31/10/2010 - 11:02

عوامل النهوض والانكسار../ نزار السهلي*

عوامل النهوض والانكسار../ نزار السهلي*
ولا يزال الجمع مختلف.. مختلف على ما لا يمكن لا لصديق ولا لأبناء هذا الشعب أن يفهمه إلا من منظار المصلحة الفئوية الضيقة.. والآلة تذبح شعبنا الفلسطيني المحاصر.. يختلف الجمع على من يقود ركام وحطام وأشلاء شعبنا المحاصر.. بأيدينا التي نمدها لقتلة ومجرمي حرب في السر والعلن.. بالقبل والأحضان وكأن شيئا لا يكون..حرب الإبادة والتطهير العرقي لأسر بكاملها على مرأى ومسمع العالم اجمع بالة الدمار الصهيونية والأمريكية للأسبوع الثالث بآلاف الأطنان من القنابل والقذائف برا وبحرا وجوا مستخدما الأسلحة المحرمة دوليا التي حجب دخانها شمس غزة العصية على الانكسار.

فهل من المعقول أن السيد الرئيس وكل من يدعي القيادة وعمله للمصلحة الوطنية العليا حسب الخطاب الذي لا يمكن أن يكون إلا وهما إذا لم يكن لتلك القيادات أن تحمي شعبها.. تحمي الأطفال والنساء في بيوتهم.. إنه خزي ما بعده خزي.. أن لا يدرك السيد الرئيس بعد آلاف الشهداء والجرحى الذين سقطوا من هي مسؤولية شلال الدم المتدفق على ارض غزة، اللغة المنكسرة المهزومة في الخطاب الرسمي الفلسطيني هي بحد ذاتها تعبير عن حالة الانكسار الرسمي العربي الذي أرهقته أسابيع وأيام الصمود الفلسطيني بمقاومة بسيطة جعلت من أقوى جيوش العالم يتمرغ في وحل غزة وألهبت شعوب المنطقة والعالم الرافضة لسياسة العدوان والداعية لنصرة الشعب الفلسطيني، بينما يقدم زعيمه خطاب الانكسار والهزيمة في جدوى المقاومة للمحتل ومشروعه الداعي لشطب قضيته الوطنية.

إنها جرائم حرب يا سيادة الرئيس تمارسها إسرائيل بعقلية النازية والفاشية ضد شعب محتل وهو يمتلك عوامل النهوض بمقاومته للاحتلال المسؤول عن كل الجرائم المرتكبة بحق شعبنا الفلسطيني والأساس للنكبة الفلسطينية الممتدة منذ العام 1948 من مجازر وإرهاب الدولة الممارس ضد شعوب المنطقة كلها.

ضاقت ذرعا شعوب العالم بسياسة الغطرسة والقوة وإرهاب الدولة التي تنتهجها العقلية الصهيونية والاستطلاع الذي أجراه المعهد الأوروبي في نوفمبر 2003 الذي خلص إلى أن 59% من الأوروبيين يعتقدون أن إسرائيل تشكل خطرا على السلم الدولي والملايين التي جابت شوارع العالم هي الجواب على عقلية الانكسار التي يتذاكى بها السياسي العربي والفلسطيني.

هل من المعقول أن يترك الشعب الفلسطيني وسط حالة الصمت المريب المتكررة منذ 6 عقود لتكرر الإبادة والمذابح المؤدية إلى النكبة الكبرى.. نعم معقول كل شيء في الزمن الرديء الذي تعطي فيه السياسات الرسمية العربية والفلسطينية المتهافتة على عناق المشروع الصهيوني..

وتقولون لما الغضب؟

أيهما يمارس النفاق والازدواجية؟ هل فقط العالم الغربي الذي تقوده عقلية حاخامات لا ترى قيمة للدم العربي أم هذه السياسة العربية التي ترى ما يجري في فلسطين بنظرة المحايد ، لا بل والداعم لتركيع الشعب الفلسطيني..

شهدنا سنوات النضال الفلسطيني ومواجهته للعدوان وما أظهره العرب المعتدلون عند سقوط " الضحية اليهودية" وكل الصراخ المستنكر والمهدد في صورة الامتهان للذل عربا وفلسطينيين ما كانوا ليصمتون.. فتلك العقول باتت مثل عقول التطرف الحاخامي لا ترى ضيرا في أن يُستخدم دم الأطفال وأشلاء المدنيين أملا في دفعهم نحو الاستسلام.. أجزم.. ثم أجزم بأن هؤلاء جميعا يدركون بأن المجازر الصهيونية بحق البشر والحجر والشجر.. وسيقول هؤلاء بأن المقاومة كانت تعمل بالقرب من المنزل.. أو أن المقاومة تستخدم المدنيين دروعا بشرية.. وغيرها من الاسطوانة المشروخة..

فليكن، أيحق إذا للفلسطينيين أن يقلعوا عن أخلاق نضالهم ويستهدفون الأطفال اليهود والنساء اليهود تحت ذات الحجة؟؟
وأين وكيف يرى السيد الرئيس تكون مقاومة المحتل في عدد القبل والعناق وأماكن اللقاءات الحميمية مع اولمرت وليفني وباراك..

الإعلام العربي يا سيادة الرئيس قد يكون بجانبك حين يكرر لك جملك التي تثير الاشمئزاز.. لكن ليتك تعرف ما يفكر به الشعب العربي وأصدقاء الشعب الفلسطيني حول العالم..
هذا الشعب الفلسطيني الذي أثبت على مدى أعوام وأيام الإبادة أنه أقوى من كل قياداته التي لا تتنازل متحملة المسؤولية عن قيادتها الفاشلة رغم الكوارث والأخطاء هو شعب أقوى من كل هؤلاء السماسرة.. أقوى من كل فصائله وقياداته التي خلقتها فلسطين ولم يخلقوا هم سوى الخيبات في هذه اللحظات التاريخية الحرجة..

آن الأوان.. آن الأوان.. ليحزم هؤلاء المتهافتون كل تقليعاتهم وخزعبلاتهم ليتركوا شعبهم يقرر من وكيف يُقاد ويرد على حرب الإبادة وجرائم الحرب التي ترتكب على أيدي من تصافحونهم.. ملطخة بدماء الشعب الفلسطيني كل تلك الأيدي التي تصافح باراك الذي قتل رفاق دربكم من الفردان حتى تونس حين ترجل أمير الشهداء أبو جهاد وما بينهما من شهداء وما بعدهما من الشهيد ياسر عرفات والرنتيسي وكل القيادات الميدانية للمقاومة.. ومن العار أن تفتح أبواب العواصم أمام قاتلة مثل ليفني بينما يجفف تحت شمس الحدود العربية الفلسطيني لأنه فلسطيني..

صواريخ ومبررات؟

من منكم من فصائل المنظمة المغيبة وتلك التي ليست في المنظمة لم يطلق صاروخا أو قذيفة هاون دفاعا عن الشعب الفلسطيني حتى يساهم رموز من طراز حماد وغيره من المعتدلين وشلته في تقديم سخافة التبرير لقتل الشعب والإسهام في تقديم الغطاء.. كيف لعاقل أن يقبل مساواة الضحية بالجلاد في اسطوانة مشروخة عن "التنديد باستهداف المدنيين" وهم يعلمون تمام العلم بأن المسألة مسألة احتلال، ومشرع للشعب المحتل أن يدافع بكل الوسائل عن نفسه ويستخدم حتى السلاح لانجاز تحرره.. نظام الفصل العنصري الماثل أمامنا لا يمكن أن يُقاوم بالقبلات ولا حتى بالنيات الحسنة ولا حتى عن طريق كبير الماسونية في شخصوص..الكثير من الذين يقدمون أنفسهم وسطاء

مهزلة غياب الاستراتيجية.. هي التي تقسم ظهر شعبنا.. مواجهة الاحتلال في قتل المدنيين ونزع السلاح والقوة الذاتية لا يمكنه أن يحقق إلا الأصفار المضافة إلى الخيبات..المطلوب اليوم هو تعزيز عوامل النهوض للشعب الفلسطيني ومد يد العون له وتعزيز صموده ضد حرب الإبادة وسياسة التهويد.

إسرائيل ومن يدعمها ومن يحاول أن يخفي جرائمها تتحمل مسؤولية في شلال الدم النازف، وكل هذه الألاعيب التي يقع في مطبها هؤلاء المنظرون للسلام الذي جرى إضاعة الجهد والوقت والدم في سبيله لأكثر من عقد ونصف دون نتيجة.. سوى محاولة فرض الانكسار والهزيمة على الشعب الفلسطيني ومقاومته..

التعليقات