31/10/2010 - 11:02

شارون لم ينس.../ هاشم حمدان

-

شارون لم ينس.../ هاشم حمدان

ليس بمحض الصدفة أن يقف شارون في واشنطن ويعرب عن خشيته من قيام الفلسطينيين بنهب بيوت المستوطنين فور مغادرة جيش الإحتلال للمستوطنات التي سيتم إخلاؤها بموجب خطة فك الإرتباط، فهو وإن كان يرغب في تكرار التناقل الإعلامي الممجوج لما أسماه عملية إنسحاب إسرائيلية، وشارون في هذه الحالة بالطبع يمارس تكريس نفسه كرجل سلام أمام العدسات، بالإضافة إلى تأكيد موقفه من السلطة الفلسطينية على إعتبار أن هناك صعوبة حتى في تنسيق الإنسحاب "التاريخي" معها، ناهيك عن المحاولة في تصوير الشعب الفلسطيني كأنه مجموعة من البرابرة ستندفع إلى نهب المستوطنات فور إخلائها، وإن كانت قائمة على أرض فلسطين، فقد كان يستعيد في ذهنه وقائع مشابهة، رغم الفوارق الجمّاء في الحالتين، في تاريخ كان له بصمات دامية فيه...

لقد إستقدمت الحركة الصهيونية مئات الألاف من اليهود قبيل قيام الدولة، ونظراً لأن المستوطنات القائمة لم تتسع لهذه الهجرة، فاضطرت إلى إسكانهم في معسكرات ريثما تتم العصابات الصهيونية مهماتها في إخلاء القرى والمدن الفلسطينية من أهلها لتوطين "القادمين الجدد" مكانهم...

وعندما كان يزداد ضغط الهجرة اليهودية كانت العصابات الصهيونية تزداد شراسة ودموية فتكثف سفكها للدماء الفلسطينية لدفع الشعب الفلسطيني إلى الشتات..

لقد كان إستجلاب اليهود إلى أرض فلسطين بالشكل الذي تمت فيه، يتطلب من الحركة الصهيونية العمل بسرعة لإفراغ الأرض من سكانها وتأمين الأرض والمسكن للذين أتوا طامعين بالحليب والعسل..

وكما تفيد أوراق التاريخ "المتناثرة" فإن الكثير من المهاجرين اليهود قد أدركوا اللعبة وأخذوا يتسابقون إلى نهب البيوت في البلدات الفلسطينية وإحتلال أفضلها لاتخاذها بيوتاًً لهم، بل كانوا خلف العصابات الصهيونية مباشرة بإنتظار أن تنجز مهماتها ليندفعوا إلى البلدات الفلسطينية التي تركها أهلها بعد أن أقفلوا بيوتهم على إعتبار أن غيابهم لن يكون لسوى أيام معدودة...

وتفيد أوراق التاريخ أيضاً ان المؤسسات الصهيونية "عانت" من إندفاع المهاجرين اليهود لنهب القرى والمدن الفلسطينية بشكل غير منظم كما كانت ترغب، ولذلك كانت تعقد الجلسات الرسمية تباعاً لمتابعة إلى أين وصلت عملية التهجير وأي المناطق يمكن توطين اليهود فيها، واضطرت في حالات كثيرة إلى تكليف الجيش والشرطة بحمايتها ريثما يتم توزيعها!!

شارون في هذه الأيام بحاجة إلى تنسيق الإخلاء ويعود قلقه من إحتمال وقوع "أعمال النهب" أساساً إلى رغبته في بيع بيوت المستوطنين للبنك الدولي.. ربما لتباع للفلسطينيين بقروض طويلة الأمد... أو تقدم كمنّة... وربما ستوضع في بند "التعويض"!!.....

 

التعليقات