31/10/2010 - 11:02

قراءة أولية في نتائج انتخابات الهستدروت../ سعيد نفاع

-

قراءة أولية في نتائج انتخابات الهستدروت../ سعيد نفاع
توطئة:

الأمر الطبيعي، وقد تخطى التجمّع العقد من عمره، أن يخوض كل معركة انتخابات للناس فيها مصلحة، دون أي تردد ومهما كانت النتائج. الأمر الطبيعي أن " يزجّ" بكوادره في المعارك وليس بالضرورة أن يحقق في كل معركة الهدف الذي وضعه غيره وطبقا لمواصفاته. الأمر الطبيعي أن يخوض الحزب المعارك بغض النظر عن منافسيه أو منازليه، نجاحهم أو فشلهم، وأن يحاول أن يصل إلى قصب السبق بقطع الخنادق وإن كان حفارها حفرها حسب إمكانياته وأهدافه، وحتى إن لم يقطعها في المرحلة الأولى، امتحانه الثبات في موقعه لينطلق قدما عند تجددها. الحزب، أي حزب، الذي يتجنب المعارك التي يخوضها ناسه يفقد أحد أسس وجوده.

لذلك لا يقاس النجاح والفشل في تحقيق الهدف (نسبة الحسم) في سياقنا. ولا يفهمنّ أحد أن هذا الكلام يجيء لتعزية أحد أو لرفع معنويات أحد، فالحزبيّ الحق المحارب الحق يستمد معنوياته من صدق وعدالة معركته حتى وإن فشل في إحدى جولاتها. فالذي يخاف المعارك ونتائجها لن ينتصر أبدا!

النتيجة الحقيقية:
الناخبون العرب من مجمل ناخبي الهستدروت هم 7%، كان بودنا أن نحصل على 3% منهم وحصلنا على أكثر قليلا من 2% حسب المعطيات الأولية. أي أننا حصلنا على 29% من أصوات العرب، وهذه لا شك نتيجة هامة جدا حتى وإن لم تكفنا لتجاوز نسبة الحسم.

أما على مستوى الفروع فلا شك أن النتائج تشير إلى حقيقة ليست جديدة، النتائج تناسبت تناسبا طرديا مع تنظيم الفرع، وما من شك أن الفروع التي تقيم حياة تنظيمية حققت نتائج أفضل من تلك التي تعاني من ضعف تنظيمي. هذه الخلاصة ليست جديدة على الحزب إنما عانينا منها في الانتخابات العامة، ووعدنا أنفسنا أن نتخطاها لكننا لم نفعل، فلو لم نخض هذه المعركة لما عرفنا مواطن ضعفنا وقوتنا، كي نعالجها أولا، وحتى يستفيق الغيورون على الحركة الوطنيّة.

من هنا على الإخوة الرفاق الذين عملوا في الانتخابات أن يدركوا هذه الحقيقة ويعطوا أنفسهم القدر الذي يستحقون، وهو كبير. وعلى الأخوة الرفاق، قياديون قبل الكوادر، الذين قصروا أن يستفيقوا وعلى الأقل حياء من رفاقهم، قبل حزبهم، الذين لم يمدوا لهم يد العون، وكان مثل هؤلاء.

حتى نكون في أقصى معاني الشفافية:
لم يكن قرار خوض المعركة في قيادة الحزب هينا واختلفت الآراء، فكان منها من طرح أن ننسحب من المعركة ونعلن دعمنا للجبهة ( وهنا مبروك للجبهة تحصيلها)، وهناك من رأى أن خوضنا المعركة في هذه الظروف، ظروف ملاحقة الحزب وقائده ، صعبة وإمكانية النجاح فيها قليلة( لعمري لو سئل لقال: قدما!). وهنالك من رأى، وكانت له الغلبة، أن المعركة يجب أن تخاض حتى ولو فشلنا في تخطي نسبة الحسم.

والشفافية مطلوبة أكثر في استخلاص العبر من المعركة وبكل صراحة وشجاعة، وبدون غرور وبدون وعظ، وليبدأ كل بنفسه دون أن يرمي التبعات على غيره، على طريقة: الحد في مارس غيري!.

لا تخطئون القراءة:
ما من شك أن المراهنين على اقتسام "الورثة" كثيرون سرا وعلنا ، فلهم نقول لا تخطئون القراءة!
ولكن الأهم أن لا نخطئ نحن القراءة، وعلينا أن نعرف بل أن ندرك أننا نمر فترة صعبة ليست ناتجة عن الانتخابات ونتائجها إنما، عن شعور البعض "بفقدان" رأس الحربة أو المظلة التي اعتادت التصدي عنهم وتظليلهم، الحربة ما زالت ماضية وإن دخلت غمدها مؤقتا والمظلة ما زالت سليمة وإن طويت مؤقتا هذا أولا، أما ثانيا إن كان هنالك وبعد كل هذا العمر من لم يتعلم حمل الحراب وتوجيهها الوجهة الصحيحة ورفع المظلات لتظليل الحركة الوطنية، فالأحرى به أن يكفينا شر النواح.

التعليقات