31/10/2010 - 11:02

لماذا فشلت الثورة في تحقيق أهدافها؟../ د.عبد الرحيم كتانة*

لماذا فشلت الثورة في تحقيق أهدافها؟../ د.عبد الرحيم كتانة*
أقر، سلفا، أنني لن استطيع الإلمام بكافة أسباب الفشل، ولو حررت موسوعة كاملة، وأقر أيضا أن آلاف الأقلام ستضيف أسبابا لم أذكرها في هذه العجالة، وأخرى ستعترض عما ذكرت من أسباب، ولكن الحقيقة المرّة أننا فشلنا في تحقيق أي من أهدافنا، بل إننا عدنا عشرات السنين إلى الوراء.

سيتحاذق المتحاذقون ويتفلسف المتفلسفون ويدعي المدعون أننا نبني مؤسسات الدولة العتيدة، ولكن هذا مجرد ادعاء وهراء، فالاحتلال أقام المدارس والمستشفيات وعبد الشوارع، وليس هذا ما يؤرق الشعب الفلسطيني – بل ما يؤرقه هو الخلاص من الاحتلال وفساد ذوي القربى.

يقال إن هنري كيسنجر، سيء الصيت، أجاب بعض الزعماء العرب على سؤال وجهوه له في نهاية الستينيات حول كيف لهم اتقاء شر هذه الثورة الفلسطينية الفتية التي ستنغص عليهم حياتهم،حيث قال لهم: تريدون أن تفشل هذه الثورة، إذن أغدقوا عليهم الأموال، ووفروا لهم سجادة حمراء لاستعراض حرس الشرف. وهكذا كان....أغدقوا علينا الأموال وأفسدونا وكنا جاهزين لهذا الإفساد وفشلنا. هذا هو بيت القصيد وهذه هي كلمة السر.

يقول أبو نائل (عبد الفتاح ألقليلي) أنه عند عودته من دورة في فيتنام بداية سبعينيات القرن الماضي ذهب لمقابلة أبي جهاد في مكتب الـ23 في دمشق لاطلاعه على نتائج الدورة وبحضور أبي عمار. فسأل أبو جهاد عن التجربة الفيتنامية وسر نجاحها، فأجابهم أبو نائل بجملة واحدة: هم جديون أما نحن فلسنا كذلك.
بمعنى آخر: هم يملكون مشروعا جديا ونحن لا نملك أي مشروع، ففشلنا، إذ انتقلنا من الخنادق إلى الفنادق، ومن الجيب العسكري إلى الـ"مرسيدس" والـ"رولز رايز"، ومن الخيام إلى القصور والفلل. وتحولت الثورة من مشروع تحرري إلى مشروع تجاري- مشروع ثراء غير مشروع، وتحول الفدائي إلى ضابط :عقيد ولواء وفريق، وتحول والموظف إلى وزير ووكيل ومدير عام ومستشار لدولة في الهواء.

فشلنا عندما أصبح شعارنا "سلطة حتى آخر الشهر" بدلا من "ثورة حتى النصر". فشلنا منذ أن تحولت المفاوضات إلى خيار استراتيجي ثم إلى طريقة حياة، ثم إلى وسيلة للحياة والثراء. لذلك أصبحنا أسرى المفاوضات، وعندما تجرأنا وهددنا بوقف المفاوضات إذا لم يتوقف الاستيطان عدنا إليها في ظل زيادة الاستيطان والهدم والمصادرة والاعتقال والاغتيال.

بحثنا عن المبررات وتوسلنا العرب أن يجدوا لنا عذرا للعودة، أن يشكلوا لنا غطاء لقرار اتخذناه، ولكننا لم نتجرأ على تنفيذه دون غطاء. والعرب جاهزون منذ أكثر من ثلاثين عاما للتخلص من عبء القضية الفلسطينية، فكما أعطوا أمريكيا غطاء لضرب العراق (هم أنفسهم) أعطوه لنتنياهو لاستكمال تهويد القدس.. لذلك فشلنا وسنفشل ألف مرة ما دام هذا النهج وأصحابه مستمرون في قيادتنا.

وأخيرا كلمة للسيد الرئيس:
لهذه الأسباب ولغيرها فشلنا ولهذه الأسباب، أيضا، ازدادت الجلطات في أوساط الشعب الفلسطيني بنسبة 500%، وارتفعت هذه النسبة منذ تأسيس السلطة.
السيد الرئيس:
أتوسل إليك وأرجو أن لا تخيب رجائي (فهذه المرة الأولى التي أطلب منك فيها شيئا) أن تحل السلطة وتستقيل و(تحلوا جميعا عن ظهورنا). أما نحن المواطنين العاديين فنريد عودة الأمور إلى سكتها الطبيعية – شعب تحت الاحتلال يناضل بكل السبل للخلاص منه وننسى أمر أوسلو و(عائديه).

التعليقات