31/10/2010 - 11:02

على بركة نتانياهو.. يا بركة../ أيمن حاج يحيى

-

على بركة نتانياهو.. يا بركة../ أيمن حاج يحيى
"الشعور بالألم اليهودي ومع ضحايا المحرقة هو أساس أخلاقي متين للمطالبة بالقضاء على الظلم". وأضاف واصفا محاولة بعض الفلسطينيين مقارنة جرائم الاحتلال بالأعمال النازية بأنها مرفوضة لأن النازية خلافا للصهيونية هي أيدولوجية وحشية ويجب رفض جرائمها.
(محمد بركه في حديث له لصحيفه معاريف)

"وصف إسرائيل بأنها فاشية تعتمد على القوة فحسب، وهي قوة استعمارية.. الفاشية هنا الآن... إسرائيل هي دولة بلطجية ومستقوية وقاسية وامبريالية وسطحية فاقدة لأصالة الروح ومنطوية على نفسها... الدعوات المتتالية إلى قتل الفلسطينيين وهدم منازلهم وترحيلهم والقتل وشرعنة سياسة الترحيل من خلال مشاركة أصحاب هذه السياسة في الائتلاف الحكومي، دليل على انتشار الفاشية". ويضيف: "لقد تجاوزنا عدداً هائلاً من الخطوط الحمر في السنوات الأخيرة. لا أستبعد أن يشرّع الكنيست في السنوات المقبلة قوانين ضد العرب تضاهي بعنصريتها قوانين نورمبيرغ".
(أبراهام بورغ رئيس الكنيست السابق في حديث له مع صحيفه يديعوت احرنوت)

لا يسعنا جميعا إلا أن نحمد الله عز وجل الذي شافى لنا النائب محمد بركة من الوعكة الصحية الطارئة التي ألمت به الشهر الماضي، ومنعته من المشاركة في مظاهرة التضامن مع غزة، والمطالبة بفك الحصار عنها يوم 31.12.2009. ولكن والحمد لله كانت وعكة عابرة واستعاد نائبنا صحته وكامل لياقته، وها هو يمثل الكنيست ضمن وفدها إلى أوشفيتس ليشارك في طقوس إحياء ذكرى تحرير معسكر أوشفيتس والانتصار على النازية.

ومما لا شك فيه أننا نتفق جميعا على مناهضتنا للنازية وجرائمها ضد اليهود في أوروبا وضد الإنسانية جمعاء. ومعارضتنا الشديدة لهذا الفكر الشيطاني الذي أوشك أن يدمر البشرية والحضارة الإنسانية. وتعددت ضحايا الإجرام النازية لتشمل تقريبا اغلب شعوب العالم بين متضرر مباشر وبين متضرر غير مباشرو كان آخر ضحاياها شعبنا الفلسطيني.

إلا أن مناهضة الفكر النازي شيء، ومشاركة ألنائب بركة بهذا الكرنفال الدعائي الإسرائيلي شيء آخر تماما.
وتحديدا ضمن التركيبة التي يشارك بها بركة، وفي ظل الظروف الحالية ومع الإعلان والنية المسبقة الإسرائيلية لاستغلال الحدث سياسيا ودعائيا من قبل الحكومة الإسرائيلية.

وهو ليس استغلال جديد بل هو قديم متجدد دفعنا ثمنه نحن بعد أن احتكرت حكومات إسرائيل المتعاقبة لنفسها دور وكيل ضحايا النازية واختزلت الكارثة الإنسانية بكارثة اليهود وحدهم وجعلتها أداه ابتزاز مادي وسياسي لأوروبا وقبضت الثمن وما زالت.

إلا أنه وتحديدا هذا العام تولي الحكومة الإسرائيلية للحدث أهمية خاصة وحساسة، بسبب الظروف المحيطة لذا نرى تفرغ الحكومة الإسرائيلية شبه الكامل لهذه المهمة.

فالحدث يأتي بعد تقرير جولدستون وقبيل انتهاء المدة القانونية المحددة للحكومة الإسرائيلية بالرد على التقرير، أو تشكيل لجان تحقيق بادعاءات التقرير، ومع تزايد وتصاعد المطالبة الشعبية والقانونية لمحاكمة قادة إسرائيل على أحداث حرب غزة. وليس لدى إسرائيل وحكومتها فرصة أفضل من هذه للتغطية على تقرير جولدستون.

كما أن نتانياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية والذي سيلقي الكلمة المركزية بمعسكر أوشفيتس حيث سيتواجد السيد بركة ضمن الوفد الإسرائيلي وحسب ما ذكر بالإعلام الإسرائيلي، سيركز في كلمته على الربط بين التجربة النازية وبين إيران، وتحديدا ستكون رسالته الأساسية أنه سابقا حاول النازيون إبادة أليهود، والآن هناك غيرهم وهي إيران، مما يستدعي تحركا دوليا لإنهاء هذا الخطر قبل فوات الأوان مثلما حدث مع هتلر. مطالبا العالم بمساندة إسرائيل في أي خطوة تتخذها ضد إيران بل وأيضا مشاركتها من باب التكفير عن ذنوب أوروبا أبان الحرب العالمية الثانية بسماحها للحالة الهتلرية بالتواجد، ولسنا بحاجة لأي تفسير لمعنى هذا الكلام.

إن مشاركة السيد بركة ضمن الوفد الإسرائيلي تشكل خط دفاع أمامي لنتنياهو لصد أي ادعاء باحتكار الكارثة إسرائيليا أو استغلالها وتحويلها لأداة ابتزاز. فليس أفضل لنتانياهو من دفاع ودحض لمثل أي أدعاء من هذا القبيل من وجود نائب عربي فلسطيني لاجئ ضمن هذا الوفد، وسيستغل وجوده أبشع استغلال من حيث يدري أو لا يدري.
وأن كان يدري فإن تلك مصيبة..... وإن كان لا يدري فتلك أعظم

التعليقات