31/10/2010 - 11:02

خلاف «فتح»- «حماس» يعوّق الحسم في نهر البارد../ كلير شكر

خلاف «فتح»- «حماس» يعوّق الحسم في نهر البارد../ كلير شكر
عندما اعلن نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الياس المر انتهاء العمليات العسكرية ‏في مخيم نهر البارد حيث يخوض الجيش اللبناني مواجهة مع جماعة «فتح الاسلام»، انطلق في موقفه ‏هذا من المعطيات الميدانية التي كانت ترده تباعاً، والتي كانت تشير الى قرب بلورة «الصيغة ‏التوافقية» التي يجري الاعداد لها مع الفصائل الفلسطينية لحسم ظاهرة «فتح الاسلام» وبالتالي ‏وقف المواجهات العسكرية بعد «تسليم كل المطلوبين» للقضاء اللبناني.‏

وحتى اليوم فان انتهاء العملية العسكرية التي يقودها الجيش منذ صباح الاحد الواقع في 20 ‏ايار الماضي، ينتظر صياغة اتفاق فلسطيني - فلسطيني حول القوة الامنية المفترض بها ان تتسلّم ‏امن مخيم نهر البارد بعد عودة الجيش الى الوضعية التي كان عليها قبل صبيحة ذلك الاحد، ‏وبالطبع بعد تحقيق الهدف الذي تضعه قيادة الجيش نصب عينيها، وهي تسليم كل المطلوبين من ‏‏«فتح الاسلام» على اعتبار انه من غير المسموح الابقاء على «ظاهرة ارهابية» تهدد الامن ‏والسلم اللبنانيين.‏

وتقول مصادر سياسية مطلّعة ان ثمة «عثرة» تحول دون «طي» صفحة مخيم نهر البارد بمعنى حسم ‏المعركة العسكرية ضد «فتح الاسلام»، تكمن في الخلاف الحاصل في صفوف القوى الفلسطينية وتحديداً ‏الخلاف الفتحاوي - الحماسي، الذي بدأ في الاراضي الفلسطينية بين فتح وحماس، حيث يبدو انه ‏انسحب على مخيم نهر البارد، وهو الذي يعرقل «الصيغة التوافقية» التي ستلي وقف العمليات ‏العسكرية. وتلفت المصادر الى ان الخلاف الفلسطيني الداخلي، يفتش اليوم عن ساحة جديدة ‏لترجمة هذا الخلاف، مشيرة الى ان مخيم نهر البارد يخضع لهذا الصراع الفلسطيني، ما يحول دون ‏اتفاق القوى الفلسطنية على المرجعية الامنية التي ستتولى الامن خلال المرحلة المقبلة، خصوصاً ‏ان هذه القوة تحتاج الى تفاهم فلسطيني - فلسطيني حول مشاركة جميع الفصائل ومهام هذه ‏القوة وصلاحيتها، مؤكدة ان المرجعية الامنية هي احد العوامل الاساسية في حسم العملية ‏العسكرية.‏

وليس خافياً على احد، ان مخيم نهر البارد، يخضع نفوذه، تاريخياً، لقوى فلسطينية موالية ‏لسوريا، اما اليوم، فمع انتهاء العمليات العسكرية، ثمة جهات فلسطينية تطالب بالابقـاء ‏على «هويـة» المخيم، كما كانت قبل الاحداث الاخيرة، بمعنى استلامه من قبل قوى فلسطينية ‏تدور في فلك القوى نفسها التي كانت تسيطر على المخيم، خصوصاً انها تعتبر ان حصول العكس ‏يعني انتصار فريق على حساب آخر، وهو يعني وفق منطق الخلافات الفلسطينية الحاصلة، خسارة ‏مخيم لصالح فريق خصم، وهذا ما قد لا تقبل به بعض القوى الفلسطينية. وقد ينعكس توتراً ‏على بقية المخيمات في لبنان.‏

وتقول المصادر ذاتها ان القوة الامنية المختلف عليها ستحدد وجهة المخيم ودوره المستقبلي، ‏وهي ضمن الترتيبات التي تطرح اليوم كسلة تفاهمات متكاملة وان اختلفت الاولويات بين الجيش ‏والقوى الفلسطينية، لافتة الى ان اولوية الجيش هي تسليم المطلوبين للقضاء اللبناني، على ‏ان يتم على اثر ذلك تشكيل قوة امنية لضبط المخيم كي لا يعود مسرحاً للجماعات الارهابية.‏

وفي هذه الاثناء، فان الجيش سيُبقي على تضييق الخناق على المخيم وسيرد على كل مصدر لاطلاق ‏النار، بانتظار بلورة الصيغة التوافقية، غير ان ثمة مهلة زمنية سيلتزم بها الجيش، ولن ‏يبقي الوضع مفتوحاً الى وقت غير محدد.‏

لكن هل ستنتقل المعركة من مخيم نهر البارد الى مخيم عين الحلوة او الى البقاع او الى ‏الناعمة؟

تُجيب المصادر ان ما يحصل في مخيم عين الحـلوة ليس بجديد، اذ ان المناوشات بين القوى ‏الفلسطينية داخل المخيم تعود الى مراحل سابقة وهي ليست مستجـدة، اما بالنسبة لقضيتي ‏السلاح الفلسطيني في البقاع والناعمة، فانه يندرج تحت عنوان السلاح الفلسطيني خارج ‏المخيمات، وهي مسألة تم الاتفاق عليها على طاولة الحوار، وبالتالي فان اي تحرك للجيش في ‏هذا الاطار يجب ان يخضع لتوافق اللبنانيين واجماعهم قبل القيام بأي خطوة.‏

ولهذا يمكن القول ان حسم المواجهة في مخيم نهر البارد، لا يعني انتقال المعركة الى «موقع» ‏آخر، خصوصاً ان قضية السلاح الفلسطيني لا يمكن التعاطي معها الا كعنوان سياسي.‏


"الديار"

التعليقات