31/10/2010 - 11:02

كأنه ثعبان قطع رأسه/ وليد أيوب

-

كأنه ثعبان قطع رأسه/ وليد أيوب
تحتدم المعركة الإنتخابية للبرلمان الإسرائيلي من يوم إلى آخر حتى لكأن كل يوم يأتينا بجديده. وقد نراهن على أن ما تحبل به الأيام القادمة، خصوصا فيما بعد الإنتخابات للسلطات المحلية، يفوق التصور، حيث سيشتعل أوار المعركة وسيمضي بها إلى قمم جديدة.

قد نسجّل هنا أنهم في حزب كاديما فتحوا النار على حزب ليكود، في الأساس، لأنه الحزب الذي يشكلّ خطرا ، بحسب استطلاعات الرأي،على الحزب الحاكم راهنا. وسلاح كاديما هو اتهام زعيم ليكود، بنيامين نتنياهو، بأنّه لن يستطيع تحقيق أي إنجاز فهو لن يخطو ولا حتى خطوة واحدة بالعملية السلمية علما أنه ينحو بمثابرة نحو اليمين المتطرف.

أما توجّه كاديما إلى حزب العمل، فهو لا يعدو كونه توجّها مستخفّا إلى درجة نعت زعيمه، إيهود براك، بأنّه خارج الحسابات أو أنه لا بالعير ولا بالنفير.

داخليا، ما زالت المعركة التي جرت فيما بين ليفني وشاؤول موفاز تلقي بظلالها، فقد نؤكّد أن كلا من الشخصين إنما يتربص بالآخر ويبني له "لوبي" ويؤلّف مجموعة من المؤيدين للإطاحة بالآخر أو تحجيمه.. وهنا أفلحت ليفني حين ضمت السوبر ستار نحمان شاي إلى صفوف حزبها، فيما حقق موفاز جزء من طموحاته حين ابتزّ وعدا من ليفني بأنه سيكون الرجل الثاني في الحزب وفي حكومتها المحتملة.


ألحالة في ليكود أن الحزب يغلي داخليا، حيث أن عددا من القياديين في الحزب يخشون أن يؤدي ضم النجوم الجدد، بيني بيغن وعوزي لنداو ودان مريدور، وغيرهم، إلى دحرهم إلى مراتب متأخرة في قائمة الترشيح إلى الكنيست، فما بالك بالمناصب والحقائب الوزارية عندما يشكل نتنياهو حكومته المحتملة؟.

ألوضع في حزب العمل، الذي ستشكّل الإنتخابات الوشيكة، بحسب كل استطلاعات الرأي، الضربة القاضية له وبداية موته السياسي وغيابه بعد تقلّصه إلى حدود الأعضاء العشرة، فإن زعيمه، براك، بات كما الحية إذ يقطع رأسها، تدور وتلف وتلف وتدور حول نفسها ولا تدري ما تفعله..

فقد انبرى براك ليواجه المحتوم على جميع الجبهات:
فلسطينيا، بعث جيشه ليكسر اتفاق التهدئة وليقتل ستّة من الفلسطينيين لغرض رفع أسهمه لدى الناخب الإسرائيلي بوهم أن هذا الإقتحام سيذكّر الإسرائيليين ببراك القائد الحازم الذي سيجلب الأمن، دون غيره، لإسرائيل.. فكانت النتيجة أن المواطنين في بلدات جنوب غرب النقب عادوا إلى شبح الخوف المميت إزاء رد المقاومة الفلسطينية وأمطار القسامات، وباتت سديروت وأخواتها يعشن حالة رعب وهلع.

دوليا: فقد حاول أن يظهر، مرّة أخرى، بصورة القائد الصلبة قناته حين أكّد لكونداليزا رايس أن إسرائيل تحتفظ لنفسها برزمة من احتمالات الردود التي ترى إليها مناسبة لمنع امتلاك طهران السلاح النووي.

أما إسرائيليا: فقد بدأ بالسخرية من تسيبي ليفني حين تبجّح، بتطاوسه المعروف، أنّ وزيرة الخارجية المكلفة تشكيل حكومة إسرائيل قد فشلت، ولو أنه كان المكلف لشكّل حكومة قوية في غضون ثلاثة أسابيع.

داخليا: ما زال الخلاف قائما بين براك وعمير بيرتس، وفيما بين مركّبات الحزب حيث ارتفعت أصوات (بنيامين بن اليعيزر) تنادي بوجوب الانضمام إلى كاديما وخوض الإنتخابات في قائمة واحدة، في حين أن آخرين يتشبثون بضرورة أن يبقى الحزب مستقلا.

على مستوى الأقلية العربية، لا يؤسس براك على الجمهور العربي أن يفلح "زلمته" غالب مجادلة في سياقة العرب كما القطعان ليملأوا الصناديق بأوراق حزب العمل الكالحة. ولذا، فإن حسابات براك، كما رشح عن مقربين إليه، تقضي بأن يراهن على الصوت اليهودي وأن يرفع أسهمه هناك بأن يتصاقر على قطاع غزة، وأن يتعالى على العرب فيزيح ممثلهم مجادلة إلى ذيل القائمة، وأن يسخر من ليفني ومن نتنياهو، ومن زملائه في الحزب أمثال عمير بيرتس.. أما قلنا إنه أضحى ثعبانا مقطوع الرأس؟.

التعليقات