31/10/2010 - 11:02

خطاب السيّد، درس في الإعراب../ وليد أيوب

-

خطاب السيّد، درس في الإعراب../ وليد أيوب
أفلح الأمين العام لحزب الله، ألسيّد حسن نصر الله، في توحيد العرب، كل العرب، من الفقراء والبؤساء والمحبطين "الغلابا"، على محبّته.. ويكفي للتدليل على ذلك أن نورد ما قاله شخص عنده سبعة أبناء وثلاث بنات، يعتاش وعائلته على مخصصات التأمين الوطني، والبيت الذي يسكن فيه مستأجر، ولا أرض له وحسابه في البنك دائم العجز –"مينوس" – وهو لا يملك سيارة ولا مكيّفا ويستخدم حذاء واحدا "صيتائيا" – صيفيّ شتائي - لا يغيّره، وأولاده، من الأبناء، هم الوحيدون الذين يلبسون المرفّع.. قال هذا، ردا على سؤالنا: من أين لك كل هذا الفرح؟.. إن كل أمر يصغر ويتقزّم إزاء العزّة والكرامة، ولقد وجدت كرامتي أخيرا في انتصار جنود حزب الله على الإسرائيلي المتغطرس "البطران"، ولقيت عزّتي إذ أشعرني السيّد أن جنود الرب إنما خاضوا هذه الحرب وصدّوا العدوان وانتصروا لأجلنا، نحن المعذّبين على هذه الأرض.

وقد كسب نصر الله جميع المعارك: العسكرية والتكتيكية والسياسية والشعبية، بفضل مصداقيته التي عبرت جميع الاختبارات. حيث قال يمكننا أن نضرب تل أبيب، فسخر الإسرائيلي إلى أن اضطرّ للإعتراف، أخيرا، بأن لدى الحزب "الأصولي" صواريخ تصيب تل أبيب بل كل زاوية في إسرائيل. وأكّد الأمين العام لحزب الله، كذلك، أنه لا توجد قوة في العالم تستطيع أن تضع يدها على الأسيرين، فلم تستطع يد إسرائيل "الطولى" على أن تنفض غبرة واحدة لينجلي خبر عنهما أو معلومة صغيرة.

قال السيد، في خطاب ذكرى النصر، الثلاثاء الفائت، إن حزب الله لن يبادر إلى حرب مع الإسرائيلي. ولكنّه توعّد إسرائيل "بمفاجآت تغير وجه المنطقة إذا ما فكّرت مجددا بالعدوان على لبنان"، في حين ما فتئ أولمرت ينجرّ وراء "النجوم" المتناوبة على خداعه، وهذه المرة يأتي الخداع من ناحية إيهود براك الذي يرتّب لإطاحة رئيس الحكومة وذلك لتسهيل وصوله إلى الكرسي وإلى الريادة.

لم يكن غريبا أن ترى إلى الإسرائيلي يستمع إلى قناة "المنار" التي ظلت تضوي على الحقيقة وتقول صدقا طيلة فترة العدوان. وقد كسب نصر الله قلوب الناس بعد أن أثبت لهم مصداقيته. وهو فعل هذا دونما ريب لإيمانه بأن الصدق أفضل دائما من التلوّن والبهتان، وهو، كذلك، قال صدقا لأن أخلاقه لا تتيح له غير ذلك.. ولقد برز تعملق هذا السيد البسيط أكثر، حيث وقف، إزاءه، قائد هلامي غرير لا يدري بما يجري تحت عينيه ولا يحسن حساب الربح والخسارة في إدارة الحروب. لكأنه مجرور من الجيش وقائده دان حالوتس وعلامة جرّه الرسن المقدّر على رقبته. في حين أن سيّده، جورج دبليو بوش، وضع نفسه في خانة المفعول به حين عمى الله عينيه عن تقدير صحيح لهمّة رجال حزب الله ولهلامية الجندي الإسرائيلي.

حسن نصر الله عملة نادرة، نرى إلى الجميع يحترمه، حتى الإسرائيلي، وهو يبرز بشكل صارخ، لأن من حوله يتقزّم خصومه في الحلبة وفي اختبار الجماهيرية.. ولقد جئنا بمثلين من الإعراب، المجرور والمفعول به، علما أن باستطاعتنا الإتيان بنماذج أخرى، كأن نتحدث عن الضمير الغائب في السلطة الفلسطينية، أو المفعول المطلق على غاربه في الأقطار العربية المختلفة.

التعليقات