31/10/2010 - 11:02

"مؤتمر لمكافحة الإرهاب" في دولة الإرهاب!../ نواف الزرو

المفارقة الغريبة العجيبة أن يفتتح في "إسرائيل"مساء السبت 9/9/2007 مؤتمر دولي تحت شعار «مكافحة الإرهاب» بتنظيم من «المعهد السياسي ضد الإرهاب»، التابع للمركز الأكاديمي متعدد المجالات في هرتسليا، بمناسبة الذكرى السنوية لتفجيرات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 في الولايات المتحدة، وشارك في المؤتمر سياسيون وأكاديميون وخبراء عسكريون وممثلون عن أجهزة مخابرات في 47 دولة، منها دول عربية كما ذكرت بعض المصادر.

ومنبع الغرابة هنا أن تلك الدولة التي هي في الحقيقة الدولة الإرهابية الأولى على وجه الكرة الأرضية حتى بشهادات ووثائق إسرائيلية- فيا للعجب والدهشة والذهول.. بل يا للوقاحة....!.

فاستنادا إلى المعطيات والحقائق الموثقة المتزايدة فإنه يمكن القول بدءاً أن التاريخ البشري لم يشهد إرهاباً سياسياً/ فكرياً/ عقائدياً/ عنصرياً/ دموياً/ منهجياً/ مرعباً/ مروعاً، مع سبق النوايا والتخطيط والبرمجة والإصرار على التنفيذ بأبشع الصور والأشكال، كالإرهاب الذي مارسته الحركة الصهيونية بمنظماتها وأجهزتها الإرهابية السرية ما قبل قيام الكيان الإسرائيلي، ولعل أفضل الشهادات على هذه الحقيقة الكبيرة ما جاء في وثائقهم واعترافاتهم:

فقد كان الصحافي والمؤرخ الإسرائيلي "توم سيغف" قد نبش فصلا مطويا من التاريخ الإرهابي الصهيوني الذي "يحبذون في إسرائيل نسيانه"، انه الإرهاب الصهيوني في العراق منذ سنة 1951، وأكد بالوثائق "أن إسرائيل وقفت وراء الاعتداءات / التفجيرات / ضد الكنس اليهودية في العراق من أجل إجبار اليهود على الرحيل إلى "إسرائيل عن الصحف العبرية".

كما أطلقت السلطات البريطانية سراح مئات الوثائق السرية من ملفات الاستخبارات المتعلقة بـ: الإرهابي الفلسطيني- كما أسموه في ذلك الوقت - رقم-1- وكان آنذاك مناحيم بيغن الذي حمل اسم يعقوب حيروتي- عن صحيفة معاريف "، وجاء في الوثائق " أن بيغن الإرهابي رقم -1- مطلوب للعدالة بتهمة التآمر لاغتيال وزير الخارجية البريطاني ارنست بوين "، والاهم أن الوثائق أكدت "انه إضافة إلى حصاد الدماء البريطانية فان الخروج الجماعي لمئات آلاف اللاجئين العرب كان بالأساس بسبب الإرهاب المنهجي لمنظمة "ايتسل" بزعامة بيغن بالتعاون مع منظمة ليحي –التي كان يتزعمها شامير "....؟!!!!

وكشف رافي ايتان المسؤول الكبير في الموساد الإسرائيلي سابقا النقاب عن "أن إسرائيل نفذت عمليات اغتيال ضد علماء ألمان كانوا يساعدون مصر على تطوير صواريخ /عن صحيفة يديعوت/".

وبينما كشف كتاب إسرائيلي جديد أصدره الصحافي "اهارون كلاين" النقاب أيضا عن "أن الموساد هو الذي اغتال وديع حداد في العراق عام 1978 /عن موقع عــ48ـرب "أكد الخبير الألماني في عالم الجريمة "يورغن كاين" "أن الموساد يقف أيضا وراء اغتيال رفيق الحريري /وجاء ذلك في كتابه الجديد الأدلة المغيبة في ملف التحقيق في جريمة اغتيال الحريري /عن موقع عــ48ــرب".

وجاء في تقرير شامل عن "الإرهاب" الصهيوني على سبيل المثال بقلم الإسرائيلي "نوعم بيركوبتش" نشرته صحيفة هآرتس: "من المذهل أن نكتشف إلى أي حد طوي الفصل الدموي اليهودي ضد العرب في الذاكرة الإسرائيلية، علما بأن معظم مادة هذا التقرير تم الحصول عليها من البيانات الرسمية لمنظمات "الايتسل" و"الهاغاناه".

وبعد- لا شك أن هذه الوثائق التي يفرج عنها تباعا ولو متأخرا جدا- جدا، إنما تنطوي على أهمية أخلاقية عالية جدا، ذلك أنها تحاكم الإرهاب الصهيوني ضد عرب فلسطين بأثر رجعي، كما تفتح للعالم مجددا ملف ذلك الإرهاب المستمر منذ ذلك الوقت وحتى اليوم .

فما الذي يجري للمواثيق والقوانين والمرجعيات الدولية والبشرية..؟!
وما الذي يحدث للمرجعيات والإرادة السياسية الوطنية /القومية التحررية العربية..؟!
ومتى يدفعون فاتورة إرهابهم ومجازرهم الجماعية والفردية وبأثر رجعي إلى "الإرهابي رقم -1- /حيروتي- بيغن/ والى ما قبل ذلك بكثير ...؟!!!
ومتى يدفعون فاتورة الدماء العربية والفلسطينية مركبة تراكمية على مدى العقود الماضية ...؟!!!!

التعليقات