي يجري على ارض القطاع يمكن ان نطلق عليه المجزرة -المذبحة المفتوحة التي تنفذ مع سبق التخطيط والتبييت والترصد في اطار استراتيجية "قطع رؤوس المقاومة ومقومات الصمود الفلسطيني" و"القضاء على مصنع الارهاب-المزعوم-" ...!

انها مجزرة ترتكبها "اسرائيل" بشهية مفتوحة للدم العربي الفلسطيني وسط صمت عربي ودولي مطبق، في وقت يطلق قادة اولمرت واركان جيشه وحكمه المزيد من تهديدات سفك الدماء.
فهي ايام الدم المتصلة في غزة والضفة، وأطفال فلسطين شهداؤها ...!
وكأن هذه الحرب المفتوحة في جوهرها حرب على الاطفال والاجيال في فلسطين...!

وهي حرب حقيقية تمارس بشكل مكثف وتشهد تصاعداً خطيرا مع سبق التخطيط الاجرامي في الأيام الأخيرة.
وكأن القيادات السياسية والامنية الاسرائيلية تسعى لتجسيد عبرها ودروسها المستخلصة في تقرير فينوغراد عن هزيمتها الساحقة في صيف /2006 على اللحم الفلسطيني...!
وكأنها تلملم نفسها وردعها من جديد على الجبهة الفلسطينية غير المتكافئة...؟!!!

وكأنها تريد أن تقول للإسرائيليين والعالم إنها "إسرائيل" هي...هي لم تتغير ...وان قدراتها العسكرية والامنية لم تتضرر...؟!!!!
وان جيشها وقواتها الخاصة ومروحياتها الاغتيالية ما تزال بكامل عافيتها الارهابية ....؟!!
وانها قادرة على مواصلة المجزرة المتدحرجة ضد كل الفلسطينيين الذين تسول لهن انفسهم بالاقتداء بنموذج حزب الله في لبنان مثلا ...؟!!

وكأنها تطلق رسالة للفلسطينيين والعرب والعالم انها لن تخرج من جلدها الارهابي المجازري ابدا ....؟!!!
وان المعركة مع الفلسطينيين المرابطين على خاصرتيها مسألة استراتيجية اخرى تختلف عن المعركة مع حزب الله...؟!!!
وربما الاهم من كل ذلك ان هستيريا الارهاب والاغتيالات والمجزرة المتدحرجة اخذت تنصب على رؤوس الفلسطينيين مركبة في اعقاب الهزيمة وانسحاق الردع والهيبة الاسرائيلية في لبنان....!

فحسب معطيات المشهد الفلسطيني فان عمليات القتل ضد اطفال ونساء وشيب وشبان فلسطين مستمرة بصورة يومية وبالبث الحي والمباشر، فكل يوم ثلاثة او خمسة او سبعة او عشرة شهداء او خمسة عشر او عشرين نصفهم من النساء والاطفال والشيوخ او أكثر...!

فحسب داني روبنشتاين الخبير في الشؤون الاسرائيلية في صحيفة "هآرتس"إن إسرائيل تواصل سياستها ضد الفلسطينيين كالمعتاد غير آبهة بالتطورات او بمفاوضات، وهذه ليست طريقة لعقد الاتفاقات" وانها تتصرف وكأن كل التفاعلات السياسية الفلسطينية مسألة لا تعنيها، فهم اي - قوات الاحتلال- يواصلون اقتلاع اشجار الزيتون، ومصادرة الاراضي من اجل الجدار والاستيطان ويواصلون الاجتياحات والتصفيات والاعتقالات.. وكالعادة ليست هناك نهاية لعمليات التنكيل على الحواجز التي لا تقلق أحدا في اسرائيل باستثناء مجموعة نساء "محسوم ووتش".

وكأن أولمرت يقول للإسرائيليين والفلسطينيين مجددا "لا اريد ان ينام أحد ليلا في غزة "و"ان علينا ان نعرف متى نكشر عن انيابنا..."

ولكن ...!
الحق هنا ليس على "اسرائيل" الارهابية فهذة طبيعتها واستراتيجيتها تجاه الشعب العربي الفلسطيني، وانما على العرب المتفرجين المتبلدين، والحق أيضا على المجتمع الدولي الذي" يتفهم اسرائيل" في حربها على "الارهاب الفلسطيني" ....؟!!!!
يفترض منطقيا واستراتيجيا ان ترخي الحرب الاولمرتية-الباراكية المفتوحة والمحرقة المتدحرجة ضد فلسطين الانسان والشجر والحجر تداعيات خطيرة تحرك اطراف الجسم العربي المخدر الى درجة لا يصدقها حتى أعداء الأمة ...!

التعليقات