31/10/2010 - 11:02

غزة: القهوة والمكسرات بطعم العلف!../ مصطفى إبراهيم*

غزة: القهوة والمكسرات بطعم العلف!../ مصطفى إبراهيم*
في غزة لا يستغرب الفلسطينيون أي شيء، عندما تغيب القيم والمبادئ والأخلاق، ويكون الهدف الربح السريع، عندما يقوم بعض التجار بالتعاون والتواطؤ مع جنود الاحتلال بتهريب " البن " القهوة والمكسرات بذور البطيخ، بذور القرع، اللوز، الفستق الحلبي" مع علف الحيوانات فهذا أمر خطير ومخيف، وعندما تكون القهوة والمكسرات بطعم العلف فهذا ما لا يعلمه الفلسطينيون ولا المسؤولون في قطاع غزة.

في السابع عشر من سبتمبر (أيلول) 2007، اتخذت الحكومة الإسرائيلية قراراً باعتبار قطاع غزة "كيانا معادبا". القرار اتخذ من أجل فرض مزيد من العقوبات الجماعية على المدنيين الفلسطينيين، وتمثلت بخفض كمية البضائع، التي تدخل عبر المعابر الفاصلة بين إسرائيل وقطاع غزة.

وسمحت بإدخال أصناف معينة من الغذاء والدواء ومواد التنظيف، وقبل نحو ثلاثة أشهر وافقت على إدخال المعكرونة بعد تدخل السيناتور الأمريكي جون كيري، ولا تزال تمنع إدخال المكسرات والشاي والقهوة، وغيرها من آلاف الأصناف من المواد الغذائية والمواد التي تدخل في الصناعية ومواد البناء، وتسمح بإدخال الوقود الصناعي لمحطة توليد الكهرباء وغاز الطهي للاستخدام اليومي فقط.

حسب المعلومات المتوفرة لدى مؤسسات حقوق الإنسان وبعض التجار ووزارة الاقتصاد الوطني فإن إسرائيل تسمح بإدخال نحو 40 سلعة من أصل 4000 آلاف سلعة، ويقوم الجانب الإسرائيلي بإبلاغ الجانب الفلسطيني عن فتح المعابر بشكل يومي جزئي، ولا توجد قواعد محددة لفتح المعابر، بل يقوم الجيش الإسرائيلي بالتحكم في الآلية والطريقة.

وتخضع عملية إدخال المواد الغذائية وأصناف البضائع الأخرى إلى مزاج الضابط الإسرائيلي المسؤول عن المعابر التجارية في مكتب منسق أعمال المناطق في مكتب وزير الأمن الإسرائيلي، وحسب بعض المصادر فان الجيش الإسرائيلي يتلقى من الجانب الإسرائيلي يومياً أصناف البضائع التي يتم طلبها من التجار الفلسطينيين على الهاتف.

إسرائيل تسمح للتجار الفلسطينيين باستيراد علف الحيوانات والطيور ويتم إدخالها عبر معبر المنطار " كارني" أو عبر معبر كرم ابو سالم، وتتم آلية إدخال العلف عبر الخط " الشريط الكهربائي" الذي كان يستخدم في السابق لإدخال "الحصمة" التي تستخدم في البناء الممنوعة من الدخول إلى القطاع منذ سنتين تقريباً.

إسرائيل لا تسمح للتجار الفلسطينيين باستيراد الشاي والبن والمكسرات، وقطاع غزة يعاني من أزمة في هذه الأصناف، فالفلسطينيون في قطاع غزة مدمنون شرب الشاي والقهوة ومنذ فترة يوجد نقص في هذين الصنفين وارتفع سعرهما.

الخطير والمخيف في طريقة دخول البن والمكسرات إلى قطاع غزة وما لا يدركه ولا يعلمه الفلسطينيين في القطاع كيف يتم إدخال القهوة والمكسرات. فالمعلومات تؤكد أن بعض التجار الفلسطينيين يقومون بتهريب البن والمكسرات عبر المعابر الإسرائيلية بطريقة تشكل خطراً على حياة المواطنين الفلسطينيين، فهؤلاء التجار ومن أجل الربح السريع والغنى بأي ثمن، حتى على حساب صحة وحياة المواطنين يقومون بالتعاون والتواطؤ مع بعض التجار الإسرائيليين ومتعهد إسرائيلي يدعى "آشر" مسؤول عن إدخال البضائع من معبر المنطار بإدخال البن والمكسرات مع علف الحيوانات.

والآلية تتم عبر تهريب البن والمكسرات من خلال علف الحيوانات فعندما يتم إدخال العلف من الجانب الإسرائيلي على معبر المنطار "كارني" وبعد الفحص الأمني يتم صب العلف في أماكن خاصة، ويتم شفطها وصبها على الشريط الكهربائي الذي ينقلها إلى الجانب الفلسطيني من المعبر، وفي مرحلة أخرى يتم صب البن والمكسرات في تلك الأماكن المعدة للشفط وإيصالها للجانب الفلسطيني حيث يتم وضع البن والمكسرات في أسفل تلك الأماكن ومن ثم يتم تغطيتها بالعلف ويتم شفط العلف ويبقى في الأسفل "البن" والمكسرات حيث يتم شفطهما وإيصالهما إلى الجانب الفلسطيني من المعبر.

الفلسطينيون في القطاع يشربون القهوة ويتسلون بالمكسرات بطعم العلف، والمسؤولون في حكومة غزة آخر من يعلم بذلك، وهل لا يعلمون كيف يتم إدخال البن والمكسرات وعيرها من البضائع التي لا تخضع للرقابة؟

وهل بحجة كسر الحصار يتم إدخال البضائع بأي ثمن ومن دون رقابة على تلك المعابر؟ أم أصبح الشعار كسر الحصار بأي ثمن حتى ولو كان على حساب صحة المواطنين؟ وهل مصلحة بعض التجار الذين يتعاونون مع جنود الاحتلال من اجل الربح السريع أهم من صحة وحياة المواطنين الفلسطينيين؟

التعليقات