31/10/2010 - 11:02

حذار من الترانسفير../ ظافر الخطيب*

حذار من الترانسفير../ ظافر الخطيب*
حذار من الترانسفير الصغير لان بعده قد يكون الكبير، ذلك القرار الخطير يحتاج ان يقرأ بعين استراتيجية استوعبت ما يفعله الآخر الاستيطاني العدواني التوسعي، أما وقد عودنا بعضنا الساكن في هواجس السلطة والدويلة المفترضة في العام 2011، على فرضيات ساكنة سلباً، فإن في ذلك خوف عظيم وعظيم أن تثكل القضية بمجزرةٍ جديدة قادمة لا محال، اللهم إلا إذا تحرك بعضنا الأخر اللامنقسم، تحركاً فاعلاً نشطاً مستداماً.

قد يقتنع البعض بالتفسير الإسرائيلي بأن القرار المتخذ هو مجرد قرار إداري قانوني، وأن عدد المتضررين منه قليل ومحدود جداً، غير أن الثقة بحكومة العدو وقادتها العسكريين ستتحول الى تغطية على القرار – الإعتداء، و بالتالي تغطية القادم من قرارات تستهدف ضرب أي امكانية لقيام دولة فلسطينية في المستقبل.

وفي قراءة لهذا القرار يمكن لنا ان نخرج بعدة احتمالات قد تفسر السلوك الاسرائيلي :

1. التحكم بالأولويات: من الملاحظ في الفترة الاخيرة كثرة القرارات، الإجراءات، التدابير التي تتخذها حكومة العدو، وفي العودة إلى العقل الاستراتيجي الإسرائيلي فإننا نجد قاعدة جذب الاهتمام نحو قضايا مستجدة لتدفع الى تجاهل القضية التي تسبقها، وهكذا فإن القرار الأخير يدفع باتجاه اعتبار التصدي له أولوية على حساب أولوية الاستيطان، الحصار، تهويد القدس.

2. خلق أوراق قوة من اجل المزيد من الإبتزاز: إن كل التصريحات و البيانات الصادرة عن قادة العدو، إنما تشير الى رفض التنازل في كل القضايا المطروحة، لذلك فإنها تجد نفسها محشورة، في وقت تحتاج فيه الى ترييح المساحة من أجل تحضير مسرح العمليات للعدوان القادم، من هنا فإن اعادة تظهير الموقف بحيث تكسب فيه الرضا الغربي والترحيب العربي والارتياح الإسرائيلي، هو ما سيتم بطريقة الصرف (التنازل) من حساب الفلسطينيين أنفسهم، وبناءً عليه وبمساعدة من الأدوات السياسية والاعلامية للغرب أن يتم تقديم حكومة نتنياهو-ليبرمان، على أنها حكومة تسعى للسلام بدليل تنازلها عن القرار الأخير، خاصة وأن جمهور التطبيل والتزمير العربي من أنصار المبادرة العربية جاهز للعزف على أوتار إيجابية القرار الإسرائيلي الأخير، كونه يشجع على اعتبار التنازل بادرة إيجابية يمكن البناء عليها.

3. استطلاع قتالي لجس نبض ردود الأفعال: وفي هذه الحالة فإننا قد نكون أمام عملية تمهيدية لعملية أكبر، فما هو ا لتكتيك وما هو الهدف الأكبر؟ هنا يكمن السؤال الذي يحتاج الى دقة في الاجابة، لأنه قد يجنبنا تجرع كأس العلقم. فالإجراء الإسرائيلي هو بعبارة أخرى التحكم بعدد كبير من الناس و دفعهم باتجاه الرحيل، هنا ليس المقصود هذه الفئة من الناس، إنما التكتيك الذي يخدم غرضا استراتيجيا، وهو هنا عبارة عن مجس لقياس ردة الفعل الفلسطينية، العربية، العالمية، وتكييفها عبر تنفيسها في وقت لاحق، بهذا يمكن اعتبار الترانسفير الكبير هو الهدف الاستراتيجي الإسرائيلي. وقد يرى البعض من زاوية الرهانات العقيمة على الغرب والتدخل الغربي، أو على الشرعية الدولية وقدرتها على التدخل لكبح جماح العدو ومنعه من تنفيذ مخططاته، في أن هذا الاستناج أو الاحتمال غير واقعي وفي ذلك أمُ المصائب، كونه قد يعرضنا الى نكبة جديدة.

إن في العودة الى التاريخ، وقراءة السلوك الاسرائيلي المتواصل ضرورة هامة لاعتماد مقولة أن كل شيء ممكن ووارد من هذا العدو، وبالتالي فإن التعامل معه بوعي استراتيجي يصبح أيضا خياراً وحيداً أمام الشعب الفلسطيني والحركة الوطنية الفلسطينية، وهو ما يفرض بدوره التعامل مع أزمات الحركة الفلسطينية بطريقة أكثر جدية، ذلك أن الصمت هنا تواطؤ مخز، لأن ثمنه المحتم هو القضية الفلسطينية برمتها.

إن ترف الخيارات الفلسطينية المتضاربة، المعبر عنه من خلال أداء الإدارة الفلسطينية السيء إزاء ما يجري، ومن خلال استمرار حالة التشظي و المزيد من التشظي، إنما يدفع باتجاه تحميل مسؤولية ما يجري من تكسير للحلم الفلسطيني الى أهل السلطتين، لماذا؟ لأن ضعف و تشتت و انقسام العامل الفلسطيني مدعوما بضعف وهزال وتبعية النظام الرسمي العربي، ساهم في إنتاج النكبة الأولى، واليوم ونحن أمام ضعف وتشتت وانقسام الحركة الوطنية الفلسطينية، وضعف وهزال وتبعية النظام الرسمي العربي في صورة متطورة، فهل نكون أمان إعادة إنتاج النكبة الجديدة؟؟؟؟

التعليقات