31/10/2010 - 11:02

لنبقي المؤسسة الصهيونية قلقة ومنشغلة في الداخل/ عوض عبد الفتاح

لنبقي المؤسسة الصهيونية قلقة ومنشغلة في الداخل/ عوض عبد الفتاح

هدّد كل من وزيرة الخارجية الإسرائيلية، تسيبي لفني ورئيس حزب الليكود بيبي نتانياهو بصورة مبطنة، عرب الداخل وقياداتهم بتكرار جريمة عام 2000 إذا ما فجّروا غضبهم احتجاجاً على إحدى أكبر مجازر العصر التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي منذ أيام في قطاع غزة.
وسواء كان هدف هذه التصريحات يندرج ضمن حملة تخويف العرب وردعهم عن التعبير عن غضبهم على المذبحة التي ترتكب ضد ابناء شعبهم أو عن نية حقيقية في ارتكاب جرائم ضد المواطنين العرب، تؤكد على السياسة الرسمية التي عادت لتتبلور داخل المؤسسة الصهيونية الرسمية في السنوات الأخيرة، ألا وهي اعتبار العرب خطراً أمنياً ويجب التعامل معه على هذا الأساس. كما تؤكد هذه التصريحات أيضاً على أن إسرائيل لم تتعلم الدرس من سلوكها الوحشي ضد المواطنين العرب عام 2000.

صحيح أن رد فعل عرب الداخل على المجازر الجديدة والتي راح ضحيتها في يوم واحد ما يقارب الـ 200 شهيد أقل حدّة وأقل عنفاً من ردّ فعلهم في بداية تفجر الإنتفاضة الثانية قبل ثمانية أعوام حيث اجتاحت المدن والقرى العربية والشوارع الرئيسية مظاهرات غضب عارمة استمرت لأربعة أيام وعطلت طرقاً رئيسية في البلاد وراح ضحيتها 13 شهيداً. ولكن المظاهرات والاحتجاجات التي شهدتها قرانا ومدننا العربية في مختلف أنحاء الوطن (عام 48) منذ يوم السبت الماضي، يوم بدء المجزرة، أكدت على أن هذه الجماهير لا تخضع للتخويف ولا للترويع، وهي تختار الطريقة المناسبة للتعبير عن موقفها وغضبها. وأن الأسلوب الجديد القديم الذي تستعمله قوات الشرطة ضد المتظاهرين والمعتقلين، ألا وهو الضرب الوحشي المبرح من يزيد أبناء هذا الجيل إلا حقداً وغضباً على المؤسسة الصهيونية.

وإذا ما نظرنا إلى المناخ العام الناجم عن الانقسام الفلسطيني المأساوي وتواطؤ أوساط رسمية وأمنية فلسطينية مع الاحتلال ورغبة هذه الأوساط في إضعاف حماس أو هزمها على يد عدوها، عدو الشعب الفلسطيني كله، إضافة إلى تواطؤ معسكرالتواطؤ – الذي اصبح يتعامل مع إسرائيل كحليف موضوعي، فإنه يمكن القول أن شعب فلسطين داخل وطنه الكامل وفي الشتات سيظل حيًا ومتيقظًا واقفًا على رجليه مهما بلغت حملات التيئيس والترويض من قوة، ومهما يلفت وحشية المستعمرين الصهاينة الذين بهذا السلوك الهمجي يحفرون قبرًا لمشروعهم العنصري الكولونيالي.

لن يرتدع عرب الداخل، وقواهم الوطنية عن القيام بواجبهم الوطني والأخلاقي والإنساني تجاه إخوتهم الذين يذبحون بالطائرات، ويستطيعوا أن يشكلوا سنداً لصمود هذا الشعب الجبار المصرّ على هزم هذه الحرب الهمجية.. وعلى تحقيق حريته. لقد أصبح شعبنا في الداخل محصنًا ضد التهديدات العنصرية وهو يعرف كيف يساند ويتضامن، ويعرف حدود وحجم إمكانياته في هذا المجال.

إسرائيل عبر تهديدها عرب الداخل، تريد أن تنفذ جريمتها الكبرى دون أن يزعجها أحد وأن تبقى قواتها القمعية مرتاحة وعليه فإنه أقل ما يمكن أن نفعله نحن عرب الداخل هو أن نبقي هذه المؤسسة القمعية قلقة ومنشغلة في الداخل أيضاً، وعليها أن تدرك ان عدوانها الدموي على أهلنا في المناطق المحتلة عام 67، أو سياساتها العنصرية ضد عرب الداخل، تراكم المزيد من الغضب خاصة في الأجيال الشابة التي قد تفجّر كل غضبها في أية لحظة.

التعليقات