31/10/2010 - 11:02

حينما يغير اولمرت بوصلة المؤتمر!../ نواف الزرو

حينما يغير اولمرت بوصلة المؤتمر!../ نواف الزرو
إذا حصل وعقد ذلك المؤتمر الخريفي للسلام في واشنطن (بعد أن تحدثت عن مصادر أمريكية عن إمكانية تأجيله)، فان سيكون مؤتمرا ميتا مع سبق التخطيط والتبييت الإسرائيلي، وسيكون أيضا مؤتمرا بلا أجندة وبلا أفق حقيقي، وكذلك بلا بوصلة صحيحة، بعد أن أعلنت مصادر إسرائيلية أن أولمرت غير بوصلة المؤتمر واستبعد أي اتفاق مع الفلسطينيين على درب سابقيه من رؤساء حكومة "إسرائيل".

فتصوروا أي مؤتمر سيكون ذلك المؤتمر الذي ليس له صفة وتسمية وأجندة واضحة وجداول زمنية متفق عليها...؟!

وأي مؤتمر سيكون ذلك المؤتمر الواشنطني بعد أن يذهب أولمرت أبعد من كل ما أشير إليه، و"يستبعد حدوث اتفاق سلام مع الفلسطينيين في القريب العاجل"، مرجحاً "أن يستغرق انجاز هذا الاتفاق ما بين 20 إلى 30 عاما/ عن الصحافة العبرية والجروزلم بوست وموقع عــ48ـرب – 26/09/2007/".

فقد ابلغ أولمرت أعضاء لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست قائلا: 'لا يدور الحديث عن مؤتمر سلام، بل عن لقاء يكون بمنزلة غطاء دولي لتأييد للعملية السياسية بيننا وبين الفلسطينيين'، زاعما "انه سينفذ انسحابا على نحو واسع النطاق في الضفة المحتلة"، لكنه ابلغ لجنة الكنيست "انه لا يتوقع أن تصل إسرائيل إلى وضع اتفاق نهائي مع الفلسطينيين قبل مضي مدة تتراوح بين عشرين وثلاثين عاما المقبلين'.

يحملنا هذا الإعلان الأولمرتي حول مضمون المؤتمر إلى التوقف مجددا أمام بعض مفاهيم وآفاق وطبيعة السلام الذي يرده أولمرت وأقطاب "إسرائيل".

فكان شمعون بيريز رئيس "إسرائيل" قد دعا الفلسطينيين والعرب الذين "يريدون إبادة إسرائيل" إلى "تنحية البنادق وصنع السلام"، في حين أعلن الرئيس الإسرائيلي السابق موشيه كتساب في عهده زاعما "أن اتفاقيات السلام وقعت بدماء الشهداء –القتلى من الإسرائيليين – ".

أما الجنرال باراك فقد أعلن "انه لن يتم التوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين قبل خمس سنوات"، وكان ربما خير وأفضل من صاغ سياسة السلام الإسرائيلية المستندة إلى القوة المطلقة حينما أعلن أكثر من مرة: "أن انتصار الصهيونية لن يكتمل إلا بالسلام مع جميع جيراننا" أما السلام الذي أراده باراك فيستند، حسب اعتقاده وكما أوضح، إلى "أن إسرائيل أقوى دولة في محيط 1500 كيلومتر، و"أن إسرائيل دولة قوية جدا، وعندما أتحدث عن القوة لا اقصد فقط الجيش الإسرائيلي، وإنما القوة الشاملة بدءا من معهد وايزمن وفرقة بات شيبع والفرقة الفيرهمونية ..ووصولا إلى المفاعل النووي في ديمونة".

و"السلام المسلح" الذي يريدونه على الطريقة الجابوتنسكية والبن غوريونية والشاميرية والرابينية، وعلى أساس "اختفاء الطرف الآخر الفلسطيني سياسيا وحقوقيا" كما يؤكد الكاتب والباحث الإسرائيلي ميرون بنفنستي وبعد "أن يتم تفكيك البنية التحتية للإرهاب الفلسطيني، واستكمال بناء الجدار" الذي اخذ يفرخ عشرات الجدران الأخرى.

أما الجنرال شاؤول موفاز وزير الحرب الإسرائيلي السابق فيكثف لنا "جوهر السياسات الإستراتيجية الصهيونية /الإسرائيلية في قصة السلام منذ نشأة الحركة الصهيونية مرورا ب"الدولة العبرية "وصولا إلى المشهد الراهن، بعبارات صريحة حينما يقول: "لا اعتقد أننا من الممكن أن نتوصل مع القيادة الفلسطينية الحالية إلى اتفاق سلام، وسنضطر لانتظار الجيل القادم من الفلسطينيين، وأكثر ما يمكن أن ننتظره حاليا هو ربما تسوية انتقالية واحدة"، وعن الدولة الفلسطينية والتسوية الدائمة قطع موفاز مؤكدا :"أنا لا أرى أن ذلك قد يحدث في السنوات القادمة، ويجب أن نعترف أن الشريك الفلسطيني الحالي لا يزودنا بالبضاعة المطلوبة ".

ألا يكشف لنا هنا إذن أولمرت وبيريز وباراك وموفاز حقيقة الخريطة السياسية الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين وكل الملفات الفلسطينية أولا، ثم تجاه مؤتمر السلام الخريفي القريب ثانيا...؟!

فتصوروا ...هذا الإجماع الإسرائيلي على طبيعة السلام الذي يجري الضخ فيه على مدار الساعة وبصورة "غوبلزية" يكادون هم أنفسهم يصدقونها ...؟! ولذلك على الفلسطينيين والعرب أن يعيدوا حساباتهم وان يعيدوا ترتيب أجندتهم وأولوياتهم، وان يتحملوا المسؤولية بمنتهى الجدية على خلاف ما حصل حتى الآن...!

التعليقات