31/10/2010 - 11:02

"انفلونزا الصقور" تتسيد المشهد الإسرائيلي../ نواف الزرو

- الجنرال احتياط افرايم سنيه يعلن "إسرائيل ستدخل آجلاً أم عاجلاً قطاع غزة"...
- ونتنياهو يطالب بعملية وقائية حاسمة..
- وليبرمان يدعو لعمل واسع النطاق يبتر غزة والى قطع الماء والكهرباء عن السكان..
- وديسكين يدعو إلى عدم قبول التهدئة في الضفة الغربية وإلى مواصلة العمليات في قطاع غزة..
- ورئيس الشاباك السابق يعقوب بري يضيف:"علي إسرائيل اغتيال جميع قادة حماس واحتلال القطاع"
- والجنرال غيورا ايلاند رئيس مجلس الامن القومي الاسرائيلي السابق يطالب باحتلال أجزاء كبيرة من قطاع غزة، ويطالب بتدمير آلاف المنازل في رفح.
- والطــبـيب اليهودي بنيامين مزوز يقول: "يجب إبادة جميع الفلسطينيين حتى لا يبـقى لـهـم ذكـــر! "
- والحاخام يسرائيل روزن يدعو إلى "ضرب التجمعات السكانية الفلسطينية"..
- وايلي يشاي زعيم حركة شاس الدينية يدعو إلى "هدم كل قرية ينطلق منها صاروخ"..
- بينما تتحدث مصادر اعلامية اسرائيلية عن إرهاب صهيوني بالـ"ريموت كونترول"..

وهكذا.. فهذا الذي نشاهده ونتابعه هناك في فلسطين المحتلة وفي المجتمع الاسرائيلي/ الصهيوني على نحو حصري، يمكن تكثيفه حقا بـ"أنفلونزا الصقور" التي باتت تمتد وتنتشر وتتكرس وتتغذى في مستنقعات العنصرية وايديولوجيا الارهاب المجازري المتعاظم ضد كل شيء عربي فلسطيني هناك... ويمكن تكثيف كل ذلك أيضا بالتأكيد على أن هناك ما يمكن أن نطلق عليه كذلك "لوثة شارون الإبادية وسياسة قطع رؤوس العرب" التي على ما هو واضح أخذت تسطو بدورها على المشهد السياسي الإسرائيلي برمته امتدادا من أقصى يمينه المتشدد المتطرف العنصري الدموي، وصولا إلى أقصى يساره المزعوم متمثلا على سبيل المثال بوزير الدفاع أو الحرب عمير بيرتس الذي انتقل من زعامة نقابة العمال /الهستدروت / ومن زعامة العمل من موقع الحمائمية الى موقع الصقورية والحربية العدوانية...هكذا ما بين عشية وضحاها....؟!!!

فهاهو الحاخام الرئيسي السابق في إسرائيل مردخاي إلياهو الحكومة يفتي بقتل المدنيين الفلسطينيين ويدعو إلى شن حملة عسكرية على غزة، معتبرا أن "المس بالمواطنين الفلسطينيين الأبرياء أمر شرعي/ 2007/5/31".

ولذلك لم تكن فتوى حاخامهم الكبير عوباديا يوسف قبل ذلك حينما قال: "ان العرب يتكاثرون كالنمل وبالتالي فليذهبوا الى الجحيم" و"تمنى للمستوطنين النصر على الفلسطينيين الاغيار المجرمين "غريبة ومفاجئة، ولم تكن مطالبة البرلماني الليكودي ميخائيل كلاينر مثلا بـ "قصف المدن والقرى الفلسطينية وقتل عشرة الاف فلسطيني دفعة واحدة، وقتل الف فلسطيني مقابل كل يهودي يقتل /من رسالته الى مؤتمر الكونغرس الصهيوني ال 34 / " الا من صميم أدبياتهم وتراثهم الإرهابي.

وفي هذا الصدد كذلك تحديدا كان الجنرال موفاز وزير الحرب السابق قد أطل علينا أيضا معربدا : "ان غزة ستهتز وترتعد تحت وقع "اول الغيث"، و "إن الزهار وهنية سيلحقون بالشيخ ياسين والرنتيسي " وخاطب ضباط وجنرالات الجيش موجها : "لا ترحموا أحدا من العرب لان أمن إسرائيل فوق كل شيء /يديعوت /2005/9/6 " ثم ليأتي "آفي ايتام" المتشدد عن حزب "هئيحود هليؤومي" ليطالب مجددا بـ"قطع رؤوس الفلسطينيين وفي مقدمتهم قادة حماس/عن موقع عــ48ـرب 48 /2006/6/19 ".......يضاف الى ذلك سلسة لا حصر لها من التهديدات والعربدات الحربية على لسان كبار جنرالات الجيش والسياسة في " اسرائيل " في سياق الحرب الاولمرتية – البيرتسية الراهنة ضد الشعب الفلسطيني...

.. إلى أن وصلت فتواهم الدموية إلى مستوى تشريع "قتل الاطفال والأجنة الفلسطينيين حتى وهم في بطون أمهاتهم".
ما يبين لنا أننا أمام مجتمع إرهابي متعطش للدماء العربية وملوث بالعنصرية والنزعة الدموية الإجرامية، ومصاب بـ"أنفلونزا الصقور"، وهي الحقيقة الدامغة التي أكدها لنا حديثا "د.يحيعام شورك"الكاتب والمؤرخ والمحاضرالاسرائيلي في"بيت بيرل" في دراسة حملت عنوان " جذور البلطجة والقوة في المجتمع الإسرائيلي"، حيث قال : "أن نزعة القوة في المجتمع الاسرائيلي ليست وليدة الأمس فهي ترجع إلى زوايا الماضي المعتمة قبل تجسيد الفكرة الصهيونية..."..ويؤكد " لقد تجندت كتب التعليم من جهة وبرامج العمل من جهة اخرى لصالح تحسين وتنمية الـ"نحن" وتحطيم الـ"هم" أو شرعنة الـ"نحن" وشيطنة الـ"هم" (الفلسطينيون والعرب).."ويختتم المؤرخ الإسرائيلي شورك بحثه مؤكدا أيضا: "إذا كانت الحال كذلك.. لماذا لا نفهم بذور البلطجة الكامنة داخلنا وبين ظهرانينا...؟!..وإذا أضفنا إلى كل ذلك تدخل الصهيونية الدينية في السياسة وهي التي تقدس العمل الصهيوني، فإن الأمر يعني تلقائيا إعطاء المبررات لكل عمليات سلب الارض ومكان العمل وتسويغ كل عدوانية واستعلاء تجاه البيئة المحيطة / ان كانت فلسطينية أو عربية /...ألا يكفي ذلك...؟!/عن موقع المشهد الإسرائيلي -2005/9/25 "....؟!!!!

وترتقي نزعة العنف والقتل والارهاب لديهم الى مستوى فلسفي مع جابوتنسكي وتلامذته من أمثال بيغن وشارون واولمرت ونتنياهو وباراك وموفاز ويعلون وغيرهم حيث جاء في ادبيات هؤلاء مثلا: "ان قوة التقدم في التاريخ ليست للسلام بل للسيف" و"أنا أحارب إذن أنا موجود"، و"أولا وقبل كل شيء يجب ان نقوم بالهجوم عليهم- أي على العرب"، و"لا يمكن الوثوق بالعربي بأي حال من الاحوال، وبالتالي فإن الطريقة الوحيدة للتعامل معه هي قتله".

ولذلك نتساءل في الخلاصة المفيدة باندهاش كبير :
لماذا يتهافت العرب في ضوء كل ذلك إذن على التطبيع الشامل مع تلك الدولة ومع ذلك المجتمع الذي لا يرى فيهم سوى نمل وديدان يجب سحقها...؟!!!
ولماذا يلتزمون الصمت والفرجة على تصعيدات الاغتيالات والمجازرالجماعية الدموية ضد الفلسطينيين..؟!!
ثم أية" تسوية" سوية يمكن أن تقوم إذن مع مؤسسة سياسية - أمنية - عسكرتارية إسرائيلية مدججة بمثل تلك الادبيات والفتاوى والتشريعات العنصرية الارهابية الدموية، وبذلك الكم من مجرمي الحرب..؟!
فهم يخططون ويبيتون ويعملون من اجل قطع رؤوس العرب وإلغاء الكيانات العربية سياديا وإراديا ومعنويا وعسكريا و سياسيا..؟!
فلا يتوقعن أحد إذن أن يخرج الشارونات من جلدهم وعن طبيعتهم... أو عن ذلك الثراث الارهابي الدموي وعن ذلك المجتمع العنصري الملوث بلوثة الشارونية وتفريخاتها الإرهابية...؟!!!!

التعليقات