31/10/2010 - 11:02

معركة تمديد التجميد../ حسام كنفاني

معركة تمديد التجميد../ حسام كنفاني
بعد المفاوضات غير المباشرة، وملهاة التمهيد لانطلاقتها التي لم تثمر عن أي شيء حتى الآن، باعتراف مسؤولي السلطة الفلسطينية، يبدو أن ملهاة جديدة في الطريق إلى ولوج العملية السياسية.

ملهاة عنوانها “تمديد التجميد الاستيطاني”، الذي أعلن عنه رئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو وينتهي في سبتمبر/ أيلول المقبل.

بوادر الملهاة، أو كما يحلو للبعض تسميتها “معركة”، بدأت تتضح معالمها. معالم تبدأ من بروز أصوات معارضة في الداخل “الإسرائيلي” ضد التمديد، وإطلاق حملة لربط التمديد بموافقة أعضاء الكنيست، وهو ما يبدو شبه مستحيل في ظل التقسيمة الحالية لأعضاء البرلمان “الإسرائيلي” الذي تغلب عليه التيارات اليمينية.

حملة ستشغل العالم الغربي في المرحلة الحالية، وسيبدو على أثرها بنيامين نتنياهو كضحية لتطرف اليمين الداخلي الذي يمنعه من تجديد التجميد، الذي سيصبح هو القضية المركزية في مسألة المفاوضات، تماماً كما كان عليه الأمر قبل أشهر حين أعلن نتنياهو تجميد الاستيطان، وبات كأنه أدى “قسطه إلى العلا” وأصبح الفلسطينيون هم المعرقلون للعملية التفاوضية.

السيناريو نفسه سيتجدد، تمديد التجميد كان أحد المواضيع الأساسية على مائدة اجتماع أوباما ونتنياهو، الذي وصل إلى واشنطن على وقع الحملة اليمينية الداخلية، وتقمص دور من يحتاج إلى المساعدة الأمريكية، وليس من يفترض أن يكون طرفاً أساسياً في عملية تسهيل الانتقال إلى المفاوضات المباشرة، التي يريد باراك أوباما أن يطلقها سريعاً، وعلى هذا الأساس فاجأ السلطة بإعلان إحراز تقدّم في المفاوضات غير المباشرة.

تمديد التجميد سيصبح مالئ الدنيا وشاغل الناس. لن يلتفت أحد إلى حقيقة التجميد في الأساس، وماهية تنفيذه بشكل جدي . وهو أمر تدور حوله شكوك كبيرة بفعل مجموعة من التقارير التي تحدثت عن أن العمل جارٍ على قدم وساق في الكثير من المستوطنات بغض النظر عن قرار نتنياهو. تقارير لم يلتفت إليها الأمريكيون أو المجتمع الدولي، الذين بقوا متمسكين بأن قرار الحكومة “الإسرائيلية” هو أقصى ما يمكن الوصول إليه.

بناء عليه لم تعد المستوطنات هي العائق، بل مواصلة البناء فيها. أما ما هو مقام حالياً فبات في حكم المسلمات، الذي يجب التعاطي معه بواقعية، وقيادة المفاوضات على وقع أن هذه المستوطنات لا مجال لإزالتها في المرحلة الراهنة على الأقل، وان أقصى ما يمكن للفلسطينيين أن يأملوه هو عدم توسعها، هذا في حال “استطاع نتنياهو إقناع اليمين” .
"الخليج"

التعليقات